رصدت مصادر أمريكية بعين القلق قيام قاذفات نووية روسية بطلعات فى سماء بيلاروسيا المتاخمة للحدود الأوكرانية بمرافقة مقاتلات حربية ثقيلة روسية وأخرى بيلاروسية.
وقالت المصادر إن ذلك يأتي في أعقاب قيام موسكو بإعادة نشر مقاتلاتها الحربية الثقيلة من طراز "سوخوي-35" ومنظومات الدفاع الجوي "إس-400" من أقصى شرق البلاد إلى مناطق قريبة من الحدود مع جارتها بيلاروسيا.
وفي تقرير مطول لها، أكدت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية أن عملية الانتشار جزء من التدريبات الروسية البيلاروسية المشتركة التي يطلق عليها "عزيمة الاتحاد 2022"، وتجيء في وقت بلغ فيه التوتر ذروته بين كلا الدولتين وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وفي إطار سعي القوات المسلحة في البلدين لتحقيق مزيد من الاندماج لمواجهة تهديدات تأتيهما من الغرب، على حد اعتقاد حكومتيهما.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية- في بيان صحفي، اليوم الأحد- بأنه “في إطار التدريب المشترك "عزيمة الاتحاد 2022"، نفذت قاذفتان بعيدتا المدى من طراز "تي يو-22 إم 3" التابعة للقوات الجوية الروسية طلعة جوية جديدة في المجال الجوي البيلاروسي"، مؤكدة في بيانها أن القاذفتين سرعان ما عادتا إلى الأجواء الروسية.
وشارك سلاح الجو البيلاروسي في عملية الانتشار بمقاتلات حصلت عليها حديثا من روسيا من طراز "سوخوي-30 إس إم" التي تحمل التصميم ذاته للمقاتلات الروسية "سوخوي-35"، لكنها أرخص سعراً وتقل في قدراتها على القيام بمهام الاشتباكات الجوية.
ورافقت طائرات بيلاروسية من طراز "سوخوي-30" القاذفتين الروسيتين أثناء طلعات جوية مشتركة في المجال الجوي لبيلاروسيا مرات عديدة سابقة جرت في أواخر عام 2021، وشاركت معهما آنذاك القاذفة الروسية الثقيلة العابرة للقارات "تي يو-160"، حين انصب التوتر بين "ناتو" وموسكو على بيلاروسيا وليس أوكرانيا.
وفي وقت متزامن تقريباً، نشرت روسيا قاذفات "تي يو-22 إم 3"، المجهزة لحمل صواريخ نووية، للقيام بمهام مراقبة وطلعات جوية في البحر المتوسط انطلاقاً من "قاعدة حميميم الجوية" في سوريا، رغم أن قرب مسافة روسيا وبيلاروسيا من أهداف حلف "الناتو" تعني أنه من غير المرجح رؤية انتشار لها مجدداً، مادامت المنطقة تنتشر فيها المقاتلات الهجومية الروسية "سوخوي-35".
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن التحركات الجوية الروسية الأخيرة تأتي في أعقاب قيام موسكو بنشر مقاتلات "ميج-31 كيه" الهجومية إلى قواعد عسكرية في مربض كاليننجراد متاخمة لبولندا، وهي منطقة في وسط غرب الأراضي الروسية بمقدورها أن تتيح لروسيا أن تضع جميع أوروبا ومعظم المحيط الأطلنطي داخل نطاق عملياتها الجوية.
وتتسم القاذفات النووية الروسية الثقيلة "تي يو-22 إم 3" بمدى عملياتي واسع وقدرتها على توجيه صواريخها عن بعد، وضرب مواقع في أرجاء أوروبا دون الحاجة إلى مغادرة المجال الجوي البيلاروسي، وهي قاذفات مجهزة لحمل صواريخ بالستية فرط صوتية من طراز "كيه إتش-47 إم 2 كينسال"، التي يكاد يكون من المستحيل رصدها وتتبعها؛ نظرا لسرعتها التي تفوق 10 مرات سرعة الصوت "10 ماخ".