أعربت صحيفة الجارديان البريطانية عن اعتقادها أنه ليس ثمة نهاية تلوح فى الأفق للحرب التى اندلعت فى أوكرانيا بعد أن شنت روسيا عملية عسكرية خاصة داخل الأراضى الأوكرانية فى أواخر شهر فبراير الماضى.
وأشارت الصحيفة -في مقالة افتتاحية- إلى أن أوكرانيا الآن لا تواجه فقط الهجمات العسكرية الروسية التي تستخدم فيها روسيا القوة المفرطة بل عليها أن تواجه أيضًا الصعوبات التي تعرقل المساعدات الأوروبية لها لمواجهة القوات الروسية.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم ما أبدته المقاومة الأوكرانية في بداية الحرب من بسالة وجسارة في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، إلا أنه بمرور الوقت، وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر ونصف، بدأ الوضع على الأرض يزداد سوءًا بالنسبة للقوات الأوكرانية.
وترى الصحيفة أن كييف تواجه تحديين كبيرين، أولهما إعادة تنظيم القوات الروسية لصفوفها وتركيز قصفها على إقليم دونباس ما جعل ميزان الحرب يميل في صف الجانب الروسي ومازالت القوات الروسية تحقق المزيد من الانتصارات والمكاسب العسكرية خاصة أن ميزان القوة القتالية يميل لصالح روسيا بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالجانب الأوكراني.
وتوضح الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن أوكرانيا تفقد يوميًا ما يقرب من 100 جندي في ساحة المعركة إلى جانب تكبدها خسائر من المصابين بالمئات مما دفعها إلى الاعتماد على مجندين حديثي السن يفتقرون إلى الخبرة الحربية اللازمة.
أما التحدي الثاني، كما تقول الصحيفة، فهو الصعوبات التي تواجه أوكرانيا من أجل ضمان الدعم الخارجي حيث بدا الانقسام هو السمة التي تميز الموقف الأوروبي فيما يخص حجم الدعم الذي تقدمه لأوكرانيا ومدى الضغط الذي يمكن أن تمارسه على موسكو من أجل إنهاء الحرب هناك ناهيك عن الضغوط السياسية الداخلية في الدول الأوروبية الناجمة عن ارتفاع أسعار المعيشة الذي تواكب مع ارتفاع أسعار الوقود خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وتشير الصحيفة إلى أن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي سوف يلتقون اليوم الأربعاء في بروكسل لمناقشة حجم المساعدات العسكرية التي سوف يقدمونها لأوكرانيا في الفترة القادمة بينما من المتوقع أن يقوم المستشار الألماني أولاف شولتز، وبرفقته الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراجي بزيارة كييف يوم غد الخميس.
وتضيف الصحيفة أن أوكرانيا بدأت تشعر بالإحباط بسبب تردد الدول الأوروبية في تقديم المساعدات اللازمة لمواجهة القوات الروسية، موضحة أنه على الرغم من العزيمة القوية التي أبدتها أوكرانيا إلى الآن في مواجهة الجيش الروسي، إلا أنها لن تستطيع الاستمرار في صمودها بدون مساعدات خارجية كافية.
وتقول الصحيفة في ختام مقالها الافتتاحي إن الخبراء العسكريين يتوقعون توقف العمليات العسكرية في الفترة القادمة بسبب حالة الإنهاك التي أصابت قوات الجانبين الروسي والأوكراني على حد سواء ولكنهم يرون في نفس الوقت أن هذا التوقف لن يتعدى كونه هدنة مؤقتة لالتقاط الأنفاس وليس وسيلة للبحث عن حل نهائي.