قال مسئولون بقطاع الصناعة وخبراء اقتصاد، اليوم الجمعة، إن المشروعات العملاقة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في صعيد مصر؛ ستحدث طفرة تنمية مستدامة في تلك المحافظات، بخلاف توفير المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة وجذب الاستثمارات.
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي خلال "أسبوع الصعيد" عددًا من المشروعات القومية العملاقة في مجال الزراعة والصناعة والبنية التحتية والطاقة بمختلف المحافظات.
ولفت محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إلي أن هذه المشروعات تسهم بشكل كبير في تنمية محافظات صعيد مصر وتوفر المئات من فرص العمل للشباب، مضيفا أن الدولة تتوسع حاليا في إنشاء عدد كبير من المشروعات التنموية بصعيد مصر ما يساعد في القضاء علي البطالة ويوفر حياة كريمة.
وتابع "اتجاه الدولة في تشييد العديد من المشروعات التنموية في صعيد مصر يصب في صالح الصناعة الوطنية بشكل عام لما يتوفر في الصعيد من موارد هائلة"، منوها بأن اتحاد الصناعات المصرية ممثلا في غرفة الصناعات الهندسية والشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في محافظات الوجه القبلي يسعي إلي الاستفادة من الفرص المتاحة في الصعيد للارتقاء بالصناعة والتوسع بها خلال المرحلة القادمة.
وأشارإلي تنظيم غرفة الصناعات الهندسية العديد من الجولات في مصانع متوسطة وصغيرة في بعض محافظات الصعيد لبحث فرص تنميتها والتعرف علي مشكلاتها والعمل علي حلها، في بادرة هي الأولي بين الغرف الصناعية.
ونوه بأن الصعيد يعتبر المستقبل الذي يحمل للصناعة الوطنية الكثير من التقدم والنهوض، ودعا المهندس الصناع في كل مدن الصعيد إلي ضرورة وسرعة الانضمام لعضوية اتحاد الصناعات للاستفادة من مزاياها الكبيرة.
وأشار إلي أنه جارٍ إنشاء العديد من الفروع للغرفة في محافظات الصعيد وعلي وجه الخصوص محافظتي سوهاج والمنيا لتذليل كافة العقبات التي تواجه المصنعين.
وأشار محمد البهي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعات، إلي أن سلسلة المشروعات القومية الكبري التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مختلف القطاعات بجميع محافظاته ومدنه، تسهم في تنمية الصعيد من خلال تأسيس البينة التحتية، والتوسع في الظهير الصحراوي، مما يسهم في توفير فرص عمل ورفع مستوي وكفاءة الخدمات مما يسهم في رفع مستوي المعيشة لأهل الصعيد.
ولفت إلي أن مجمع بنبان للطاقة الشمسية الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية علي مستوي العالم جهد 500- 220 – 22 كيلو فولت يعادل إنتاج المشروع ما ينتجه السد العالي من طاقة تقدر بنحو 2100 ميجا وات، ويمكن وصف مشروع الطاقة الشمسية بـ"سد عال جديد" علي أرض أسوان.
وذكر أن المشروع سيتيح لمصر تصدير الطاقة خارجياً سواء للقارة الأفريقية أو لعدد من الدول العربية، مشيرا إلي أن هذا المشروع مناسب جدا خاصة في ظل الخطط العالمية لتقليل الانبعاثات من الوقود والطاقة التقليدية.
وقال البهي إن المشروعات القومية تساهم في القضاء علي العشوائيات، وخفض معدلات البطالة والفقر، والمساهمة في توفير فرص عمل جديدة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بجانب جذب الاستثمارات المختلفة، سواءً المحلية أو الأجنبية، ما يعمل علي زيادة حجم النمو الاقتصادي الذي يرفع من مستوي معيشة المواطن.
من جانبه أكد أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية أن الدولة تولي اهتماما خاصا بمحافظات الصعيد مما يسهم في رفع مستوي الميعشة.
ونوه الجزايرلي بأن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتنمية وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة خاصة وأن القطاع الصناعات الغذائية يعتمد علي المشروعات المتوسطة والصغيرة بالصعيد، وأكد أن القيادة السياسية تؤكد علي ضرورة مشاركة القطاع الخاص في هذا التوجه، فيما تعمل الحكومة علي تذليل كافة التحديات التي تواجه المستثمرين كما تعمل علي توفير كافة الدعم لهم لسعيها لتوفير مناخ استثماري في صعيد مصر.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي محمد الدشناوي إن خطط الحكومة حاليا تستهدف النهوض بمصر كاملة، سواء علي مستوي الأقاليم أو علي مستوي فئات المجتمع، من خلال إيجاد حلول جذرية للمشاكل الراسخة وليس حلول مؤقتة، مضيفا أن ذلك يتضح من خلال اهتمامها بصعيد مصر علي جميع الأصعدة.
وأضاف أن معظم محافظات الصعيد تعاني من نقص خطط التنمية ما زاد معدلات الهجرة إلي المدينة ما زاد عدد العشوائيات لكن بعد هذه المشروعات سيتغير الوضع للأفضل، وأشار إلي أن أسبوع الصعيد للمشروعات سيسهم في زيادة فرص العمل، مضيفا "أن ربط الإقليم من خلال مجموعة من الجسور والطرق ورفع كفاءة جميع الطرق، سيسهل العيش بها ويشجع الاستثمار، لسهول حركة المواد والبضائع، كما سيخفض تكاليف النقل.
وأضاف أن ربط هذه المحافظات بمنافذ بحرية وتوصيل حدود هذه المحافظات بالبحر الأحمر ستجعلها منتجة وقادرة علي المنافسة والتصدير، كما أن وضع نواة لإنشاء مناطق صناعية بكل محافظة مع توافر الأيدي العاملة والمواد الخام سيشجع علي تدفق الاستثمارات جديدة والتوسع في المشروعات القائمة، مما سيعمل علي زيادة الطاقات الإنتاجية وتوفير الوظائف ومن ثم رفع مستويات المعيشية لأهل الإقليم .
واتفق معه الدكتور الدكتور محمد كيلاني أستاذ الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، مؤكدا أن تلك الافتتاحات تعزز من وجود فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لشباب وأبناء محافظات الصعيد كما أنها ستحقق التنمية.
وأشار إلي أن الافتتاحات التنموية والصناعية الصناعية ستمثل قوة جذب كبيرة للمستثمرين في تحسين الطاقة والطرق والبنية التحتية والاهتمام بالصحة، والتعليم وتوفير الخدمات الأساسية للحياة يمثل أهم أولويات المستثمر المحلي والأجنبي لهذا الإقليم في المشروعات القومية هدفها بناء الإنسان وما تشهده مصر حاليا من مشروعات قومية هي حلول خارج الصندوق لخدمة المواطنين"، مؤكدا أن أسبوع الصعيد هو تخطيط استراتيجي للتنمية الأفقية والرأسية.
ولفت إلي أن الحكومة المصرية تعيد ترتيب الخريطة الاقتصادية وتغيير مفهوم المحافظات الجاذبة للعمالة والطاردة لها وتعميق سياسات الاستثمار وتحقيق تنمية المواطن قبل تنمية الحجر فهذه الافتتاحات تعكس سياسة توسعية عريضة بمفهوم جديد.