«ذا ديبلومات»: فشل مبادرة «كواد» للقاحات كورونا يحمل دروسا مهمة

سلطت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشئون الآسيوية، الضوء على فشل تحالف الحوار الأمني الرباعي المعروف باسم "كواد" في الوفاء بتعهده حول التبرع بأكثر من مليار جرعة من لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ بحلول عام 2022.

 

وذكرت المجلة - في تقرير لها - أن قادة تحالف "كواد" الذي يضم (أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة)، اجتمعوا يوم 25 مايو الماضي في طوكيو للإعلان عن عدة مبادرات جديدة، بينها خطط مراقبة الصيد في المياه العميقة بالمحيط الهادئ، إلى جانب برنامج تبادل تعليمي جديد وغيرها، وخلال قمة طوكيو أعلن قادة التحالف عن مبادرة بارزة لم تجذب الاهتمام على غرار المبادرات الأخرى، وهي استثمار بقيمة 100 مليار دولار أمريكي من قبل بنك اليابان لتمويل الشراكة الجارية بين دول التحالف حول لقاحات فيروس كورونا.

 

وكان تحالف "كواد" قد أعلن عن شراكة اللقاحات في مارس 2021، بهدف التبرع بمليار و200 مليون جرعة من لقاحات كورونا لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ بحلول عام 2022، وطبقا لتلك الشراكة تعمل الهند على إنتاج الجرعات، بينما تمول الولايات المتحدة عمليات الإنتاج، فيما تساعد اليابان وأستراليا في عمليات التصنيع والتوزيع والتمويل.

 

وبحسب "ذا ديبلومات"، لم يكن الدافع وراء تلك المبادرة إنسانيا فقط، حيث كانت بمثابة مواجهة خفية لدبلوماسية اللقاحات التي تتبعها الصين، وباعت بكين بموجبها أكثر من مليار و900 مليون جرعة إلى 118 دولة حول العالم، بما في ذلك دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فضلا عن تبرعها بـ246 مليون جرعة أخرى.

 

وأضافت "لكن بعد مرور عام من إعلان شراكة اللقاحات بين دول مجموعة "كواد"، فإن أداء هذه المبادرة لم يرق إلى حد التوقعات المرجوة، رغم تلقيها دعما ماليا مستمرا منذ العام الماضي؛ حيث جرى توصيل أول دفعة جرعات في بداية العام الجاري، بل والأكثر من ذلك؛ سلمت المبادرة حتى الآن أقل من نصف إجمالي الجرعات المليار التي تم التعهد بها، حيث لم يتبق على انقضاء عام 2022 سوى 6 أشهر، ومن المفترض أن تكون دول تحالف "كواد" قد أوفت بالتزامها بتسليم أكثر من مليار جرعة".

 

ورأت أن إخفاق المبادرة لم يقف عند هذا الحد فحسب؛ إذ لا يوجد وجه للمقارنة بين تبرعات ومبيعات تحالف "كواد" من لقاحات كورونا، بالنسبة للعديد من دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومثيلتها لبكين.

 

واعتبرت المجلة أن الأسباب التي أدت إلى فشل شراكة اللقاحات حتى الآن تتمثل في "الوقت"، موضحة أن شراكة اللقاحات لتحالف "كواد" واجهت عدة تأخيرات بعضها بسبب أزمات غير متوقعة، بينما كان البعض الآخر بسبب النظرة القاصرة للتحالف.

 

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن تحالف "كواد" لم يعد بإمكانه التظاهر بأن المنافسة مع الصين تنحصر في المجالات العسكرية، لكن على التحالف يفهم أن قلب المنافسة الاستراتيجية مع الصين يكمن في النهاية في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة