مدبولي يشهد تدشين المرحلة الأولى من أول مشروع للدراجات التشاركية "كايرو بايك"

  • 500 دراجة و45 محطة بعدد من أحياء القاهرة .. والمشروع يتم تنفيذه على عدة مراحل

 

أطلق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، المرحلة الأولى من مشروع "كايرو بايك"، وهو أول منظومة عامة لـ "الدراجات التشاركية" في مصر، الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين محافظة القاهرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومؤسسة "دروسوس" السويسرية.

وحضر تدشين المشروع الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، ونواب المحافظ، والرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الحضرية، وعدد من السفراء، وشركاء التنمية من البرنامج والمؤسسات المعنية.

      وعقب الافتتاح، عبر رئيس مجلس الوزراء عن سعادته بهذا الحدث، الذي يشهد انطلاق منظومة جديدة في مصر تعتمد على استخدام وسائل نقل نظيفة بديلة للسيارات، خاصة أن الدولة تسعى إلى تشجيع الشباب ومختلف فئات المجتمع على التقليل من استخدام السيارات الخاصة لتقليل الزحام، والحد من التلوث عبر توفير وسيلة نقل آمنة ومناسبة، حيث يقوم هذا المشروع على نشر استخدام الدراجات وتعزيزها بمختلف مناطق العاصمة، ولا سيما أن إطلاق هذا المشروع اليوم، يأتي متزامنا مع انطلاق قمة الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمؤتمر المناخ (COP 27) بعد أيام قليلة، والذي تشرف مصر باستضافته.

وقدم الدكتور مصطفى مدبولي التحية والتقدير لكل من أسهم في هذا المشروع المهم من جميع شركاء التنمية المعنيين، كما وجه الشكر لمحافظة القاهرة على تبنيها هذا المشروع، الذي من شأنه إحداث نقلة عصرية في وسائل النقل، خاصة بعد اكتمال جميع مراحله، مما يؤدي إلى تحسين نوعية الهواء وجودة الحياة، ويحقق تجربة فريدة من نوعها للمواطنين.

وعقب ذلك، التقط رئيس مجلس الوزراء صورة تذكارية مع جميع شركاء التنمية، من المسئولين عن مشروع " كايرو بايك"، ثم تم عرض فيلم تسجيلي عن المشروع، جرى خلاله التنويه إلى أن فكرة منظومة مشاركة الدراجات (Bike-sharing) تقوم على أن تكون المدينة بها شبكة كبيرة من نقاط تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، وتدار تلك المنظومة بتطبيق على الموبايل أو بوسائل دفع أخرى - مثل بطاقات مدفوعة مقدماً - لتتناسب مع جميع الفئات وبأسعار منخفضة، وسيتم توفيره الآن في وسط البلد بالمرحلة الأولى، على أن يتم التوسع فيها تدريجياً فيما بعد.

كما تم التنويه إلى أنه يتم توريد وتشغيل المنظومة من خلال تحالف من شركة مصرية رائدة وشركة دنماركية لها سابق خبرة في أكثر من 70 مدينة حول العالم وشبكة من أكثر من 16000 دراجة.

وقال اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة: إننا اليوم ونحن على أبواب مؤتمر تغير المناخ، تسعى محافظة القاهرة لمواكبة تطورات العصر وتقديم كل ما هو من شأنه دعم تكامل وسائل المواصلات الصديقة للبيئة، وتيسير الممارسات الصحية وتعدد الاختيارات، وجميع العناصر التي تتسم بها المدن المستدامة؛ وذلك سعياً للحد من الاعتماد المتزايد على السيارات وتحسين نوعية الهواء وجودة الحياة، وأيضاً لـحق المواطن في التمتع بتجربة التنقل بمناطق مختلفة بمدينة القاهرة.

 وأوضح محافظ القاهرة أن مشروع "كايرو بايك" هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة، وشركاء التنمية منذ بداية مراحل التخطيط وصولاً لإبرام عقد التعاون الخاص بمنظومة مشاركة الدراجات، وذلك بدعم وتمويل من مؤسسة "دروسوس" السويسرية، بجانب دعم فني وإشراف من قِبل معهد سياسة النقل والتنمية ITDP، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UNHABITAT.

وفي الإطار نفسه، أشار اللواء خالد عبد العال إلى أنه تمت بنجاح عدة مراحل مهمة في الفترة الماضية من التخطيط والدراسات اللازمة، والتشاور المجتمعي، وحملات التوعية، ومراحل التشغيل التجريبي لتفهم الاحتياجات الخاصة بمختلف الفئات المجتمعية، وصولاً للانتهاء من تجهيز محطات ودراجات المرحلة الأولى وأنظمة الدفع، وتم كذلك إعداد أول مرحلة من مسارات الدراجات في وسط المدينة لتمثل خطوة أولى في رحلة تغير ثقافي تدريجي ورحلة تعلم.

كما أكد المحافظ أن "الدراجات التشاركية" هو مشروع مهم للغاية لفتح باب النقاش بين المدن ورؤساء المحليات والمحافظين والقطاع الخاص والمجتمع الدولي حول كيفية دعم مدننا في مصر وحول العالم لتحقيق الالتزام العالمي لخلق عالم خالٍ من الكربون، ولذا، فيتعين علينا كحكومات محلية وهيئات دولية أن نعمل معا لدعم مدننا لتمكينها من مجابهة هذا التحدي.

من ناحيتها، عبرت رانيا هدية، مدير مكتب مشروعات مصرـ برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، عن أنها شرفت بتواجدها اليوم في هذا الحدث لإطلاق أول نظام لمشاركة الدراجات في القاهرة ، مشيرة إلى أن هذا المشروع بدأ كفكرة في عام 2016 ونأمل أن يكون له أثر إيجابي في النسيج الحضري في القاهرة، ومؤكدة في الوقت نفسه أن القاهرة هي المكان المثالي لمشاركة الدراجات حيث تتوافر بها أحياء متعددة الاستخدامات، وكل هذا موجود بكثافة متوسطة إلى عالية؛ وهذا ما يخلق طلبًا على ركوب الدراجات ويجعل الرحلات القصيرة والمتوسطة ممكنة بالدراجة.

كما أعربت الدكتورة وسام البيه، المدير الإقليمي لمؤسسة "دروسوس" السويسرية، عن سعادتها لهذه الفرصة التي أتيحت من خلالها للمؤسسة المساهمة في هذا المشروع المهم، كما عبرت عن امتنانها للتعاون المستمر مع محافظة القاهرة، واستمرار المؤسسة في دعم المشروعات المختلفة في مصر، مؤكدة أنه من خلال دعم الحكومة المصرية لتوفير وسائل نقل متاحة بتكلفة منخفضة، يتم تسهيل إمكانية التنقل داخل القاهرة والمشاركة بنشاط في المجتمع، مما يؤثر بشكل إيجابي على الصحة والبيئة.

وخلال الاحتفالية، أجرى السفير الدنماركي تجربة ركوب دراجة تشاركية، وأثنى على التجربة قائلا إنه يستخدم نفس التطبيق للدراجات التشاركية في الدانمارك. وقام عدد من الشباب أيضا بتجربة الدراجات، معبرين عن سعادتهم بالمشروع.

تجدر الإشارة إلى أن المشروع يتضمن توريد وتركيب وتشغيل وصيانة نظام مشاركة الدراجات، ويشمل 45 محطة و500 دراجة بعدد من أحياء القاهرة، ويتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل، بدأ بالمرحلة التجريبية، ثم المرحلة الأولى، التي تم افتتاحها اليوم وتحتوي على 250 دراجة و25 محطة في وسط القاهرة والمناطق المجاورة.

ومن المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية من المشروع في الشهور المقبلة تكثيف عدد الدراجات إلى 500 دراجة في 45 محطة بالمواقع الرئيسية بوسط القاهرة وجاردن سيتي وجزيرة الزمالك، حيث تشمل الدراجات نظام تحديد المواقع العالمي GPS لضمان الإدارة المُثلى والأمن، ومن المقرر أن تغطي المحطات المواقع الاستراتيجية والنقاط المهمة لتجمع الشباب، بالإضافة إلى العديد من محطات المترو والحافلات.

ويبدأ السعر من جنيه مصري واحد في الساعة، مع إتاحة العديد من باقات الاشتراك وطرق الدفع المختلفة لضمان شمول جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى توفير طرق الدفع البديلة. 

ويهدف المشروع إلى تقليل الازدحام المروري، والحد من التلوث، ويعمل على تشجيع استخدام بدائل اقتصادية للتنقل (تكلفة منخفضة)، وتقليل الوقت المستغل في الرحلات اليومية لمستخدم وسائل النقل، وتقليل الوقت المستغل لنقطة الوصول في الرحلة (متوسط 200 م وأقل)، وتعزيز سلامة مستخدمي الدراجات من خلال عمل مسارات تجريبية بطول 2 كم، والتكامل مع وسائل النقل العام والخاص.

يمين الصفحة
شمال الصفحة