حوار| نائب رئيس المفوضية الأوروبية: نتطلع لنتائج الحوار الوطني.. ومصر تلعب دورًا مهمًا في تأمين احتياجات الطاقة
نائب رئيس المفوضية الأوروبية
أعرب جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية عن ترحيبه بالحوار الوطني الجاري في مصر، مؤكدا أهميته وتطلع الاتحاد الأوروبي إلى نتائجه.
وقال بوريل- في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن التعقيدات والتحديات الاجتماعية تحتاج بطبيعة الحال إلى حوار وعملية اجتماعية، والاتحاد الأوروبي يرحب بأي حوار؛ لأنه يمثل خطوة مهمة لبحث التحديات المعقدة، و "نحن نقوم بذلك في أوروبا".
وأعرب بوريل عن اعتقاده بأن الحوار الوطني الجاري حاليا في مصر سيساعد في الرد على التساؤلات التي يواجهها المجتمع المصري، مشيرا إلى أن كل المجتمعات تحتاج إلى تدعيم العلاقات الداخلية، وأن مصر تقوم بذلك.
وردا على سؤال حول مسار العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، نوه "بوريل" إلى الاتصالات المستمرة مع المؤسسات مصر خاصة مع وزارة الخارجية، مؤكدا أن الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا.
وأعرب عن سعادته لزيارة مصر مجددا، مشيرا إلى أنه عقد خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين المصريين حول التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي وتعزيز العلاقات القوية بين الجانبين، بالإضافة إلى الوضع الجيوسياسي الذي أحدثته الأزمة الروسية- الأوكرانية.
وأوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية، أنه ناقش مع وزير الخارجية سامح شكري سبل تعميق التعاون بين الجانبين، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والهجرة، وكذلك القضايا الإقليمية، ومن بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا، إلى جانب التداعيات السلبية للحرب في أوكرانيا على العالم بأسره بما في ذلك مصر، التي تستورد كميات كبيرة من القمح من أوكرانيا.
وفيما يتعلق بعدم انعقاد الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، قال "بوريل": إنه عقد خلال زيارته إلى مصر لقاء ثنائي مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في هذا الإطار.
وعما إذا كان قد تم التوصل إلى رؤية مشتركة مع مصر والجامعة العربية حيال مستقبل سوريا، أوضح المسئول الأوروبي أن الجانبين لديهما الهدف نفسه ولكن الرسالة مختلفة؛ إذ إن الجامعة العربية ترغب في أن تكون سوريا ونظامها على الطاولة، فيما يرغب الاتحاد الأوروبي في استكمال الضغط السياسي، وأضاف: "نحن لن نغير موقفنا حيال سوريا ولكننا سنواصل تعاوننا مع الجامعة العربية".
ولفت إلى تدخل روسيا عسكري في سوريا، وقال "إن روسيا دعمت الرئيس السوري بشار الأسد، كما تدخلت إيران كذلك في الأزمة السورية".
وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به مصر فيما يتعلق بتأمين مصادر لإمدادات الطاقة في أوروبا، أوضح المسئول الأوروبي رفيع المستوى أن مصر تلعب دورا هاما وحقيقيا في هذا الإطار، مشيرا إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها العام الماضي بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي، وأيضا لتطوير الهيدروجين كمصدر بديل.
وأضاف: أن مصر تستطيع إمداد أوروبا بالغاز، وأن التوقيع على مذكرة التفاهم يعد خطوة هامة، مؤكدا أهمية التركيز على الإعداد للمستقبل والذي يتمثل في تطوير "الهيدروجين"، منوها إلى أن مصر تمتلك كافة الإمكانات لتصدير الهيدروجين والمساعدة في تطويره كأحد مصادر الطاقة النظيفة.
وردا على سؤال حول سبل التعاون السياسي والأمني بين مصر والاتحاد الأوروبي للحيلولة دون حدوث موجات جديدة من الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا خاصة من إفريقيا، لاسيما في ضوء الرئاسة المشتركة الحالية لمصر والاتحاد الأوروبي للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب؟، قال "بوريل"،ظ إن مصر والاتحاد الأوروبي يتوليان حاليا الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، كما شارك نائب الأمين العام لدائرة العمل الخارجي الأوروبي في الاجتماع الحادي والعشرين للجنة التنسيقية للمنتدى والذي عقد بالقاهرة في مايو الماضي.
وفيما يخص الهجرة غير الشرعية، أشار المسئول الأوروبي، إلى حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية قبل أيام وعلى متنه المئات من الأشخاص من جنسيات مختلفة، والذي انطلق من أمام السواحل الليبية صوب أوروبا، مؤكدا الحاجة إلى وجود رقابة أكبر على الحدود.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر في جهودها المبذولة في هذا الصدد، وخصص 80 مليون يورو لدعم مصر للحد من الهجرة غير الشرعية وتعزيز التعاون في حماية الحدود، كما سيقدم الاتحاد 20 مليون يورو إضافية لدعم مصر في معالجة الأزمة الجديدة للاجئين السودانيين الفارين من الأوضاع التي طرأت على بلادهم، مضيفا: "أعلم أن هذا المبلغ غير كاف، حيث إن الأمر يتطلب مبالغ أكبر".
وأشاد "بوريل"، بالدور الذي تقوم به مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أهمية دعم وتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال وكذلك العمل على مكافحة الاتجار بالبشر، موضحا أن حادث مركب الهجرة الأخير خير شاهد على ضرورة دعم الجهود الرامية لمكافحة تلك الظاهرة.
وأشار إلى أن الحروب والصراعات تتسبب في حدوث موجات من النزوح إلى دول الجوار كما هو الحال بالنسبة للاجئين السودانيين الذين نزحوا إلى مصر، كما استقبلت الدول الأوروبية ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ بفعل الحرب في أوكرانيا، والأمر نفسه حدث خلال الأزمة السورية حيث استقبلت دول الجوار أيضا أعدادا كبيرة من السوريين.
ولفت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي إلى أن مصر ليست دولة عبور (ترانزيت)، ولكنها أصبحت دولة مقصد يتعين دعمها في مواجهة تنامي أعداد اللاجئين، مشيرا إلى أن الهجرة الداخلية في إفريقيا باتت أكثر أهمية من الهجرة إلى أوروبا.
وشدد على أهمية بحث سبل توفير حركة منتظمة وآمنة للبشر، في إشارة إلى الهجرة المنتظمة والعمل على محاربة الهجرة غير الشرعية وغير الآمنة للبشر، مؤكدا على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لمحاربة المتاجرين والمهربين للبشر.
فيما يخص ليبيا، وما إذا كان يرى أنه من الممكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد هذا العام، قال إنه من الممكن حدوث ذلك ولكنه لا يعلم ما إذا كان ذلك سيتحقق، لأنه سبق وتمت الدعوة عدة مرات لإجراء هذه الانتخابات ولكنها لم تتم، مضيفا "نحن في الاتحاد الأوروبي نأسف لذلك لأن الانتخابات تتيح للشعب الليبي أن يعبر عن نفسه، سنواصل الضغط من أجل تنظيم الانتخابات ودعم جهود الأمم المتحدة في هذا الإطار، نحن نؤكد أن ليبيا لليبيين".
وفيما يخص إيران وبرنامجها النووي وما إذا كانت التطورات في هذا الملف ستقود إلى حرب أم سلام، أشاد "بوريل"، بالإجراءات التي حدثت مؤخرا والتي تصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة في ضوء إعلان المملكة العربية السعودية وإيران إقامة علاقات دبلوماسية وهو ما يسير في اتجاه السلام وليس الحرب، مشيرا إلى أن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران لم يتم استئنافها بسبب خلافات إيران والولايات المتحدة حول إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.
وحول الوضع في أوكرانيا وتوقعه لتوقيت انتهاء هذه الحرب وتوقعاته عما إذا كان سيحدث خلال أشهر أم سنوات، عقب المسئول الأوروبي بالقول: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو وحده من يعلم ذلك، الأمر يتوقف على بوتين، حين يسحب بوتين قواته ويوقف ضرب أوكرانيا تنتهي الحرب"، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا وسيواصل ذلك.
واستعرض "بوريل"، الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا على خلفية الوضع في أوكرانيا ومن بينها فرض العقوبات والضغط على الاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل ذلك، كما سيستمر في دعم أوكرانيا.
وقال المسئول الأوروبي "نحن بحاجة إلى سلام عادل ومنصف في أوكرانيا"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي سيواصل مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على روسيا للانسحاب وإنهاء الحرب.
وردا على سؤال بشأن عدم حدوث تسويات سياسية للأزمات والصراعات في لبنان أو اليمن أو سوريا أو ليبيا، رغم التقارب بين السعودية وإيران مؤخرا؟ قال المسئول الأوروبي: إن الأزمة في لبنان هي أزمة داخلية، وأن الاتحاد الأوروبي يشجع ويحث الأطراف اللبنانية على حلها، مشيرا إلى إيفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرين مبعوثه الخاص إلى لبنان للضغط على المسئولين اللبنانيين، إلا أنهم لم يتوافقوا على اختيار رئيس لهم حتى الآن، وبالنسبة لليمن فإن الاتحاد الأوروبي يقدم دعما إنسانيا كبيرا هناك.
يذكر أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من كبار المسئولين المصريين وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال زيارته للقاهرة.