شارك السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، اليوم الأربعاء، في الاجتماع الاستثنائي العاجل مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري بجدة.
وانعقد الاجتماع لمناقشة تطورات التصعيد العسكري الراهن في غزة، ومختلف أبعاد الأوضاع الأمنية والإنسانية المتردية بالقطاع.
وقال نائب وزير الخارجية، إن الاجتماع ينعقد في توقيت بالغ الخطورة يشهد تصعيد غير مسبوق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ بما أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين، إلى جانب ما آلت إليه الأوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة من ترد أصبح يمثل مأساة حقيقية، لا سيما مع ما تفرضه إسرائيل من سياسات عقاب جماعي لأهالي القطاع.
وذكر: "مصر تطالب إسرائيل بالتوقف الفوري عن الاستخدام المفرط والعشوائي للقوة، واستهداف المدنيين تحت أي ذريعة، وسياسات العقاب الجماعي والتجويع والتهجير، وكل انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأكد "لوزا"، التزام مصر الراسخ بواجبها الأخوي والإنساني تجاه أشقائها في فلسطين، ورفضها القاطع لمحاولات تصفية القضية بواسطة إخراج الفلسطينيين من أراضيهم دون اكتراث بقواعد أخلاقية أو قانونية، وهو ما يمثل تنصل واضح من إسرائيل عن مسئولياتها كدولة احتلال، ويخالف القانون الدولي الإنساني.
واستعرض نائب وزير الخارجية، الجهود المصرية لوقف دائرة العنف، وتأمين النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية بواسطة تخصيص مطار العريش لاستقبالها، مشيرًا إلى أن مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة في أية مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، إلا أن الجهود المصرية تواجه بعض العراقيل المرتبطة باستهداف الجانب الإسرائيلي المتكرر للمرافق الأساسية على الجانب الفلسطيني.
وأوضح "لوزا"، أن التصعيد الراهن أثبت مخاطر غياب أفق الحل والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية، ومخاطر تصاعد حالة الاحتقان الفلسطيني نتيجة زيادة وتيرة التحريض والتوسع الاستيطاني، والانتهاكات غير المبررة للوضع القائم بالمقدسات في مدينة القدس.
وتابع: "هذا التصعيد أثبت فشل السياسات المستندة على الحلول الأمنية؛ لضمان الأمن والاستقرار والتعايش بين شعوب منطقة الشرق الأوسط، مما يستوجب معه تضافر جهود كافة الأطراف الدولية للدفع نحو التوصل لسلام شامل وعادل قائم على أساس حل الدولتين، ويحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولة المستقلة على خطوط 4 يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية".
شدد "لوزا"، على التزام مصر بتكثيف تحركاتها الدبلوماسية على كافة للوصول إلى مخرج عاجل من هذا النفق الدموي المظلم"، لافتًا إلى دعوة مصر لعقد "قمة القاهرة للسلام" يوم السبت المقبل بالقاهرة؛ لتنسيق الجهود الدولية، وبحث كافة السبل الممكنة لإنهاء التصعيد الحالي، واستعادة آفاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل دائم للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.