"الحصاد" ترصد تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 9 إلى 16 فبراير 2024

تنشر "الحصاد مصر" نشرة دوريه مختصره للتوعية بأهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 9 فبراير إلى 16 فبراير 2024.

الأسواق العالمية

 

ارتفعت عوائد سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق، بقيادة عوائد السندات قصيرة الأجل. كما صعد الدولار، حيث ارتفعت معدلات التضخم بالولايات المتحدة بشكل مفاجئ، مما آثار الشكوك حول مسار الاحتياطي الفيدرالي لتيسير السياسة النقدية المرتقب وسط تباين آراء وتصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي. وفي نفس الوقت، تباين أداء الأسهم، حيث أنهت الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع على انخفاض بعدما وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع يوم الخميس، مدفوعًة بصدور مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الذي قلص تسعير السوق لخفض أسعار الفائدة. من ناحية أخرى، حققت الأسهم الأوروبية مكاسب، حيث ركز المستثمرون على بيانات مبيعات التجزئة بالمملكة المتحدة - والتي جاءت أفضل مما كان متوقعًا -، وأرباح الشركات القوية.  وارتفعت أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوى لها هذا العام على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط.

 

تحركات الأسواق

                  

سوق السندات:

 

ارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوى لها هذا العام، حيث كان الارتفاع ملحوظًا بشكل كبير في عوائد السندات قصيرة الأجل، حيث صعدت بيانات التضخم الأمريكية لمؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء ومؤشر أسعار المنتجين يوم الجمعة على نحو مفاجئ، مما أثار الشك حول تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.

واستقرت سندات الخزانة دون تغيير في مطلع تعاملات هذا الأسبوع، حيث استمر المتحدثون في بنك الاحتياطي الفيدرالي في الإدلاء بتصريحات حذرة تجاه مسار خفض أسعار الفائدة. علاوة على ذلك، ترقبت الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يناير في يوم الثلاثاء، حيث خسرت سندات الخزانة مع ورود البيانات التي جاءت أعلى من المتوقع. ومع ذلك، عكست سندات الخزانة بعض الخسائر خلال جلستي الأربعاء والخميس وسط تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والتي مالت نحو تيسير السياسة النقدية. وفي جلسة الجمعة، أنهت سندات الخزانة تعاملات هذا الأسبوع على خسائر بعد أن أكدت بيانات مؤشر أسعار المنتجين أن التضخم لا يزال مرتفعاً.

 

عملات الأسواق المتقدمة:

حقق مؤشر الدولار مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، حيث ارتفعت العملة بنسبة 0.16% مستقرة عند أعلى مستوى لها منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي على خلفية تصاعد المخاوف بشأن بيانات التضخم في بداية الأسبوع. وشهد المؤشر مكاسب خلال جلستي الاثنين والثلاثاء فقط، حيث صعد بشكل حاد خلال جلسة الثلاثاء مع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك والتي جاءت أعلى من المتوقع، مما أدى إلى تراجع تسعير المتداولين لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة. وخسر المؤشر خلال جلسات الأسبوع المتبقية على خلفية صدور بيانات اقتصادية متباينة، حيث أظهرت بعض القطاعات ضعفًا حادًا، في حين أدلى بعض المتحدثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات مالت نحو تيسير السياسة النقدية. ومن ناحية أخرى، تراجع مؤشر اليورو بنسبة 0.06% للأسبوع الخامس على التوالي على خلفية قوة الدولار وتصريح عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، فابيو بانيتا، في وقت مبكر من هذا الأسبوع أن الوقت المناسب لخفض معدلات الفائدة "يقترب بسرعة". ولكن تم انقاذ العملة من حدوث انخفاض أكثر حدة، حيث أدى ارتفاع بيانات الإنتاج الصناعي وانتعاش معنويات المستثمرين إلى تحسن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو. وبالمثل، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.21%، حيث تراجعت بيانات مؤشر أسعار المستهلك بشكل غير متوقع، حيث أظهرت أن المملكة المتحدة دخلت في حالة ركود فني في الربع الرابع من العام الماضي. وكذلك خسر الين الياباني بنسبة 0.61%، بعد أن أدى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بشكل أعلى من المتوقع في مطلع هذا الأسبوع إلى زيادة التوقعات بشأن استمرار التباعد بين السياسات النقدية لبنك اليابان وبنك الاحتياطي الفيدرالي. وحققت العملة مكاسب خلال جلستي الأربعاء والخميس فقط، حيث صرح المسئول الأول باليابان عن سوق صرف العملات الأجنبية للصحفيين إن وزارة المالية تجري محادثات مع بنك اليابان لاتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لضبط سوق صرف العملات الأجنبية حسب الحاجة. كما تلقت العملة دعمًا من تصريح وزير المالية بأنه يراقب تحركات الين بإدراك تام للأحداث الطارئة.

 

 عملات الأسواق الناشئة

استقر مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM دون تغير نسبيًا (+0.09%) على الرغم من ارتفاع الدولار على مدار الأسبوع.

كان الروبل الروسي (-1.33%) أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن الذي حمل نظيره الروسي "بوتين وعصابته" مسؤولية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، وتعهدت النائبة، كامالا هاريس، خلال مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للأمن بالتزام الولايات المتحدة الدفاع عن أمن دول حلف (الناتو) بينما تواصل روسيا حربها في أوكرانيا. وكانت الكرونا التشيكية (-0.82%) ثاني أسوأ العملات أداءً على الرغم من صدور بيانات اقتصادية قوية خلال هذا الأسبوع. ومن ناحية أخرى، كان السول البيروفي (+1.15%) أفضل العملات أداءً، حيث سارع المتداولون لبيع الدولار بعد أن كان البنك المركزي نشطًا بشكل خاص في جلسة الخميس، حيث باع الدولار من خلال المقايضات والسوق الفورية. علاوة على ذلك، كان الراند الجنوب أفريقي (+0.74%) ثاني أفضل العملات أداءً، حيث تنتظر الأسواق صدور التقرير الخاص بالميزانية السنوية لجنوب إفريقيا (والمقرر صدوره في 21 فبراير).

 

أسواق الأسهم

 

أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع على انخفاض بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع يوم الخميس، حيث دفعت بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأسواق إلى تقليص تسعير خفض أسعار الفائدة المرتقبة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.42%، حيث تكبدت أربعة قطاعات فقط خسائر، وذلك بقيادة قطاع تكنولوجيا المعلومات (-2.46%)، وقطاع خدمات الاتصالات (-1.61%). وفيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، خسر مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite، ومؤشر +FANG لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى بنسبة 1.34% و1.07% على التوالي. ومن ناحية أخرى، كان مؤشر Russell 2000 للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة الرابح الوحيد مقارنة بنظرائه خلال الأسبوع، حيث ارتفع بنسبة 1.13% للأسبوع الثاني على التوالي. كما تراجعت تقلبات الأسواق طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 1.31 نقطة ليستقر عند 14 نقطة، أي أعلى من متوسطه البالغ 13 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.

ومن الجدير بالذكر أن اتساع سوق الأسهم الأمريكية، وهو مؤشر يقيس حجم الأسهم المتقدمة مقارنة بحجم الأسهم المتراجعة، وصل حالياً إلى أسوأ مستوى له منذ مارس 2009. وينعكس هذا في نسبة مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 ذو الوزن النسبي المرجح للقيمة السوقية مقارنًة بمؤشر ستاندرد أند بورز 500 متساوي الأوزان، حيث ساهمت أفضل خمسة أسهم أداءً (نفيديا، وميتا، ومايكروسوفت، وأمازون، و إيلي ليلي وشركاءه) بأكثر من 70% من مكاسب المؤشر، علمًا بأن أن شركة إنفيديا تقود أكثر من 60% من مكاسب قطاع التكنولوجيا.

 

أنهت المؤشرات الأوروبية تعاملات الأسبوع على ارتفاع، حيث صعد مؤشر STOXX 600 بنسبة 1.39%، محققًا مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، إذ ركز المستثمرون على مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة - والتي جاءت أفضل مما كان متوقعًا – وصدور أرباح الشركات القوية. وجاءت المكاسب بقيادة 17 قطاعًا من أصل 20 قطاعًا مدرجين بالمؤشر، حيث شهدت قطاعات السيارات وقطع الغيار (+3.02%)، والتجزئة (2.77%)، والبنوك (+2.57%) ارتفاعًا. وتمكنت المؤشرات الإقليمية الأخرى من تحقيق مكاسب، بما في ذلك مؤشر FTSE MIB الإيطالي (+1.85%)، ومؤشر Dax الألماني (+1.13%)، ومؤشر FTSE 250 في المملكة المتحدة (+0.68%)، ومؤشر CAC 40 الفرنسي (+1.58%).

 

أسهم الأسواق الناشئة

 

ارتفعت مؤشرات أسهم الأسواق الناشئة للأسبوع الرابع على التوالي، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئةMSCI EM بنسبة 2.08%، مسجلاً أفضل ارتفاع أسبوعي له هذا العام. وجاء ارتفاع أسهم الأسواق الناشئة وسط انخفاض حجم التداول بشكل كبير، حيث كانت أسواق الأسهم في الصين وهونج كونج والبرازيل والأرجنتين مغلقة معظم أيام الأسبوع بسبب العطلات المحلية. منذ بداية العام وحتى تاريخه، انخفض المؤشر بنسبة 0.73%.

تراجعت الأسهم الصينية متأثرًة بقرار وكالة "موديز" بخفض النظرة المستقبلية للسندات السيادية الصينية إلى سلبية. وارتفع مؤشر هانج سنجHang Seng  في هونج كونج بنسبة 3.77%، ليحقق بذلك مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي خلال أسبوع التداول القصير، حيث كانت أسواق هونج كونج مغلقة خلال أول ثلاثة أيام من هذا الأسبوع بسبب عطلات رأس السنة القمرية - وهي عطلات رسمية -، وذلك في الوقت الذي أغلقت فيه سوق التداول الصينية خلال الأسبوع بأكمله بسبب العطلة الرسمية بالبلاد.

 

الذهب:

 

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات هذا الأسبوع بنسبة 0.53% مدفوعة بارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار، لتستقر عند أدنى مستوى لها منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال جلستي الثلاثاء والأربعاء، استقرت الأسعار دون المستوى الرئيسي البالغ 2000 دولار للمرة الأولى منذ شهرين، حيث صعدت بيانات التضخم الأمريكية على غير المتوقع واتجه المتداولون إلى تقليص تسعيرهم لخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.

 

النفط:

 

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1.56% لتستقر عند 83.47 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ الأسبوع المُنتهي في 26 يناير على خلفية تصاعد التوترات بالشرق الأوسط. وتراجع النفط خلال تعاملات يومي الإثنين والأربعاء، حيث قامت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) بمراجعة تقديراتها للإنتاج الأمريكي من النفط بالزيادة، كما أشارت وزارة الطاقة الأمريكية (DoE) إلى ارتفاع مخزون النفط إلى أعلى مستوى له منذ أوائل نوفمبر. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت أسعار النفط خلال باقي أيام الأسبوع مع استمرار تفاقم الحرب الإسرائيلية على فلسطين، فضلًا عن قرار الشركات بتجنب الملاحة في البحر الأحمر. تفاوتت النظرة المستقبلية لحجم الطلب على النفط، حيث صرح الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، هذا الأسبوع بأنه توجد إشارات على "تحسن النظرة المستقبلية لبعض قطاعات الاقتصاد العالمي"، فضلًا عن وجود دلالات على عودة الطلب القوي على النفط هذا العام، خاصًة في الولايات المتحدة والصين والهند. وذكر الغيص أيضًا أن استهلاك النفط لا يزال بعيدًا عن ذروته، مما يشير إلى تفاؤل المنظمة بشأن آفاق الطلب على النفط. من ناحية أخرى، أشارت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) هذا الأسبوع إلى إمكانية تحقيق أسواق النفط العالمية فائضًا هذا العام مع انخفاض الطلب.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة