الغاز الطبيعي
-سفير مصر في لبنان: توريد الغاز المصرى سيكون بأقل من 30% عن السعر العالمى
وقّعت لبنان وسوريا ومصر، اتفاقية لنقل 650 مليون متر مكعب من الغاز سنوياً من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وذلك في مراسم أقيمت بوزارة الطاقة اللبنانية في بيروت.
وبموجب الاتفاقية، سيتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب إلى محطة كهرباء دير عمار في شمال لبنان، حيث يمكن أن تضيف نحو 450 ميغاواط إلى الشبكة، أي ما يعادل نحو أربع ساعات إضافية من الكهرباء يومياً.
وتنتج شركة الكهرباء اللبنانية التي تديرها الدولة ما يعادل ساعات عدة فقط من الطاقة يومياً؛ مما يجبر الكثيرين على دفع اشتراكات باهظة الثمن في مولدات خاصة.
والاتفاق جزء من جهود تدعمها الولايات المتحدة لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي في لبنان عن طريق نقل الكهرباء من الأردن والغاز الطبيعي من مصر عبر سوريا.
وتم طرح الخطط، التي ستضيف معاً ما يصل إلى 700 ميغاواط إلى شبكة الكهرباء اللبنانية، لأول مرة في صيف عام 2021، لكنها واجهت تأخيرات عدة.
وكان البنك الدولي قد وافق على تقديم التمويل إذا أجرى لبنان إصلاحات طال انتظارها في قطاع الكهرباء لتقليل الهدر وتعزيز تحصيل رسوم الخدمة.
وأقرّ مجلس الوزراء اللبناني خطة لإصلاح قطاع الكهرباء في مارس لكنه لم ينفذ بعد المكونات الرئيسية للخطة.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد شادي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه لولا مساهمة مصر وإصرارها لما تم توريد الغاز للبنان.
وأضاف "شادي" أن مصر تتحمل مسؤوليتها الإقليمية بالوقوف بجانب لبنان حتى تخرج من أزمتها.
وأشار إلى أن مصر ستورد الغاز للبنان بسعر تنافسي بأقل من سعر السوق العالمية انطلاقا من مسؤوليتها الإقليمية والعربية.
بدوره، أكد السفير المصري لدى لبنان ياسر علوي، أن السعر الذي تم الاتفاق عليه لتوريد الغاز المصري إلى لبنان أقل بنسبة 30% من سعر السوق العالمية.
وأكد علوي أنه التقى برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي اللبناني ببيروت، برفقة رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" مجدي جلال.
وقال السفير ياسر علوي، إن مصر لديها التزام استراتيجي على أعلى مستوى، بدعم الدولة اللبنانية مضيفًا: "في وقت انفجار مرفأ بيروت كنا معا، واليوم نحن الى جانب لبنان لمساعدته على الخروج من هذه الأزمة".
وأضاف: "تذكرون بالطبع المسعى الأساسي الذي قام به دولة الرئيس نجيب ميقاتي عندما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين، الأولى في شهر ديسمبر والثانية في شهر فبراير، وتم الاتفاق على إطلاق هذا المسار، واليوم أنجزنا كل التفاصيل الفنية والتعاقدية والتجارية".
يذكر أن التصدير سيكون عبر خط أنابيب موجودًا بالفعل لتصدير الغاز الطبيعي للبنان وهو خط الغاز العربي وكان يستخدم في الماضي لتوريد الغاز المصري إليها لكنه توقف منذ سنوات.
يذكر أن خط الغاز العربي هو خط من الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي يبدأ من مصر إلى الأردن ثم سوريا ولبنان بطول 1200 كيلو متر.
ولدى خط الغاز العربي 4 مراحل، تمتد المرحلة الأولى من العريش في مصر إلى العقبة بالأردن بطول 256 كيلومترا ويضم 15 كيلومترا بالقطاع البحري تحت خليج العقبة.
أما المرحلة الثانية فتمتد بطول 390 كيلومترا من العقبة إلى منطقة الرحاب، التي تبعد عن الحدود الأردنية السورية بنحو 30 كيلومترا، أما المرحلة الثالثة فتمتد بطول 30 كيلومترا من الرحاب الأردنية إلى منطقة جابر بسوريا.
ويمتد المرحلة الرابعة يمتد من جابر (الجانب السوري من الحدود الأردنية السورية) إلى الحدود السورية التركية وينتهي في لبنان.
وتحتوي هذه المرحلة على 4 أجزاء الأول يمتد من جابر إلى حمص في سوريا، بينما الجزء الثاني يربط بين مدينتي حمص وحلب في سوريا. ويمتد الجزء الثالث من حلب حتى الحدود السورية التركية، والجزء الرابع يربط حمص في سوريا بطرابلس في لبنان.
وفي 2004 وقعت الحكومة المصرية اتفاقا مع الحكومة الأردنية مدته 15 عامًا، يقضي بتوريد الغاز الطبيعي إليها، إلا أن خط الغاز للأردن تعرض لعدد من التفجيرات منذ ثورة 25 يناير على أيدي مجهولين، مما أدى إلى توقف الإمدادات لفترة قليلة، ثم عاودت الحكومة المصرية ضخ الغاز للأردن ولكن بكميات أقل من المتفق عليها بسبب زيادة الاستهلاك المحلي.
وفي 2005 انتهت مصر والأردن من بناء المرحلة الثانية من خط الغاز، بينما انتهت من بناء المرحلة الثالثة في 2007 مما سهل نقل الغاز المصري من الأردن إلى سوريا ولبنان.
وبدأ تشغيل المرحلة الرابعة من خط الغاز في فبراير 2008 من الناحية الأردنية السورية، ومن ثم إلى لبنان لكن التصدير توقف بعد ذلك في 2012 بعد تفجيرات العريش.
وكان من المرجح أن يصل خط الغاز العربي بخط أنابيب نابوكو التركي المقترح لتسليم الغاز المصري إلى أوروبا، وربط خط الغاز العربي بشبكة الغاز العراقية لتسهيل تصدير الغاز العراقي إلى السوق الأوروبية، لكن هذه الخطط لم تر النور بعد.