الرئيس السيسى
أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد لمصر ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي، شكلت نقلة مهمة في تطور العلاقات التاريخية المصرية العمانية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وعكست خصوصية العلاقات بين البلدين القائمة على الشراكة الاستراتيجية المتشابكة والمتجذرة على المستويات الرسمية والشعبية.
وقال الرحبي- فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن سلطنة عمان، بقيادة السلطان هيثم بن طارق، حريصة على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية التي تحققت خلال زيارة السلطان هيثم إلى جمهورية مصر العربية، وما تم توقيعه من اتفاقيات وتفعيل الاتفاقيات القديمة بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى لعمان في عام 2018 ثم زيارته الثانية في عام 2022.
وأوضح أن العلاقات المصرية- العمانية تعد في الواقع نموذجا يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية- العربية، والعلاقات الدولية، من حيث التعاون وتعظيم المصالح المشتركة، ومن حيث التوافق في الرؤى والمواقف والتنسيق المستمر بينهما، فيما يتعلق بمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وهي علاقات قديمة، ويجمع البلدين والشعبين روابط عضوية وقواسم مشتركة، وكان كل منهما سندا وداعما للآخر.
وقال إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت طفرة كبيرة وقد انعكس ذلك في تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين لأكثر من مليار دولار، مشيرا إلى سعي البلدين إلى التحول بعلاقاتهما السياسية الراسخة إلى علاقات اقتصادية استراتيجية تتوافق و"رؤية عمان 2040" و"رؤية مصر 2030"، خاصة أن الرؤيتين تحملان طموحات كبيرة للمستقبل وتسعيان إلى تنويع مصادر الدخل وابتكار مصادر دخل أكثر ديمومة.
وأضاف أن هناك العديد من الفرص الواعدة فى البلدين ويمكن للمستثمرين في الجانبين الاستثمار فيها، منها على سبيل المثال في مصر محور التنمية في قناة السويس والعاصمة الإدارية وقطاعات السياحة والمقاولات وغيرها، مما يمثل بيئة جاذبة للاستثمارات العمانية.
ودعا السفير العماني المستثمر المصري للاستثمار في المشروعات الواعدة، التي حددتها الحكومة العمانية كأولوية في خطة "2040" خاصة في مجالات التعدين والصناعة والأمن الغدائي والنقل والسياحة وغيرها.
وأشار السفير العماني إلى عقد منتدى الأعمال المصري العماني على هامش زيارة السلطان هيثم بن طارق للقاهرة، والذي شارك فيه من الجانب العماني وزير المالية سلطان بن سالم الحبسي، ووزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس بن محمد بن موسى اليوسف، وعبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار، ومن الجانب المصري وزير المالية الدكتور محمد معيط، ووزير التجارة والصناعة أحمد سمير صالح، ووزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من رجال الأعمال؛ وذلك من أجل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
ولفت إلى أن سلطنة عمان ومصر تتوافقان فى الرؤى والمواقف لتعزيز العمل العربي المشترك، وتسوية الأزمات العربية وغيرها بصورة سلمية، وفي إطار الحفاظ على الدولة الوطنية، كذلك دعم القضية الفلسطينية، كما يتوافق البلدان على مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في تبني سياسة الحياد الإيجابي إزاء الأزمات العالمية في ظل حالة الاستقطاب الدولي الحادة حاليا.
يذكر أن السلطان هيثم بن طارق قام بزيارته الأولى إلى مصر، الأحد الماضي، على رأس وفد كبير التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم خلال الزيارة، التي استمرت يومين، توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم لدعم العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة.