كشفت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية اليوم الإثنين أن السلطات في ولاية كاليفورنيا تدرس إطالة عمر أخر محطة طاقة نووية عاملة في الولاية، وذلك وسط تزايد الجدل بشأن الحفاظ على الكهرباء مع اتساع نطاق التوجه نحو الطاقة المتجددة في الوقت نفسه.
وأفادت الوكالة في معرض تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، أن كاليفورنيا تعد جوهر الحركة البيئية الحديثة التي ظلت لعقود من الزمان على علاقة مشحونة للغاية مع الطاقة النووية، والتي رغم أنها لا تنتج التلوث الكربوني مثل الوقود الأحفوري إلا أنها تُخلف وراءها نفايات يمكن أن تظل مشعة بشكل خطير لعدة قرون.
وأضافت أن دعاة حماية البيئة وجدوا أنفسهم الآن على خلاف مع شخص كان يعتبرونه حليفًا، وهو الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم، والمدافع عن الطاقة الخضراء الذي أيد اتفاقية عام 2016 التي تدعو إلى إغلاق محطة "ديابلو كانيون" للطاقة النووية بحلول عام 2025، لكنه أصبح على النقيض وبات مناصرًا لضرورة تطوير المحطة وابقائها قيد التشغيل.
وغالبًا ما يُشار إلى نيوسوم كمرشح رئاسي محتمل ومحامي لمجموعات الدفاع عن المستهلكين ،والتي تتحدى بشكل روتيني مشغل المحطة وهي شركة "باسيفيك جاي آند إليكتريك" في قضايا يُعتقد بأن "الطموحات السياسية الوطنية" تلعب دورا فيها، لكنه من المؤكد أن نيوسوم يريد تجنب تكرار أزمة أغسطس 2020، عندما تسببت موجة حرارة قياسية في زيادة استخدام تكييفات الهواء والتي أرهقت بدورها الشبكة الكهربائية، وكانت هناك ليلتان متتاليتان من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، ما أثر سلبًا على مئات الآلاف من العملاء المقيمين والشركات.
بدورها، لم تتناول إيرين ميلون، مديرة الاتصالات للحاكم نيوسوم، في بيان نشرته في هذا الشأن، البعد السياسي وأكتفت بالقول إن نيوسوم يركز فقط على أهمية الحفاظ على طاقة موثوقة، للأسر والشركات مع تسريع جهود الولاية لتحقيق أهدافها الصارمة في الحد من تلوث الكربون، وأنه يواصل دعم إغلاق ديابلو كانيون "على المدى الطويل".
وفي هذا احتدم الجدل حول المحطة - حسبما أبرزت "أسوشيتد برس"- في الوقت الذي يعتبر فيه القائمون على الصناعة النووية ،أن قضية تغير المناخ تبعث على التفاؤل مستشهدين بتبنى الرئيس جو بايدن لملف توليد الطاقة النووية ، كجزء من استراتيجيته لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
ومن المعروف أن الطاقة النووية توفر ما يقرب من خمس الكهرباء في الولايات المتحدة، على الرغم من أن معدلاتها انخفضت منذ عام 2010، ولذلك، سيكون إنقاذ مصنع في كاليفورنيا الصديقة للطاقة الخضراء له وزن ودلالة رمزية، رغم أن نافذة الإقدام على أي تحول مفاجئ قد لا تزال ضيقة /حسب قول الوكالة الأمريكية.
من جانبها، أكدت باتريشيا بوب، الرئيس التنفيذي لـ"باسيفيك جاي آند إليكتريك" للمستثمرين ضرورة سن تشريعات جديدة بحلول سبتمبر المقبل، لفتح الطريق أمام شركتها لعكس مسارها، وقالت إن المرافق النووية بالولاية واجهت "إحساسًا حقيقيًا بالإلحاح" لأنه ستكون هناك حاجة إلى خطوات أخرى للحفاظ على تشغيل المحطة، بما في ذلك طلب المزيد من وقود المفاعلات وبراميل لتخزين الوقود المستهلك الذي يظل شديد النشاط الإشعاعي.
وتنتج المحطة الواقعة على سواحل كاليفورنيا في منتصف الطريق بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو 9% من الكهرباء، لسكان كاليفورنيا البالغ عددهم 40 مليون نسمة، فيما خصصت الولاية في وقت سابق ما يصل إلى 75 مليون دولار لتمديد تشغيل محطات توليد الطاقة القديمة المقرر إغلاقها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان دافعو الضرائب قد يغطون جزءًا من الفاتورة - وإذا كان الأمر كذلك، فما هو المبلغ اللازم للحفاظ على تشغيل ديابلو.
ويدعم عمال المحطة الآن إبقاء المفاعلات مفتوحة لفترة طويلة بينما عاد النشطاء المناهضون للطاقة النووية ودعاة حماية البيئة، إلى معركة اعتقدوا أنها حسمت قبل ست سنوات، فقال مارك دي جوزيف محامي ائتلاف موظفي المرافق في كاليفورنيا، الذي يمثل عمال المصانع: "من المنطقي إبقاء ديابلو مفتوحًا".