التقى أمس الدكتور أحمد دلّال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالصحفيين والإعلاميين في لقاء مائدة مستديرة بعنوان، "الجامعة الأمريكية بالقاهرة: الرئيس الثالث عشر للجامعة: رؤية للتميز" وذلك بحرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتحرير. تناول اللقاء رؤية رئيس الجامعة المستقبلية لدور الجامعة وأفكاره لمواكبة التطورات العالمية والمستمرة في مجال التعليم العالي.
وعن رؤيته للتميز شارك دلّال الصحفيين والإعلاميين العديد من الأفكار والتصورات للمئوية الثانية للجامعة، حيث قال إن البلدان حول العالم تشهد تطورات اقتصادية واجتماعية هامة حيث تعيد الجامعات النظر في شكل ونوع التعليم الحالي، ولهذا تقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدورها بإعادة النظر في برامجها الأكاديمية وتطويرها، فهناك احتياجات اجتماعية وتقنية جديدة تستدعي التطوير المستمر. وتحدث دلّال عن الدور التاريخي الذي لعبته الجامعة في تطوير المناهج والدراسات الأكاديمية لتلبية حاجة المجتمع.
أكد دلّال أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة هي من الرعيل الأول للجامعات التي لها دور مميز في مصر وعلى المستوى الإقليمي والعالمي، وأنه بالرغم من صغر حجم الجامعة ومع مراعاة الثقل البشري، فإن الجامعة تتميز على مستوى التصنيفات العالمية بشكل عام.
وقال دلّال إن الجامعة ليست بديلا عن الجامعات الحكومية العريقة بل هي جزء من الجامعات التاريخية ولديها تاريخ وتراث مميز ودور هام من خلال الاسهام النوعي في المجالات المختلفة والتأثير المشترك في خدمة المجتمع. وقال: "لن نستطيع أن نكون سباقين في كل المجالات ولكن نحدد مجالات معينة ساهمنا بها تاريخيا وسنزيد من اسهامنا والتميز بها. هدفنا أن نطور برامجنا ونوعية أبحاثنا العلمية من خلال كوننا جزء من هذه المنظومة."
وأكد دلّال استمرار واصرار الجامعة على تقديم برامج تتفاعل من خلالها مع المجتمع، من خلال استعمال الدراسات مثل الدراسات الحضرية ومزجها لمواكبة التطور المستمر بالمجتمع المصري.
وعن تطوير المنح المقدمة من الجامعة، أكد دلّال أن الجامعة ستعمل على خطة ممنهجة لاستقطاب ليس فقط الطلاب المتميزين بل أيضاً أهم الأساتذة في الحقول العلمية المختلفة، وقال: "تقدم الجامعة منحا عديدة لدعم الطلاب ماديا تصل إلى 23 مليون دولار، ونتواصل مع المؤسسات العالمية لزيادة الميزانية المخصصة للمنح من أجل استقطاب الطلاب المميزين من كل المحافظات."
وتحدث دلّال عن أهمية التعليم الليبرالي ودوره في تنمية تفكير الطلاب وتعزيز مهاراتهم بجانب توجه الجامعة لتعزيزه، وقال: "يجب أن نعيد النظر في معنى التعليم الليبرالي ولكن ليس في المبدأ، فهو من أهم مميزات الجامعة التي أعطتها القدرة على الاسهام في التعليم العالي في مصر والمنطقة وتتميز عن جامعات أخرى ولا يجب أن نفرط به."
وأشار دلّال أن الجامعة تواكب توجهات الدولة والمستجدات العالمية لتطور فيروس كورونا، حيث اتخذت الجامعة قرار بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية وتوفير اللقاح لمجتمع الجامعة بالتعاون مع وزارة الصحة. وأكد أن الجامعة ستستمر في تطبيق اجراءات السلامة والأمان لمجتمع الجامعة. وعلى الرغم من استخدام العديد من وسائل التعليم عن بعد في الفترة السابقة إلا أن دلّال أكد على أنه ليس بديلا عن الدراسة وجها لوجه لأهمية التواصل الاجتماعي في العملية التعليمية.
وقال دلّال: "بدون شك إن التواصل مع الجامعات الأخرى يٌحفزنا أكاديميا، وأبحث عن فرص للتعاون مع جامعات أخرى تعزز من قدرتنا وإمكانياتنا على خدمة المجتمع. كما أن لدينا برامج كثيرة تتقاطع مع القطاع العام وبرامج أخرى."
يأتي دلّال للجامعة الأمريكية بالقاهرة بخبرات أكاديمية وإدارية متعددة فهو أستاذ بارز في الدراسات الإسلامية حيث قام بتدريسها في الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة ستانفورد، وجامعة ييل، وكلية سميث، وجامعة جورج تاون، حيث شغل فيها منصب رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية. وشغل دلّال منصب عميد جامعة جورج تاون في قطر كما شغل سابقاً منصب وكيل الشئون الأكاديمية للجامعة الأمريكية في بيروت من عام 2009 إلى 2015. يعد دلّال، وهو أول عربي أمريكي يرأس الجامعة، قائداً أكاديمياً بارعاً وباحثاً متميزاً يتمتع بخبرة في مجال التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي. فقد وُلد ونشأ في بيروت وأمضى 25 عاماً في الدراسة والتدريس في الولايات المتحدة الأمريكية مما منحه خبرة ووجهة نظر متعمقة سواء في المنطقة العربية أو في الجامعات التي تقدم التعليم الليبرالي على غرار جامعات الولايات المتحدة الأمريكية. وشارك دلّال مجموعة من أفكاره ولكن أكد على أهمية العمل مع مجتمع الجامعة لتطويرها بشكل مشترك وجماعي. وقال دلّال: "أشعر بالفخر كوني جزء من هذا المجتمع، كما أشعر بظلال المسئولية وأفهم معنى أن أكون أول رئيس عربي للجامعة وهي مسئولية أتقبلها بكل سرور لخدمة الجامعة ومصر والمنطقة."