تدخل في 49 صناعة استراتيجية أهمها السيراميك والبويات وأجسام الطائرات والصواريخ..
"الرمال السوداء".. ثروة جديدة تضاف للاقتصاد المصري
- الرئيس السيسي يفتتح مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ بتكلفة 4 مليار جنيه ويدعو القطاع الخاص للاستثمار فى هذا المجال
- هيئة المواد النووية : مصر تمتلك 5 مليارات طن من الرمال السوداء وعوائد مشروع البرلس 6 مليارات دولار
- جهاز الخدمة الوطنية: مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء .. ورئيس الشركة المصرية للرمال السوداء: مجمع المصانع يوفر 5 آلاف فرصة عمل
ثروة جديدة تضاف إلي الاقتصاد المصري بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أيام ، مجمع مصانع الرمال السوداء بكفر الشيخ ، كما تفقد الرئيس مجمع المصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس، وذلك عقب افتتاح مجمع مصانع الرمال السوداء في محافظة كفر الشيخ.
وخلال كلمته ، دعا الرئيس القطاع الخاص للمشاركة في مشروعات الرمال السوداء، مؤكدا علي العوائد الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة للمشروع ، وموضحا أن دراسات الجدوى للمشروع استغرقت 3 سنوات ، مشيرا إلي أن موضوع الرمال السوداء عرف في مصر منذ نحو 90 عاما ، مضيفا :"اللى شغال في المشروع ده مش شغال يوم ولا شهر.. عاوزين نكون مطمئنين.. أن الشغل ده ليس له أي تأثير صحي من خلال الإجراءات والمعايير والاحتياطات اللتى ممكن نحققها".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن مشروع الرمال السوداء، ننتظره من فترة طويلة، مضيفا : "انتظرنا المشروع ده فترة كبيرة أوى.. خلال أكثر من 3 سنوات.. ووصول المعدات خلال الفترة الماضية" ، وتابع : "انا بقول الكلام ده للقطاع الخاص والشركات اللى اشتغلت معانا فى هذا المجال زى حسن علام وغيره.. انت عرفت المسار.. ده مسار خد وقت طويل فيه.. المكونات والطرح والكلام اللى بيتعمل علشان وصول المعدات.. ثم 60 % منتجات تتعمل فى مصر والباقى ييجى من الخارج".
وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، القطاع الخاص بالمشاركة فى مشروع الرمال السوداء قائلا: " القطاع الخاص والشركات اللى ابتدت تشغل فيه تقدر تعمل كام مصنع ومجمع زى ده؟.. بتتكلم الكيلو بياخد سنة.. انت بتتكلم فى 400 كيلو من الاحتياطيات..فرضا لو فيه شركة واحدة تقدر تشتغل 400 سنة طيب لو 10 شركات؟..طيب فيه فرصة للشركات تدخل فى الموضوع ده على ضوء المؤكد".
أضاف الرئيس السيسى : " دلوقتى وفيه كلام تانى وفرص فى مكان تانى مثل بحيرة ناصر وبرنيس وممكن نعمل مصنع و3 و4.. أو لو عاوزين تخشوا فى شراكة مع الدولة احنا جاهزين..المشروع بيكلف 4 مليارات جنيه، لو حبيته تعمله مصنعين و3 و4 هيكلف 20 مليار جنيه..كل المنتج اللى بيطلع بيتم تصديره للخارج" ، وتابع الرئيس: "عاوز أقول لكل الشركات المصرية حتى لو مكنتش معنية بالثروة المعدنية الرقم اللى بنتكلم فيه مش كبير لكن فى النهاية مشروع يدار بشكل وعائد طيب جدا ويزيد عن 25 %.
وواصل الرئيس: "أى حد فى القطاع الخاص بيفكر فى العائد خلى بالك المشروع له عائد كويس قوي..بقول للقطاع الخاص شكل مجموعات متوافقة مع بعضها انتو أصدقاء وبتشتغلوا مع بعض..ممكن كيان بـ 30 مليار جنيه ومشروع زى ده ممكن يخلص فى سنتين..لو قلت فيه 30 مليار جنيه فى قطاع خاص بتدفقات مالية خلال سنتين يكون عندنا مصنعين و3 و4.
إعادة اكتشاف
اللواء أركان حرب وليد حسين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أوضح أن مشروع استخلاص المعادن من الرمال السوداء أحد المشروعات الصناعية الجديدة والتى أعيد اكتشافها مرة أخرى بإرادة سياسية ورؤية وطنية ثاقبة نحو استشراف المستقبل.
أضاف مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن المشروع يعد قيمة مضافة فى مجال الصناعات فى ظل التحديات الاقتصادية التى يمر بها العالم أجمع، مبينا أن الرمال السوداء تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر وتحتوى على نسب عالية من المعادن، كاشفا عن أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، ومتوقع أن يستخرج منه 76 مليون طن معادن اقتصادية وفقا لدراسات الجدوى لهيئة المواد النووية، وتكفى للتشغيل 200 عام بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة الواعدة فضلا عن العائد الاقتصادي الهائل والمردود الاستراتيجية لسد الفجوة بين متطلبات السوق المحلى والاستيراد وتصدير الفائض للسوق الأوروبي والآسيوي.
وأوضح أن المشروع يتكون من العديد من الوحدات ومصانع تركيز وفصل المعادن أهمها مصنع التركيز العائم بالبرلس والذى يضم الكراكة العائمة "تحيا مصر" وهى كراكة صديقة للبيئة حيث تعمل بالكهرباء.، بالإضافة إلى مجمع مصانع الفصل على مساحة 80 فدان ويتكون من 6 مصانع.
عناصر نادرة
من جانبه، قال الدكتور حامد ميرة رئيس هيئة المواد النووية، إن الرمال السوداء تزخر بالعناصر الأرضية النادرة، وتمثل هذه العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة، بالإضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي، كاشفا عن أن عوائد مشروعات القيمة المضافة تصل إلى 6 مليارات دولار بمشروع البرلس فقط.
وشدد رئيس هيئة المواد النووية على أن كافة الأعمال كانت بأيدي مصرية خالصة وشركات وطنية، منوها بأن المكون المحلى بلغ ما يزيد على 60% من إجمالي المشروع، معلقا: "نمتلك احتياطيات هائلة تصل إلى 5 مليارات طن من الرمال السوداء على ساحلى البحر الأحمر والمتوسط".
وأكد رئيس هيئة المواد النووية، أن مشروع الرمال السوداء يدخل ضمن مصاف الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلى أنه يتميز بانعدام الانبعاثات الكربونية معلقا: فهو صديق للبيئة بكل أطرافه ، وأضاف أن المشروع يعظم دور البحث العلمى من خلال تخليق كيانات صناعية لها مردود صناعي، مشددا على أن الشركة المصرية للرمال السوداء تحافظ على ثرواتنا ومقدراتنا الاقتصادية.
وأوضح أن الطائرات الاستكشافية لهيئة المواد النووية قامت باكتشاف الرمال السوداء على ساحل البحر المتوسط وساحل مصر الجنوبى الشرقي على البحر الأحمر، حيث تم عمل دراسات عديدة، وتم تقييمها عالميا، حتى وصلنا إلى التعاون بين هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء.
أشار رئيس هيئة المواد النووية إلى أن المشروع له أكثر من بُعد، الأول، اقتصادي من حيث كم المعادن الاستراتيجية الموجودة داخل الرمال السوداء والتي تشمل 6 معادن مختلفة، وآخر بُعد بيئي من خلال تطهير السواحل المصرية من هذه المعادن، وبُعد اجتماعي يتمثل في تنمية هذه المناطق وإيجاد آلاف من فرص العمل، متابعا: "طموحات الإنتاج تصل الى إقامة مستعمرة من الصناعات التكنولوجية".
أضاف رئيس هيئة المواد النووية، أن المشروع ظل حلما يراودنا عقودا طويلة، ولولا رؤية سيادتكم بعد توفيق الله نحو إدارة أفضل لثروات مصر التعدينية والتأكيد على ضرورة أن يكون النشاط التعديني أحد دعائم الاقتصاد المصري، لظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج.
وأشار الدكتور حامد ميرة، إلي أن المشروع يعتبر نموذج حي لتطبيق البحث العلمي التطبيقي و يجسد العلاقة بين هيئة المواد النووية و الشركة الخاصة بالرمال السوداء، حيث تم استكشافه عبر الطائرات لمادة المعادن السوداء على ساحل مصر، و تم وضع دراسة جدوى بالتعاون مع كبري مراكز البحث في العالم، و اتخاذ قرار انشاء الشركة بدعم من قيادة سياسية واعية، وهو تحقيق لحلم طال تطبيقه.
وأضاف الدكتور ميرة أن هذا الحلم حقق لمصر ملايين الاموال المهدرة سابقا، كما أن المشروع له بعد بيئى في غاية الأهمية، حيث يحقق تقليل تعرض الساحل للمعادن الاشعاعية، و كما يقلل الانبعاثات، مما يضع المشروع في مصاف المشروعات القومية الكبرى في الاقتصاد الاخضر، كما يمثل المشروع بعدا اجتماعيا كبيرا في المنطقة التي اقيم بها المشروع.
عوائد اقتصادية
من جانبه، قال اللواء مجدى الطويل، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء، إنه تم إعداد دراسة جدوى للمشروع من كبرى الشركات العالمية، بمشاركة شركة استرالية استمرت لمدة 3 سنوات، وتضمنت دراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم الأثر البيئى والدراسة التسويقية، والجدوى الاقتصادية حيث خلصت إلى أن هذا المشروع له قيمة مرتفعة وجاذبة للاستثمار.
أضاف: "يتم فصل المعادن بالتعاون مع الخبرات الأجنبية وهيئة المواد النووية فى إطار نقل التقنيات الحديثة، موضحا أنه تم إقامة مجموعات صناعية جديدة، فى إطار التطبيقات الصناعية القابلة للمعاجلة لتعظيم القيمة المضافة وخلق كيانات وتحقيق عائد اقتصادي وتوفير العملة الأجنبية من خلال تصدير الفائض.
وتابع اللواء مجدى الطويل: "يوفر هذا المشروع 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، موضحا أنه ينتج من الرمال السوداء 6 معادن معادن رئيسية وهى الألمانيت والزيركون والجارنت والروتيل والمونازيت والمجانتايت، وكلها معادن ذات أهمية استراتيجية حول العالم، وحيث يستخدم معدن الالمنيت فى إنتاج التيتنايوم الأسفنجى وأجسام الطائرات والصواريخ والغواصات، ويدخل فى صناعات البويات والورق والجلود، فيما يستخدم معدن الزيركون فى السيراميك والأدوات الصحية والزجاج وتبطين المفاعلات النووية، وصناعة الحراريات، فيما يستخدم معدن الجارنت فى احجار التجليخ واوراق الصنفرة وفلاتر المياه.
وأشار إلى أنها شركة مساهمة مصرية بمساهمة كلا من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ والشركة المصرية للثروة التعدينية وبنك الاستثمار القومى، مشددا على أن هذا المشروع تحدى كبير للحصول على هذه التكنولوجيا المتقدمة، المستخدمة فى الاستخراج والفصل، وتأسيس الشركة وجميع مراحل المشروع، أصبح الحلم منذ عقود طويلة حقيقة، فى جميع مواقع الشركة فى البرلس وغليون ورشيد ودمياط والمنزلة.
وحول مكونات المشروع، قال اللواء مجدى الطويل، إن المشروع فى منطقة البرلس يتكون من مجموعتين مصانع، المجموعة تضم الكراكة تحيا مصر من إنتاج شركة هولندية، ومصنع التركيز، والمجموعة تقع الطريق الدولى الساحلى وساحل البحر الأبيض المتوسط، على مسافة 12 كيلو شمال غرب مجمع الفصل.
واستعرض مجمع مصانع الفصل، والقوة الإنتاجية لكل مصنع يخص المعادن فى هذا المجمع، بالإضافة إلى أنه يضم محطة تحلية مياه ومحطة كهرباء بقدرة 75 ميجا وات، تحتاج 20 ميجا وات والباقى لدعم الشبكة القومية، مجموعة معامل متطورة، بأحدث وأدق أجهزة القياس فى هذا المجال، مشيرا إلى أن هذا المشروع له آثار بيئية إيجابية، وتم الحصول على الموافقات البيئية فضلا عن أنه يدعم التحول الرقمى، وفق التطور الهائل فى البيانات.
من جانبه ، أعرب أرنولد دايمن، المدير التنفيذي لشركة " Damen Shipyards group" العالمية، عن فخره بالمشاركة في مشروع الرمال السوداء.
أضاف المدير التنفيذي لشركة "دايمن شيبيارد جروب" العالمية،: "نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذه المشروعات كمصنعين لأحدث كراكة csd650، مضيفا: متحمسون ولنا الشرف وواثقون أيضا من استمرار التعاون ما يجعل المشاريع المستقبلية في نجاح عظيم".
ثروة مصرية
شركة الرمال السوداء، تعد منجزا مصريا جديدا فى غاية الأهمية، حيث تفتح المجال أمام توفير الاستيراد بكميات مليونية من تلك المعادن الجديدة على السوق المصرى، ويفتح الطريق أمام ساحة كبيرة للتصدير يمكنها جلب العملة الصعبة فى الوقت الصعب.
والرمال السوداء مصطلح عالمي ، له ارتباطات بسوق واسع المجالات فى العديد من الصناعات الضخمة ذات الاهمية الاستراتيجية، والرمال السوداء نفسها تكونت عبر مئات السنين من الترسبات والتآكلات الصخرية، وكون هذا التفاعل عدد من المعادن ذات الاهمية الواسعة، ونظرا للقيمة الاقتصادية المرتفعة، وحرص الدولة على ثرواتها المعدنية، فقد قامت هيئة المواد النووية باجراء دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على شواطئ البحرين الاحمر والمتوسط، وحيث يستخرج من الرمال السوداء 6 معادن رئيسية تخدم فى أكثر من 49 صناعة استراتيجية.
و تم التعاون مع شركة استرالية عالمية لأعداد دراسات الجدوى، والتى أثبتت تواجد الرمال السوداء فى منطقة البرلس، بينت أيضا تلك الدراسات التى تقع في مجلدات أن المشروع ذو جدوى اقتصادية عالية جاذبة للاستثمار، وحيث اعتمدت فكرة الانشاء على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الآرض أو من المياه وفصلها، وتسويق منتجاتها محليا وعالميا، كما تم تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلا من تسويقها كمادة خام.
تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عام 2016 برأس مال مصدر قدره نصف مليار جنيه، تمت زيادته ليصبح 4 مليار جنيه موزعة بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية و هيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ والشركة المصرية للثروة التعدينية وبنك الاستثمار القومى، كما تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، بهدف سرعة تغطية معظم مناطق الرمال السوداء على أرض مصر، وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على عائد اقتصادى وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة، والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الاسترالية.
وتتمثل أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء فى 6 معادن رئيسية وهى الالمانيت و الزيركون والجارنت والروتيل والمونازيت والمجانتايت، وكلها معادن ذات أهمية استراتيجية حول العالم، وحيث يستخدم معدن الالمنيت فى انتاج التيتنايوم الاسفنجى وأجسام الطائرات والصواريخ والغواصات، ويدخل فى صناعات البويات والورق والجلود، فيما يستخدم معدن الزيركون فى السيراميك و الادوات الصحية والزجاج وتبطين المفاعلات النووية، و صناعة الحراريات، فيما يستخدم معدن الجارنت فى احجار التجليخ واوراق الصنفرة وفلاتر المياه.
كما يستخدم معدن الماجنيت فى صناعة الحديد الاسفنجى، وتغليف انابيب البترول والخرسانات الثقيلة، فيما يستخدم الروتايل فى صناعة فلز التيتانيوم والاصباغ والبويات و اسياخ اللحام، بينما يستخدم معدن المونازيت كمصدر مشع لليورانيوم والتوريوم، وكذلك الصناعات عالية التقنية.
و يعتبر موقع الشركة فى منطقة البرلس من المناطق الواعدة فى عملية الاستثمار الخاص بالرمال السوداء، وحيث تم الانتهاء من تنفيذ الاعمال الانشائية والبنية التحتية وتركيب المصانع.
ويقول اللواء مجدي الطويل، رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء ، إن صناعة الرمال السوداء تعتبر صناعة جديدة فى السوق المصرى، و كانت حلم على مدار عقود، حتى تم توفير التكنولوجيا للقيام بتلك الصناعة، وبدأ الاعتماد على تلك الرمال السوداء تترسب عند مصبات الانهار و حيث تتكون مع الوقت معادن رملية وصخرية على الشواطئ.
وأضاف اللواء مجدى الطويل، أنه المشروع اعتمد على التعاون مع شركة استرالية كبيرة في المجال وهي شركة ميترال ميتولجي، وحيث اثبتت الدراسات الاقتصادية أن المشروع ذات عائد مالي جاذب للاستثمار، و قامت الشركة على استخلاص الرمال السوداء من سطح الارض و من المياه وحيث يتم تعظيم القيمة المضافة بدلا من تصدير الخام، وحيث يتم استخراج 6 معادن رئيسية من الرمال.
وعن تنفيذ المصنع، يذكر اللواء مجدى الطويل، أنه تم تنفيذ المصنع بطريقة فريدة في مصر، حيث يستلزم تنفيذ المشروع في البحيرة المائية بأبعاد خاصة، و كان هناك مأزق في تنفيذ ذلك نظرا لعوامل الامان وغيرها، فكان التفكير في تجميع المصنع في حوض جاف، أي حوض بدون مياه، وفي نفس الوقت تم ملئ البحيرة، وحينما تم الانتهاء من انشاء المصنع، تم فتح الحاجز بين البحيرة والحوض الجاف، وتم تعويم المصنع، وهو الأمر الذى اشادت به الشركة الاسترالية، وأوصت بتنفيذه في مشاريعها المستقبلية، مشيرا إلى أن نجاح عملية التكويد عالميا، ساعدت فى جذب أسواق عالمية لمتابعة المشروع.
ويكشف رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، أن المصنع احتاج لكراكة بمواصفات خاصة، فتم التوجيه بشراء الكراكة تحيا مصر والتى تم تصنيعها في هولندا، وهي أول كراكة في العالم صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء بدلا من الديزل بطاقة انتاجية 2500 م في الساعة.
من جانبه قال الدكتور هشام النحاس، من هيئة المواد النووية، أن المشروع الحالي كان حلم لهيئة المواد النووية عبر أجيال، وخروجه للنور كان على أساس علمي بحت، وحيث تم الاعتماد على دراسات متعددة متعاقبة، و من ضمن الاماكن التى كانت واعدة للغاية منطقة البرلس، و حيث وضعت الهيئة دراسة جدوى من عام 2003، والتى حصلت من خلالها على اعتمادات دولية.