أصدر المركز الإعلامي لمشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري عن شهر أغسطس 2023م، وبلغ إجمالي ما تم نزعه في إطار مهمته الإنسانية المستمرة في هذا الشهر 5110 لغما وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وتمكن المشروع خلال شهر أغسطس 2023 من نزع 4594 ذخيرة غير منفجرة، و456 لغما مضادا للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة في نفس الشهر 1.082.888 مترا مربعا من الأراضي اليمنية.
وأشار المركز الإعلامي إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 وحتى الآن 414.526 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، كما بلغ إجمالي المساحة المطهرة 49.567.919 مترا مربعا، منذ انطلاق المشروع حتى اليوم.
وخلال شهر يونيو تمكن المشروع من إتلاف 1149 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في إطار سعي المشروع الدؤوب لحفظ أرواح الأبرياء من علب الموت المتفجرة.
تقدير وتكريم
وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني، كرمت مبادرة (TENs) مدير عام مشروع «مسام» الأستاذ أسامة القصيبي بدرع الإنسانية تقديرا للجهود الجبارة التي قام بها في اليمن منذ عام 2018، من خلال قيادته الناجحة لمشروع «مسام».
وخلال التكريم، أشادت أمة الرحمان العفوري الممثلة المحلية للمبادرة في اليمن، بالجهود الكبيرة التي قام بها مشروع «مسام» على مدى خمس سنوات ونصف، في تأمين حياة المدنيين الأبرياء من خطر الألغام والعبوات الناسفة وآثار الحرب الأخرى.
وأشارت إلى أنه بفضل هذه الجهود، تمت استعادة الابتسامة على وجوه الآلاف من الأطفال والمزارعين الذين تأثروا بوجود الألغام واضطروا لترك مدارسهم وأراضيهم الزراعية، وبفضل مشروع مسام، تمكنوا من العودة بأمان إلى حياتهم الطبيعية.
بدوره، عبر مساعد مدير عام مشروع «مسام» الأستاذ قاسم الدوسري عن تقديره للشباب على مبادرتهم النبيلة والتي تعكس نضوجهم ووعيهم الإنساني، ودورهم الإيجابي في دعم الأعمال الإنسانية.
من ناحية أخرى، كرم طلاب كلية الشريعة والقانون دفعة سفراء القانون، مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام بدرع الوفاء، تقديرا للدور الإنساني الكبير الذي يقدمه المشروع في سبيل إنقاذ حياة اليمنيين من الألغام.
وخلال التكريم، أشاد المحامي عصام خميس وأعضاء اللجنة التحضيرية لدفعة سفراء القانون بالجهود الكبيرة التي يبذلها مشروع «مسام» على مدى خمس سنوات ونصف، مؤكدين أن دعم المملكة العربية السعودية المستمر لمشروع «مسام» يدل على صدق الموقف الإنساني والأخوي تجاه الشعب اليمني.
من جهته، عبر مساعد مدير عام مشروع «مسام» خالد العتيبي عن شكره لطلاب وطالبات كلية الشريعة بجامعة إقليم سبأ مؤكداٍ بأن المملكة العربية السعودية مستمرة في مساندة ودعم اليمن حتى يعم الأمن والاستقرار في كل أرجاء اليمن.
وقال العتيبي إن مشروع «مسام» استطاع أن يتغلب على جميع الصعوبات الميدانية وبرغم التضحيات الكبيرة التي قدمها المشروع والمتمثلة في فقدان «مسام» لـ33 شهيدا من خبرائه وطواقمه الميدانية و40 جريحا تعرضت الغالبية منهم لإعاقات دائمة استمر «مسام» في أداء عمله الإنساني بمعنويات عالية وإرادة قوية.
وأشار العتيبي إلى أن منح المشروع درع الوفاء من طلاب دفعة "سفراء القانون" يعكس تقدير المجتمع اليمني بجميع شرائحه لجهود وتضحيات مشروع «مسام»، وحرصهم على استمرار هذا المشروع حتى يتم تحقيق هدفه النبيل في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام وتأمين مستقبل آمن ومستدام للشعب اليمني.
زيارات وتقدير
من ناحية أخرى، زار وفد من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، مقر مشروع تطهير الأراضي اليمنية من الألغام «مسام» في عدن، وخلال الزيارة التقى الوفد عددا من مسؤولي المشروع واطلعوا على مؤشرات الإنجاز للمشروع.
واستمع الوفد الذي رأسه حسن العطاس مساعد المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى شرح تفصيلي عن بعض الجوانب الفنية المتعلقة بعمليات «مسام»من فينس فاريل كبير الخبراء في المشروع، وفايز الحربي خبير الإزالة اللذين قدما عرضا لتجربة «مسام» في اليمن التي دخلت عامها السادس، والتي حظيت بتقدير على الصعيدين المحلي والدولي.
وأبدى الوفد الزائر خلال الزيارة إعجابه بتجربة مشروع تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، معربا عن شكره وتقديره لكافة منسوبي «مسام» على حسن الحفاوة والاستقبال.
وفد أممي يزور مناطق عمل «مسام»
كما زار وفد فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) فرق «مسام» العاملة في المناطق المحررة من محافظة الحديدة.
ومثل الفريق الأممي خلال الزيارة الخبير ليون فيساجي لو، والمساعدة ايفيتا هافايكوفا، ومنسق الشؤون السياسية محمد إسماعيل خان.
وزار الوفد مناطق عمل الفريقين الخامس والعشرين والسابع والعشرين، ووقف على طبيعة المنطقة، واطلع على كثافة الألغام التي زُرعت فيها ونوعيتها، واستمع إلى شرح من مسؤولي «مسام» عن عدد ضحايا الألغام المدنيين في المنطقة، وبالذات ضحايا الألغام الفردية المحرمة دوليا التي قامت ميليشيا الحوثي بتصنيعها.
كما اطلع الوفد على دور فرق «مسام» في عملية تطهير المنطقة، واستمع إلى شرح عن حادث انفجار أحد الألغام الفردية في نفس المنطقة، والذي أدى إلى بتر قدمي النازع فضل الفلوي أحد أفراد الفريق الخامس والعشرين.
من جهتهم، قدم مسؤولو المشروع عرضا عن الصعوبات التي تواجهها الفرق في المنطقة بسبب الكثبان الرملية، وتحرك الألغام من مكان لآخر جراء السيول التي تشهدها المنطقة.
واطلع الوفد الأممي خلال الجولة على نموذج للألغام المنزوعة من الحقل، والتي تمت صناعتها محليا، واستمعوا إلى شرح تفصيلي عن آلية عملها، والأساليب التي اتبعتها الميليشيا الإرهابية في عمليات الزراعة.
وشملت جولة الفريق الأممي زيارة لخزان المياه الرئيسي لمديرية حيس الذي قامت الميليشيا الحوثية الإرهابية بتفجيره، واستمع إلى شرح عن العمل الذي أنجزته فرق «مسام» في تطهير الألغام من حوله.
من ناحيته، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الأستاذ جاسم البديوي بجهود جميع العاملين في مشروع «مسام» الذين قدموا الكثير من الجهد والتضحيات من أجل تأمين حياة المواطنين الأبرياء في الجمهورية اليمنية واستخلاص الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة.
وعبّر البديوي خلال الزيارة عن أسفه الشديد لسقوط كل هذه الضحايا من الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن تحويل الألغام وتعديلها وصناعة ألغام محلية تعد كارثة بحد ذاتها، حيث يزداد خطر هذه الألغام على المواطنين والنازعين المدربين.
مثابرة لا تتوقف
وفي إطار الجهود الحثيثة لفرق «مسام» ميدانيا، تمكن الفريق 15 من اكتشاف وتفكيك 5 عبوات ناسفة كبيرة الحجم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، جاء ذلك بعد أن تلقى الفريق بلاغاً من أحد المواطنين يفيد بوجود عبوات ناسفة في منطقة شميسان بمديرية عسيلان.
من جهة أخرى تمكن الفريق 26 من تفكيك عبوة ناسفة في محيط منازل المواطنين في وادي الأكبر بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة.
وفي تصريح لمكتب «مسام» الإعلامي قال قائد الفريق 26 إن العبوة الناسفة التي تم تفكيكها هي من صنع الحوثيين وتشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق، موضحا أن العبوة مموهة على شكل صخرة ويتم التحكم بها عن بُعد.
ويستمر الفريق السادس في العمل بجدية وتفانٍ لدعم عمليات التحرير وتطهير المناطق المتضررة.
أما الفريق 4 فقد بدأ عملية فتح وتأمين طريق عقبة مقبة الذي يربط بين مركز مديرية بيحان ومنطقة وادي الخير.
وأضاف قائد الفريق 4 أن إعادة فتح الطريق بعد تأمينها ستسهم في تخفيف معاناة السكان المحليين في منطقة وادي الخير والقرى المجاورة لها، حيث ستقلل المسافة التي يحتاجونها للوصول إلى مركز المديرية.