توقيع اتفاقية بين الجانبين
أجرى سامح شكري وزير الخارجية، مباحثات سياسية موسعة مع نظيره المجري بيتر سيارتو، اليوم الثلاثاء، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى بودابست.
وأكد وزير الخارجية، على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر والمجر استنادا للاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى التطابق الكبير في وجهات النظر والتفاهم القائم بين البلدين حول الكثير من الموضوعات.
ونوه "شكري"، إلى الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين لتعزيز العلاقات، وهي ما تجلت مؤخرا في استقبال رئيس الجمهورية لرئيس وزراء المجر بالقاهرة في فبراير ومارس 2023، وما مثلته الزيارة من قوة دافعة للعلاقات الثنائية والتنسيق حول مختلف القضايا.
وتناولت المباحثات، سبل العمل المشترك لمواجهة التحدي الخاص بالمناخ الاقتصادي العالمي وتأثيره على البلدين، لا سيما من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتبادل الخبرات.
كما ثمن وزير الخارجية التطور الملموس في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى قرب الانتهاء من تنفيذ عقد توريد عربات قطارات السكك الحديدية إلى مصر، وهو ما سينعكس على تنمية قطاع النقل في مصر بالإضافة إلى مردوده الاقتصادي على الاقتصاد المجري.
وتناولت المباحثات، أهمية العمل في إطار اتفاق التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والوكالة المجرية للترويج للصادرات.
ونوه وزير الخارجية، إلى الفرص المتاحة أمام الشركات المجرية لإقامة صروح إنتاجية تتمتع بنفاذ السلع إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة على ضوء كون مصر طرفا في اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة دول الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى.
من جانبه، أعرب وزير خارجية المجر عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في المجال الثقافي، مشيرًا إلى ما توفره المجر من 200 منحة تعليمية جامعية، والتي تسهم في تنمية القدرات المصرية وتعزيز الروابط الثقافية بين الجانبين.
وتطرقت المباحثات، إلى عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد "شكري"، على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، كما تمت مناقشة الوضع في ليبيا والنزاع القائم في السودان وتأثيراته الإقليمية والدولية الخطيرة، فضلا عن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
وحرص "شكري"، على تناول الجهود والأعباء الكبيرة التي تتحملها مصر جراء استضافة ملايين من اللاجئين والمهاجرين، موضحًا أن مصر تتعامل مع هذا الوضع من منظور إنساني يحول دون دفع هؤلاء إلى مخاطر عبور المتوسط للنفاذ إلى أوروبا، إلى جانب دمجهم بالمجتمع مع توفير الدعم والخدمات وفرص العمل على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، وهو ما يستلزم توفير المزيد من الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي إلى مصر في ظل الأعباء التي تتحملها.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية والتجارة المجري، عن التشرف بزيارة وزير الخارجية والتي تتزامن مع الاحتفال بمرور 95 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر، مثمنًا موقف مصر في التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، لاسيما مع احتدام الأزمة الحالية التي يشهدها السودان، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى زيادة دعم مصر للتعامل مع تبعات تلك الأزمة.
كما تناول الوزير المجري التعاون المطرد بين مصر والمجر في العديد من المجالات.
ووقع الوزيران، على مذكرة تفاهم بين الحجر الزراعي المصري والمكتب الوطني لسلامة سلاسل الغذاء المجري حول التعاون في مجال الحجر الزراعي والصحة النباتية.
واتفقا الوزيران، على أهمية استمرار وتيرة الزيارات المتبادلة والتشاور حول دفع العلاقات الثنائية قدما.