وزير الخارجية: موقف موسكو من غزة يؤكد قوة التعاون العربي الروسي والمراعاة المتبادلة للمصالح
وزير الخارجية
أكد سامح شكري وزير الخارجية، اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع دولة روسيا الاتحادية، وتطورها على كافة الأصعدة عبر العقود الطويلة الماضية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة النووية والأمن الغذائي والتنسيق العسكري وغيرها.
جاء ذلك، ضمن كلمته، في فعاليات الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي التي استضافتها مدينة مراكش بالمملكة المغربية، اليوم الأربعاء.
وأشار وزير الخارجية، إلى الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين العالم العربي وروسيا، مؤكدًا ثقته التامة في قدرة المنتدى العربي الروسي على الاضطلاع بدوره كمنصة مهمة لتطوير العلاقات وتعزيز الشراكة بين الدول العربية وروسيا، وإيجاد وتحديد أولويات ومواقف مشتركة للقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام بين الجانبين.
وتطرق "شكري"، إلى الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 70 يومًا، معيدا التأكيد على الأهمية البالغة للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وتأمين النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، وإنهاء الحصار والتجويع والعقاب الجماعي المفروضين دون إنسانية على ما يزيد عن 2 مليون نسمة هم سكان قطاع غزة.
وقال "شكري"، إن تصريحات أطراف المجتمع الدولي تكررت مؤخرا بالرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني –وهو أمر تعتبره مصر خطا أحمر لا ينبغي السماح بحدوثه على الإطلاق وتحت أية ذريعة–، وآن الأوان لأن يثبت المجتمع الدولي صدق إرادته في التصدي للممارسات الإسرائيلية التي تدفع عمليا إلى هذا التهجير، ولكي يتسنى إنقاذ أي فرصة للسلام، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة، تعمل على تحقيق حل الدولتين، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته الآمنة المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وسلط وزير الخارجية، الضوء على ما كشفت عنه تلك الأزمة من سوآت نظام عالمي ما زال يتبع سياسة الكيل بمكيالين، وأظهرت الحاجة إلى نظام دولي أكثر توازنا تسود فيه القيم الإنسانية، وتعلو فيه مبادئ العدالة والإنصاف، شاكرًا روسيا الاتحادية، لاتزان مواقفها السياسية الدولية تجاه القضايا العربية، ومن ذلك موقفها بمجلس الأمن بشأن تطورات الأوضاع في غزة، مما قدم دليل إضافي على قوة التعاون العربي الروسي وتقارب الرؤى والمراعاة المتبادلة للمصالح بينهما.
وتطلع وزير الخارجية، لاستمرار الدعم الروسي للمواقف العربية والفلسطينية الرافضة للانتهاكات الإسرائيلية، والساعية للحصول على الدعم الدولي المطلوب للاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
واستعرض وزير الخارجية، جهود جامعة الدول العربية وحرصها، بمبادرة مصرية، على تشكيل لجنة اتصال وزارية تعمل على تسوية الأزمة الأوكرانية، حيث قامت بزيارة إلى روسيا وبولندا العام الماضي، بهدف الوساطة في الأزمة، والوصول إلى حل سياسي سلمي لها في أقرب الآجال.
وجدد "شكري"، التأكيد على حرص الجامعة العربية ودولها الأعضاء على استمرار تلك الجهود المخلصة، بما يجنب الدول والشعوب المعنية والعالم أجمع التبعات السياسية والأمنية والاقتصادية المؤلمة والفادحة لتلك الأزمة التي تلقى بظلالها على الجميع.