الغاز الروسي
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه بات من الواضح أن الاتحاد الأوروبي تراجع عن موقفه المؤيد لتطبيق حد أقصي لأسعار الغاز الروسي، وهو الإجراء الذي يهدف إلي تقليص عوائد صادرات موارد الطاقة الروسية والتي تستخدمها موسكو لتمويل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتبة جينيفر أن وثيقة مسربة من داخل الاتحاد الأوروبي أكدت أنه تخلي عن موقفه السابق المؤيد لفرض سقف أسعار علي واردات الغاز الروسية للدول الأوروبية ويسعي فقط في الوقت الراهن إلي وضع قواعد لفرض ضرائب كبيرة علي شركات الطاقة الأوروبية التي حققت مكاسب ضخمة في الآونة الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الغاز علي مستوي العالم، في محاولة لتوفير موارد مالية لتقديم مساعدات للفئات التي تضررت من ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية في الدول الأوروبية.
وتشير الكاتبة إلي أن القرار الأوروبي يأتي في أعقاب فشل الدول الأوروبية في تحديد الحد الأقصي لأسعار الغاز الروسي خلال اجتماع لوزراء الطاقة في دول الاتحاد الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن تعلن رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون ديرلاين الخطة الأوروبية الخاصة بكيفية التعامل مع أسعار الكهرباء المرتفعة خلال الخطاب السنوي الذي سوف تلقيه اليوم الأربعاء عن حالة الاتحاد.
وأضافت الكاتبة أنه من المتوقع إدخال تعديلات طفيفة علي تلك القرارات، إلا أن الوثيقة الحالية تعكس تشكك المفوضية الأوروبية في الحصول علي الدعم الكافي من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن الحد الأقصي لأسعار الغاز الروسي كرد فعل لمحاولة الكرملين استخدام الغاز كسلاح حرب بعد قيام الدول الغربية فرض عقوبات اقتصادية علي روسيا بسبب حرب أوكرانيا.
وتستطرد الكاتبة موضحة أن الدول التي تعتمد علي روسيا في الوفاء بالجانب الأكبر من احتياجاتها من الغاز مثل المجر وسلوفاكيا والنمسا لا ترحب بقرار فرض حد أقصي علي واردات الغاز الروسية خشية قيام موسكو بقطع واردات الغاز عنها بالكامل؛ ما ينذر بانزلاق تلك الدول إلي حالة من الركود الاقتصادي، بينما تؤيد العديد من الدول الأوروبية ومنها فرنسا وبولندا فرض حد أقصي علي واردات الغاز الروسي في محاولة لكبح جماح أسعار الطاقة في الوقت الذي لم تحسم فيه بعض الدول موقفها مثل هولندا والدنمارك.
وتقول الكاتبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد هدد بالفعل في وقت سابق أنه سوف يقطع واردات الغاز الروسي عن القارة الأوروبية بأكملها إذا أقدمت الدول الأوروبية علي تنفيذ قرار الحد الأقصي.
وتختتم الكاتبة مقالها بالقول إنه في ظل حالة الانقسام تلك التي تسود مواقف دول الاتحاد، تسعي المفوضية الأوروبية إلي اتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز الصف الأوروبي وتوحيد كلمته، مشيرة إلي أن الدول الأوروبية مطالبة في الوقت الراهن علي الأقل بالتوصل لاتفاق ملزم لترشيد استهلاك الطاقة ولاسيما خلال ساعات الذروة.