رجح مسئول دفاعي أمريكي رفيع المستوى أن تسيطر روسيا على منطقة لوهانسك الأوكرانية، بأكملها في غضون أسابيع قليلة، لا سيما في ضوء تكبد أوكرانيا خسائر فادحة وتناقص إمداداتها من الذخيرة في الفترة الأخيرة.
وقال المسئول، الذي تحدث إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بشرط عدم الكشف عن هويته، إن مثل هذه الخطوة ستجعل روسيا بعيدة عن أهدافها الحربية المتمثلة في الاستيلاء على كل من لوهانسك ودونيتسك، واللتين تشكلان معًا منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، لكنها ستظل بمثابة انتصار للقوات الروسية قد يُمكنها من تشكيل جبهة جديدة بحكم الأمر الواقع يمكن أن تستمر لبعض الوقت.
وأضاف- حسبما نقلت الصحيفة عبر موقعها الرسمي في عدد اليوم الأحد أن مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الأوكرانيتين في لوهانسك تتعرضان للهجمات بشكل متزايد وقد تسقطان في أيدي القوات الروسية في غضون أسبوع.
وفي هذا الصدد أبرزت الصحيفة أن القتال العنيف في شوارع سيفيرودونتسك، وهي مدينة إستراتيجية تقع بالقرب من نهر دونيتس، استمر على أشده على مدار يوم أمس السبت، رغم تأكيدات رئيس البلدية ألكسندر ستريوك بأن القوات الأوكرانية تسيطر على ثلث المدينة، وهو ما توافق مع آخر تحديث استخباراتي صدر عن وزارة الدفاع البريطانية.
وأكد ستريوك بأن القوات الروسية لم تتمكن من إحراز تقدم في جنوب المدينة حتى يوم أمس الأول، غير أنها أعلنت بعد ذلك بأن القوات الروسية تسعى للجمع بين قوة نيران المدفعية والضربات الجوية للتغلب على الدفاعات الأوكرانية، بينما تواصل أوكرانيا مناشداتها إلى تسريع شحنات الأسلحة الغربية إلى جيشها.
وتابع المسئول الأمريكي، حول هذا الشأن: إن تقدم روسيا لا يزال تدريجيًا بشكل عام، وقد يترك تكلفة كبيرة على قواتها من حيث الوفيات والإصابات.
ورصدت "واشنطن بوست" في السياق ذاته مخاوف مسئولين أوكرانيين وغربيين حيال نية موسكو، لضم المناطق التي تم الاستيلاء عليها، وأشاروا إلى أن روسيا وزعت على مدى العامين الماضيين، جوازات سفر على الأوكرانيين الذين يعيشون في الأجزاء التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا في محاولة واضحة، لتهيئة الظروف لتبرير هجمات جديدة -بحسب قولهم- وتابعوا بأن روسيا اتخذت عددًا من الإجراءات الأخرى لممارسة سيطرة إدارية وثقافية على المناطق الأوكرانية التي احتلتها.