اللواء محمد إبراهيم: مصر تمثل محور الاستقرار في الشرق الأوسط

اللواء محمد إبراهيم الدويري

اللواء محمد إبراهيم الدويري

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر تمثل محور الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك يعد من إحدى البديهيات التى لا تتطلب اجتهاداً من أحد، وأن المعطيات كلها تؤكد أن الوضعية الحالية التى تتمتع بها مصر على المستوى الإقليمى والمستوى الدولى هى وضعية مميزة تمنح الدولة المصرية كل المقومات التى تمكنها من أن تقوم بدورها التاريخى على أكمل وجه.

 

وقال الدويري- في مقال بعنوان "عندما تتحرك مصر" نشرته جريدة الأهرام- إنه إذا كانت مصر تتجنب الحديث عن مسألة الريادة أو الزعامة العربية والإقليمية فإن ذلك يرجع إلى أن القيادة السياسية المصرية قررت منذ اليوم الأول لتوليها السلطة أن تكرس كل جهودها من أجل أن تضع مصر فى المكانة التى تستحقها على خريطة العالم ، وهذا هو المسار الأهم الذى تتحرك فيه مصر بنجاح كبير بعيداً عن أى مهاترات أو معارك جانبية لن يكون من ورائها أى طائل سوى ضياع الوقت والجهد.

 

وأضاف أنه لاشك أن الحديث عن موضوع الزعامة لا يمكن أن يرتبط بمجرد كلمات تقال فى بعض المناسبات وإنما يرتبط بحقائق ووقائع أوجدتها مصر على الأرض بل باعتراف أكبر المؤسسات الدولية الاقتصادية والعسكرية ويكفى هنا أن ندلل على أن الجيش المصرى العظيم أصبح أقوى جيوش المنطقة متفوقاً على العديد من الدول التى تكرس معظم جهودها للجانب العسكرى وهو الأمر الذى يضيف قوة إلى الموقف العربى ككل.

 

وأوضح الدويري أن كل الإنجازات التى تحققها مصر على المستوى الداخلى فى مختلف المجالات رغم تداعيات جائحة «كورونا» تعد خير شاهد على نجاح خريطة التنمية الشاملة التى وضعتها الدولة وتقوم بتنفيذها بكل دقة، مؤكدا أن هذه الإنجازات التى نراها ماثلة أمامنا تتحدث عن نفسها ولا تمر أسابيع قليلة دون أن نجد إنجازاً يتحقق فى ربوع مصر كلها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهو ما يؤكد مدى سلامة وجدية خطة التنمية المصرية التى يتم تنفيذها طبقاً لجدول زمنى يسابق نفسه.

 

وأشار إلى أن الدور الإقليمى الذى تقوم به مصر تجاه قضايا المنطقة يؤكد أن مصر عندما تتحرك فإن المنطقة تتحرك معها وليس أدل على ذلك من الدور المصرى الواضح والفعال فى القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والمشكلة السورية والأوضاع فى لبنان والأزمة اليمنية بالإضافة إلى معالجة قضية الإرهاب ومواجهة التهديدات المحيطة بالأمن القومى العربى الذى تحرص القيادة السياسية على أن تربط بينه وبين الأمن القومى المصرى برباط قوى لا ولم ولن ينفصل أبداً.

 

ولفت إلى زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى مصر ثم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدولة الإمارات العربية الشقيقة ، ومن المؤكد أن توقيت هاتين الزيارتين يحمل العديد من المعانى والدلالات المهمة التى لا تخفى على أى متابع خاصة فيما يتعلق بطبيعة العمل العربى المفترض أن يتبلور خلال المرحلة المقبلة بصورة أفضل مما سبق لاسيما مع تصاعد حجم المخاطر التى تتعرض لها الدول العربية.

 

وأكد أن العلاقات المصرية على المستوى الدولى أيضاً تؤكد أن مصر تسير فى أفضل مسار ممكن فى صياغة ودعم علاقات دولية مميزة نجحت القيادة السياسية فى نسج خيوطها بتأن مع جميع دول العالم سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو أوروبا أو الصين أو الدول الآسيوية والإفريقية وهى علاقات تزيد من قوة ووضعية الدولة المصرية وتضفى فى الوقت نفسه مزيداً من المسئولية نحو مشاركة مصرية فاعلة فى معالجة القضايا الدولية ، موضحا انها مسئولية مصر قادرة عليها بجهد قيادة وطنية أخذت على عاتقها أن تتعامل مع جميع الدول بمصداقية وعدم التدخل فى شئونها مع الاستفادة من هذه العلاقات فى كل ما يدعم مصالح الشعوب خاصة فى المجال الاقتصادى.

 

ونوه بأن مصر أصبحت البوصلة الإقليمية التى عندما تتحرك فإنها تتحرك فى الاتجاه الصحيح، خاصة أن جميع الدول العربية على قناعة بأن مصر ليست لها أى أهداف خاصة وأنها تركز فقط على أن يسود الأمن والاستقرار والتنمية المنطقة وأن يتم حل كل المشكلات المثارة بالطرق السلمية حتى إن أهم مشكلة تواجهها مصر حالياً وتؤثر على مستقبل الأجيال الحالية والمقبلة وهى مشكلة السد الإثيوبى فإن مصر تسعى حتى الآن أن يتم حلها بالمفاوضات بما يحقق مصالح جميع الأطراف.

 

وأكد الدويري أن كل الظروف الحالية خاصة على المستوى الإقليمى تتطلب أن يكون هناك تضافر للجهود العربية نحو صياغة رؤية مشتركة للحفاظ على الأمن القومى العربى الذى لم يعد خافياً على أحد أنه يتعرض إلى تهديدات حقيقية لا يمكن مواجهتها إلا بعمل عربى موحد أو شبه موحد قدر المستطاع، مشيرا إلى أنه إذا لم يستثمر العرب قراءتهم الصحيحة للأوضاع الحالية فى الاعتماد على أنفسهم وقدراتهم فإن التهديدات سوف تتزايد.

 

وتساءل في ختام المقال إذا لم يتفق العرب الآن على كيفية الحفاظ على أمنهم ومستقبل الأجيال القادمة فمتى سوف يتفقون ؟ وهنا أنا لا أدعو إلى العمل العسكرى أو أتحدث عن مبادئ ميتافيزيقية مثل الوحدة العربية الشاملة ، داعيا إلى وقفة عرببة مع النفس والبحث بواقعية عن طبيعة التحالفات الحالية وحجم المخاطر الحقيقية وكيف نواجهها قبل فوات الأوان، وفى كل الأحوال سوف تظل مصر سنداً قوياً وعمقاً عربياً لأشقائها العرب.

يمين الصفحة
شمال الصفحة