180 مليار لمحافظات الصعيد ضمن مبادرة حياة كريمة
80% من المشروعات القومية بالصعيد تم تنفيذها
رئيس تنمية الصعيد: تنفيذ 2500 مشروع بتكلفة 400 مليار جنيه في 7 سنوات
«صالح»: الرئيس السيسي يوجه بدعم الصادرات الزراعية في الصعيد
الإسكان: إنشاء 14 تجمعاً عمرانياً لتحقيق التوازن بين الريف والحضر
طفرة غير مسبوقة في قطاع الكهرباء بصعيد مصر
الكهرباء: استثمارات بقيمة 4 مليارات و300 مليون جنيه بالصعيد
عانت محافظات الصعيد على مدار السنوات الماضية من التهميش والانعزال وغياب الخدمات، ومحدودية الاستثمارات، ما أسفر عن ارتفاع نسبة الفقر فى تلك المحافظات، حيث كانت تصل إلى 40 % في أسوان، 58 % في سوهاج وقنا، بالإضافة إلى ارتفاع نسب البطالة ونسبة الأمية .
تنمية الصعيد تحدى كبير، يحتاج إلى إرادة سياسية ورؤية مختلفة، وقرارات جريئة، خاصة وأنه محروم من الحد الأدنى من الخدمات، وأصبح حال أهالى الصعيد، أحياء في عداد الأموات فلا خدمات صحية، ولا مدارس تعليمية ولا أغذية صحية .
وأدرك الرئيس السيسى حجم الأزمة المجتمعية التى تضرب بجذورها منذ عقود دون تدخل من الدولة حتى استفحل خطرها وزادت مخاطرها.
هذه القضية بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية أصبحت اليوم محل اهتمام كان غائبًا وموضع بحث كان مفقودًا، وها هو رأس الدولة يعلن بنفسه عن برنامج قومي لتوفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر فقرًا عبر خطة قومية واضحة تتصدى بقوة دفع رئاسية للمشكلات، وتتعامل مع أزمة كانت خارج حسابات الحكومات والوزارات التي تعاقبت على مصر على مدى عقود، ليشهد الصعيد بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى نهضة في أخر 7 سنوات لم تحدث في أخر 100 سنة .
وفى هذا الإطار، قال اللواء أشرف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يهتم بالصعيد وأهله ويوجه جميع أجهزة الدولة بتوفير جودة الحياة لهم، مؤكدًا أن الصعيد أرض خصبة للتنمية والاستثمارات ومقومات التنمية متوفرة فيه، موضحًا أنه خلال الـ7 سنوات الماضية جرى استثمار نحو 400 مليار جنيه لتنفيذ 2500 مشروع بالصعيد بمختلف مشروعات التنمية.
وأضاف صالح، أن مشروعات التنمية تنوعت من بنية أساسية وطرق وكباري وإنشاء مدن جديدة ومجتمعات عمرانية جديدة، ومشروعات زراعية، ونسعى لتحقيق الرخاء والحياة الجيدة والكريمة للمواطن فى الصعيد، موضحًا أن هناك العديد من المشروعات التي يوجه الرئيس بالإسراع في تنفيذها واستكمالها لصالح المواطن، هجرة الشباب للمحافظات الأخرى والبطالة والفجوات التنموية بين المحافظات وبعضها، وخلال السنوات القادمة سيتم القضاء على هذه المشكلات تمامًا.
وتابع أن ما يحدث في الصعيد يعد إنجازا في ظل اهتمام الدولة به بعد سنوات من الإهمال، لافتًا إلى أن هذا الاهتمام يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وأن هناك زيارات ميدانية لكل المناطق في الصعيد، وتركز الهيئة على 6 محاور وهي السياحة والصناعة والبيئة واللوجستيات والتعليم والصحة.
وأشار إلى أن التنمية تتحرك في شرق وغرب الصعيد، وتم إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة في سوهاج وقنا وأسوان من أجل الربط بين الشرق والغرب، لافتًا إلى أن الطرق تعد بمثابة شرايين الحياة.
وأوضح رئيس هيئة تنمية الصعيد أن هناك توجيها من الرئيس السيسي لدعم الصادرات التي تخرجها الأرض الزراعية في الصعيد، مبينًا أنه يتم دعم نبات الجوجوبا المعروف بالذهب الأخضر المستخدم في محركات الطائرات من خلال الزيوت الخاصة به وكذلك مستخدم في الوقود الحيوي، بجانب الزراعات الطبية والعطرية والطماطم وسيتم إضافة قيمة مضافة على هذه الزراعات المختلفة.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يطلع على مشروع يهم المواطن الصعيدي بنفسه من أجل تعويض الصعيد الذي كان مهمشا لسنوات طويلة.
ومن جانبه، قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، إن قضايا الصعيد كانت تحتاج إلى وضع رؤية متكاملة، في مجالات الإسكان والمرافق، حيث فى السابق لم يكن هناك حوافز تشجع الاستثمار في الصعيد وتوفير فرص عمل جديدة، بجانب الانعزال المكانى الداخلى وضعف الارتباط بين شرق وغرب النيل، حيث يتحمل المواطن تعبات لمسافة 100 مليون مقود كبير للنمو الاقتصادي داخل محافظات الصعيد، والتكدس العمراني وتدني وهذا مستوى جودة الحياة.
وأشار إلى أنه تم إنشاء 14 تجمعاً عمرانياً جديداً، 8 منها من مدن الجيل الثاني والثالث، 6 مدن جديدة من الجيل الرابع، من أجل إيجاد وعاء للتنمية الاقتصادية والعمران الحضري حتى يتم تصحيح هذا الخلل.
- مشروعات البترول بالصعيد -
وحول مشروعات البترول فى الصعيد، قال طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن محافظات الصعيد العشر يبلغ إجمالي استهلاكها من المنتجات البترولية 20% من إجمالي استهلاك مصر.
وقال إن أهم تحديات توفير المنتجات البترولية لمحافظات الصعيد تمثلت في توفير الوقود والتكدس بالمحطات، بالإضافة إلى زيادة الضغط على الطرق نتيجة نقل المنتجات من مناطق القاهرة والإسكندرية والسويس وأيضاً النقص في الطاقات التخزينية.
وأشار إلى ما تحقق في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج من وجود 10 اتفاقيات لشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وطرح المزايدة العالمية الأولى بالنطاق الاقتصادي بالبحر الأحمر، عقب إطلاق أول مشروع لتجميع البيانات الجيولوجية في عام 2018 والتي أدت لإصدار أول 3 اتفاقيات بترولية بالبحر الأحمر مع أكبر الشركات العالمية خلال عام 2020 بحد أدنى للاستثمار 5.2 مليار جنيه تمثل نحو 330 مليون دولار.
وتابع: "فيما يبلغ متوسط انتاج الشركات التابعة للقابضة لجنوب الوادي ما يزيد على 21 ألف برميل يومياً".
واستعرض الملا جهود القطاع في تطوير البنية الأساسية لنقل وتخزين وشحن المنتجات البترولية، حيث تمت زيادة طاقات مستودعات تخزين البوتاجاز بالصعيد بإضافة 6% ألف طن باستثمارات 120 مليون جنيه ليصل إجمالي سعات التخزين إلى 22 ألف طن.
فيما تم تطوير البنية الأساسية لنقل وتخزين وشحن المنتجات البترولية، إذ تم إضافة سعات تخزين في مستودعات البنزين والسولار بنحو 2500 طن، بإجمالي استثمارات 70 مليون جنيه، بالإضافة إلى تطوير مشروعات نقل الزيت الخام والمنتجات البترولية بإضافة 570 كم أطوال باستثمارات 1.2 مليار جنيه ليصل إجمالي أطوال الخطوط 1840 كم.
وكشف الملا عن أهم مشروعات تطوير خط غاز الصعيد والتوسع في شبكات توزيع الغاز الطبيعي، حيث تمت إضافة 4850 كم أطوال باستثمارات 8 مليارات جنيه بإجمالي أطوال 8 آلاف كم.
- مشروعات الكهرباء -
وبشأن خدمات الكهرباء بصعيد مصر، فقد حرصت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة على رفع كفاءة الشبكة الكهربائية وتحسين مستوى الأداء في محافظات صعيد مصر لضمان استقرار واستمرار التغذية الكهربائية طبقاً لمعايير الجودة، وتقليل فترات انقطاع التيار ولمواجهة الزيادة المستمرة في استهلاك الطاقة الكهربائية والأحمال المتوقعة في أنماط الاستهلاك، وذلك بفضل الدعم الرئاسي غير المسبوق لمشروعات الطاقة في الصعيد.
ووصف رئيس مجلس إدارة شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء المهندس سامي عرفة، ما تم إنجازه في قطاع الكهرباء في محافظات الصعيد خلال السنوات السبع الماضية بأنه غير مسبوق على مستوى حجم المشروعات أو الاستثمارات .
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء أن استثمارات الشركة ارتفعت بمقدار 291% لتصل إلى 4 مليارات و300 مليون جنيه، حيث تقدم خدماتها لأكثر من 3 ملايين و441 ألف مشترك في المنطقة التي تغطيها، بارتفاع قدره 28% منذ عام 2014.
ونوه بأن الشركة نجحت منذ عام 2014 في تحويل 5 آلاف و620 كم من الخطوط الهوائية للجهد المتوسط المار بالكتل السكنية إلى كابلات أرضية لتقليل المخاطر، لافتا أن استخدام الكابلات الأرضية سيعمل على انتظام التيار الكهربائي ويقلل من مخاطر الانقطاع، وأشار إلى أنه يجري تنفيذ مشروع أول محطة توليد كهرباء حرارية في مدينة إسنا جنوبي الأقصر باستثمارات تقدر بنحو 2.3 مليار دولار، لافتًا أن المشروع يساهم في تأمين التغذية الكهربائية بصعيد مصر ويوفر حوالي 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وكشف عن أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير مركز تحكم الكهرباء الإقليمي بنجع حمادي بتكلفة بلغت 327 مليون جنيه، موضحا أن المركز يراقب 98 محطة كهرباء ومستوى أدائها لضمان استقرار الشبكة، كما يساهم في سرعة تحديد أماكن الأعطال وأسبابها مما يقلل أوقات الإصلاح وزمن الانقطاع في الشبكة الكهربائية في حالات الطوارئ.
وقال إنه تم إنشاء محطة محولات نجع حمادي شمال قنا بجهد 500 كيلو فولت، على مساحة 250 ألف م2 باستثمارات تتخطى مليار جنيه، مضيفا أنه بدأ اختبار ربط المحطة بمشروع "بنبان" لكهرباء الطاقة الشمسية، كما تم توقيع اتفاقيات مشروع إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية باستخدام الخلايا الفوتوفلطية بقدرة 200 ميجاوات بمنطقة كوم امبو بأسوان، بإجمالي استثمارات تبلغ حوالي 80 مليون دولار، كما تحتضن قرية بنبان بالطريق الصحراوي الغربي لمحافظة أسوان، أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في أفريقيا والشرق الأوسط بقدرة 1456 ميجاوات على مساحة قدرها 37 كم2 وبتكلفة استثمارية بلغت نحو 3,4 مليار يورو.
وتعد محطة كهرباء غياضة الشرقية في بني سويف نقلة نوعية في قطاع الكهرباء، إذ تساهم بما يقرب من 20% من إنتاج الكهرباء في مصر، وتعمل المحطة بتكنولوجيا الدورة المركبة، وتعتمد على الغاز الطبيعي في تشغيلها بقدرة تبلغ 4 آلاف و400 ميجاوات، وبتكلفة تجاوزت ملياري يورو بالإضافة إلى 43 مليون جنيه، واستغرق إنشاؤها 3 سنوات .
-الصعيد على خريطة التنمية -
وفى غضون ذلك، أصدر مجلس الوزراء تقريراً بعنوان "صعيد مصر على خريطة التنمية الشاملة"، يتضمن كافة التفاصيل الخاصة بالمشروعات الجاري تنفيذها، والتي تم الانتهاء منها، والتي تستهدف تنمية محافظات الصعيد ووضعه على خريطة التنمية الشاملة، في مختلف القطاعات المختلفة خلال 7 سنوات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الدولة تولي اهتماماً بالغاً بتطوير الصعيد، مشيراً إلى أن الصعيد كان يحتوي على 115 منطقة عشوائية غير مخططة وتم الانتهاء من تطويرها.
وأضاف مدبولى، أنه تم ضخ استثمارات بقيمة 1.1 تريليون جنيه بمصر خلال 7 سنوات، منها 180 مليار لمحافظات الصعيد ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، موضحاً أن 80% من المشروعات تم تنفيذها بالفعل، مؤكداً أن المبادرة الرئاسية والمشروعات القومية خلقت العديد من فرص العمل للشباب.
ورصد رئيس الوزراء حجم الاستثمارات فى الصعيد، وجاءت على النحو الآتى :
- 754 مليار جنيه استثمارات تم تنفيذها بالفعل خلال الـ7 سنوات الماضية.
- تخصيص 180 مليار جنيه لمحافظات الصعيد ضمن مبادرة حياة كريمة.
- المشروعات القومية خلقت العديد من فرص العمل للشباب الصعيد.
- حجم استثمارات 6 وزارات بصعيد مصر بلغت 535 مليار جنيه.
- الدولة طورت 6 آلاف كم من الطرق بصعيد مصر ما بين التطوير ورفع الكفاءة.
- تنفيذ 365 كوبري ونفق بالصعيد بتكلفة وصلت إلى 60 مليار جنيه.
- تنفيذ 14 محورا تنمويا على نهر النيل بتكلفة 23 مليار جنيه لربط مدن الصعيد.
- تطوير الطرق بالصعيد نال إشادة مؤسسات دولية.
32 مليار جنيه لتطوير السكك الحديدية في مصر.
- تم تطوير 46 محطة سكك حديد في صعيد مصر
- تنفيذ 188 ألف وحدة سكنية بصعيد مصر خلال 7 سنوات بخلاف التجمعات السكنية والبدوية.
- الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة بصعيد مصر.
- 500 ألف وحدة يتم تطويرها ضمن تطوير عواصم المحافظات .
- تطوير 11 ألف وحدة سكنية بعواصم محافظات الصعيد.
- الانتهاء من تطوير الصرف الصحي في كافة محافظات الصعيد خلال عامين.
12 ألف ميجا كهرباء لمحافظات الصعيد بتكلفة 100 مليار جنيه.
33 مليار جنيه تكلفة تطوير شبكات الكهرباء بصعيد مصر خلال 7 سنوات.
- استثمارات محطة بنبان للطاقة الشمسية تجاوزت الـ2 مليار دولار.
- تنفيذ مشروعات لرفع كفاءة الصرف الصحي والشرب بالصعيد بتكلفة 45 مليار جنيه.
- وصلنا 1.1 مليون وحدة سكنية بالغاز الطبيعي فضلا عن التوسع في عمليات تطوير واكتشاف الحقول.
- مشروعات الرقمنة بالصعيد شملت البريد والمحاكم وتوصيل الكابلات الفايبر.
30 مليار جنيه لتحسين شبكة الطرق الداخلية بالصعيد.
10 مليار جنيه تكلفة مشروع التنمية المحلية بالصعيد.
34 ألف فصل تعليمي تم إضافتها في محافظات الصعيد.
وأشار التقرير الصادر عن مجلس الوزراء إلى عدد كبير من المشروعات القومية بالصعيد ومحافظاته المختلفة من مرافق وبنية تحتية ومشروعات صحية ومشروعات للسياحة والآثار وتأهيل قرى الصعيد ضمن مبادرة حياة كريمة، وغيرها من المشرعات التي غطت كافة مدن وقرى الصعيد ومنها على سبيل المثال إنشاء شركـة أسيـوط لتكريـر البتــرول.
وذكر التقرير عدداً من المشروعات الأخرى كإنشاء محطة مياه أبوقرقاص بالمنيا وتوسعات محطة صرف صحي العدوة بالمنيا، وتوسعات محطة مياه الواسطى ببني سويف وتوسعات محطة الصرف الصحي طنسا بني مالو بقدرة 2.5 ألف م 3 / يوم وتوسعات محطة معالجة صرف صحي أبوصير بطاقة 12 ألف م 3 / يوم وتوسعات محطة مياه دشنا بقنا وإنشاء محطة مياه فرشوط بقنا ومحطة صرف صحي أبوشنب بالفيوم والانتهاء من المرحلة الثانية من محطة مياه المنيا الجديدة ومحطة مياه ديروط بأسيوط ومحطة تنقية مياه الشرب بقنا الجديدة.
وذلك إضافة للإنجاز الكبير الذي شهده الصعيد بمشروع تبطين وتأهيل الترع والمصارف والعديد من المشروعات الزراعية، وعلى رأسها مشروع كارت الفلاح والحيازات الزراعية، ومشروعات الري الأخرى ضمن جهود التنمية كتطوير قناطر ديروط وأسيوط وتأهيل الترع بمحافظة قنا.
كما تضمن التقرير الإشارة إلى عدد من مشروعات الثروة الحيوانية كالمشروع القومي لإحياء البتلو بتكلفة 1.8 مليار جنيه بإجمالي 114 ألف رأس ماشية، وايضا مشروعات قطاع الصحة والتعليم العالي ومنها إنشاء كلية ومستشفى طب الأسنان بجامعة أسيوط ومستشفى الكبد بالمنيا بمستشفى سمالوط النموذجي بالمنيا ومستشفى الأطفال التخصصى (العديسات) بالأقصر ومستشفى إيزيس للنسا والولادة (البياضية) بالأقصر ومستشفى دير مواس المركزي بالمنيا ومستشفى ملوي التخصصي بالمنيا ومستشفى الصحة النفسية بسوهاج.
ولفت التقرير إلى أن محافظات الصعيد كانت قبل هذه المشروعات وهذه النهضة التنموية، قد عانت كثيرا على مدى عقود من التهميش، ولم يكن هناك رؤية متكاملة للنهوض بهذه المنطقة الغنية بالثروات، حيث واجه الصعيد العديد من المشكلات والتحديات، وترتب على ذلك تدني مستويات مختلف الخدمات الأساسية، والاجتماعية، والتنموية قبل عام 2014، وهو ما تشير إليه المؤشرات من تدهور تلك الخدمات"، مشيراً إلى أنه في مجال الخدمات الصحية على سبيل المثال، سجلت محافظة الفيوم أعلى معدل للإصابة بفيروس "سي"، كما كانت أعلى معدل للفقر على مستوى الجمهورية في ريف الوجه القبلي، حيث كانت تزيد على 57%، فضلاً عن تدني نصيب الفرد من مياه الشرب النقية والخدمات الأخرى.
وفي هذا السياق، أشار تقرير مجلس الوزراء إلى أن هذه الصورة العامة في صعيد مصر قبل 2014 لم تكن تختلف من محافظة إلى محافظة أخرى بالوجه القبلي، لافتاً إلى أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الصدد كانت ضرورة الإسراع بوضع خطة متكاملة لتنمية محافظات الصعيد، وهو ما صاغته الحكومة بالفعل في صورة خطة للتنمية الشاملة بهذه المحافظات.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فهناك العديد من قرى الصعيد لا تزال تعاني من هذه المشكلات، فإن الاختلاف الآن بين الوضع الحالي والوضع السابق، أن الدولة لديها خطة واضحة من خلال المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" لتنمية الريف المصري، والتي تستهدف جميع قرى مصر، لا سيما جميع قرى الصعيد التي لها الأولوية على أجندة العمل بالمبادرة، لتغيير وجه الحياة بها خلال ثلاث سنوات بدأت مع بداية العام المالي الحالي؛ حتى يتسنى لجميع أهالينا في القرى بجميع أنحاء مصر، وعلى الأخص قرى الصعيد، التمتع بجودة حياة لائقة، وبكل مستويات الخدمات المطلوبة.
كما استعرض تقرير مجلس الوزراء الأوضاع الحالية والمشكلات التي تعاني منها محافظات الصعيد (والتي تمثل ثلثي مساحة الدولة، وتشمل معها البحر الأحمر والوادي الجديد)، وذلك من حيث التركيب السكاني ومعدلات البطالة.
مشيراً في هذا الصدد إلى أن هناك خللاً واضحاً في التوزيع الديموجرافي بتلك المحافظات؛ نتيجة للهجرة الداخلية، حيث ظلت هذه المحافظات طاردة لشبابها بسبب غياب الخدمات وعدم توافر فرص العمل، حيث كان يتجه الشباب الباحث عن فرص عمل لائقة إلى المحافظات الأخرى، أو السفر إلى خارج مصر، ولذا كانت الأرقام تشير إلى تسجيل أعلى معدلات البطالة، وكانت هذه إحدى الإشكاليات التي عانى منها الصعيد، بالإضافة إلى ظهور المناطق غير الآمنة وغير المخططة، حيث 115 منطقة غير آمنة بصعيد مصر، و32 ألف فدان من المناطق غير المخططة.
وأضاف انه على الرغم من كل هذه الإشكاليات والتحديات، فإنه كانت تتوافر عدة محفزات أساسية للانطلاق منها في تحقيق التنمية المتكاملة للصعيد، وتتمثل في المقومات الطبيعية، والسياحية الفريدة، بجانب الثروات التعدينية والمحجرية، فضلا عما تتمتع به من آثار تاريخية تمثل مختلف العصور القديمة، بالإضافة إلى أهم عنصر من تلك المقومات وهو القوى البشرية، حيث أفرزت محافظات الصعيد قامات وقيادات في كل المجالات، والتي انطلقت إلى آفاق رحبة في السياسة، والفن، والأدب، والثقافة، والاقتصاد، وهي نماذج مشرفة أثرت في تاريخ مصر والعالم أجمع على مدار العصور الماضية.
وأشار تقرير مجلس الوزراء الى أنه انطلاقا من كل المقومات الطبيعية والبشرية، كان هناك توجيه من الرئيس في المؤتمر الوطني للشباب في 2017 ، بأن يكون الصعيد وشبابه على رأس أجندة العمل الوطني في هذه المرحلة، وعلى الرغم من أن الدولة بدأت من 2014 برامج التنمية، إلا أن الحكومة قامت بتكثيف العمل في محافظات الصعيد استجابة وتنفيذا لهذا النداء من الرئيس السيسي في 2017، لافتا إلى أنه على مدار السنوات السبع الماضية، تم وجار تنفيذ استثمارات بقيمة 1.1 تريليون جنيه، قامت الحكومة بتنفيذ 754 مليار جنيه، أي بنسبة 69% من إجمالي الاستثمارات، وجار تنفيذ النسبة المتبقية تباعا، منها 180 مليار جنيه استثمارات تخص الصعيد في المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، اضافة الى توفير 600 الف فرصة عمل ما ادي للحد من معدلات البطالة بين الشباب بمحافظات صعيد مصر .
وأوضح التقرير الصادر عن مجلس الوزراء بشأن التنمية فى صعيد مصر أن هذه المشروعات التي تم تنفيذها أسهمت ليس فقط في تحقيق جودة الحياة للمواطن المصري في الصعيد، بل في توفير حجم هائل من فرص العمل بصورة مباشرة لشبابنا في هذه المحافظات، ضاربا المثال بـ6 وزارات وجهات مركزية في الدولة قامت بتنفيذ مشروعات في قطاع التشييد والبناء، حيث اشترك آلاف الشركات من القطاع الخاص، وبحجم عمالة كان أغلبها من محافظات الصعيد، حيث وفرت مئات الآلاف من فرص العمل لأهالينا ولأولادنا وشبابنا في هذه المحافظات، لافتاً إلى أن استثمارات هذه الجهات الست بلغت قيمتها 535 مليار جنيه على مدار هذه الفترة.
وشدد التقرير على أن هذه المشروعات القومية ساهمت فى تحسن مؤشرات الأداء الرئيسية فى محافظات الصعيد وأن الجهد الكبير في توثيق المشروعات يستهدف تعريف المواطن المصري وخاصة الشباب بحجم العمل والإنجاز في كل ربوع مصر وليس في مكان واحد فقط.