الرئيس الأمريكي
رأت مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف" الأمريكية أن الالتزامات الأمريكية بضمان أمن أوكرانيا سوف تطيل أمد الحرب الروسية الأوكرانية والتي تعتبر الأكثر تدميرًا في القارة الأوروبية منذ عام 1945.
وأشارت المجلة - في سياق مقال نشرته اليوم الأحد على موقعها الإلكتروني- إلى أن بعض الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا وألمانيا أبرمت بالفعل اتفاقيات أمنية مع أوكرانيا لدعمها لمدة عشر سنوات، واقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إبرام اتفاقية مماثلة مع الولايات المتحدة.
وقالت المجلة إنه في حين أن اتفاقية الأمن المتبادل التي تشمل الدعم الدائم لأوكرانيا في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وإعادة بناء اقتصادها، والسعي إلى اندماج أوكرانيا في المجتمع الأوروبي الأطلسي قد تبدو ضرورية لواشنطن وكييف على المدى القصير، إلا أن هذه الصفقة ستثبت أنها عبء على الولايات المتحدة وتطيل أمد الحرب .
وذكرت المجلة أنه على الرغم من القيود التي تفرضها واشنطن على قدرتها على مساعدة أوكرانيا، فإن هذا لا يمنع المشرعين الأمريكيين من تجاهل هذه الحقائق من خلال الوعد بتقديم الدعم الأبدي لأوكرانيا حتى تحقيق الانتصار الكامل على روسيا، إذ أن تقديم الوعود التي لا يمكن الوفاء بها يضر بمستقبل أوكرانيا ويثنيها عن متابعة الدبلوماسية الضرورية.
ومن غير المرجح أن تؤدي حزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة إلى زيادة احتمالية انتصار الجانب الأوكراني في الحرب، إذ أنه مع توجيه الاقتصاد الروسي نحو المجهود الحربي في أوكرانيا فإن الفارق في القدرات القتالية بين الجانبين آخذ في الاتساع، وقد وجد مئات الآلاف من الروس وظائف مربحة في المجمع الصناعي العسكري الروسي، وتطلق روسيا حالياً قذائف مدفعية تعادل خمسة أضعاف ما تطلقه أوكرانيا، وهو خلل صارخ في التوازن يستدعي الانتباه، وبالمقارنة من المرجح أن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن تكون قادرة إلا على تحصين الدفاعات الأوكرانية ومنع المكاسب الروسية على المدى القصير، وأي تطلعات لاستخدام المساعدات لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا غير واقعية.
وحثت المجلة الأمريكية أوكرانيا على الاستفادة من ممارسة نفوذها الدبلوماسي بدعم الولايات المتحدة قبل أن يتفاقم الوضع، إذ أنه من خلال التدابير الدبلوماسية تستطيع أوكرانيا أن تتمتع بما نجحت في الحفاظ عليه طوال الحرب التي دامت عامين ألا وهو استقلالها الوطني لأنه على الرغم من المزايا الكبيرة التي تتمتع بها روسيا في ساحة المعركة فإنها لم تتمكن من إخضاع أوكرانيا كدولة تابعة لها .
وقالت المجلة إن تبني أوكرانيا للحياد سيكون حاسما في أي اتفاق سلام مستقبلي، وسيعطي إشارة لموسكو بأن واشنطن وكييف جادان في الحفاظ على السلام على المدى الطويل.
وأشارت إلى أن الحرب الروسية- الأوكرانية لا تحمل سوى القليل من المخاطر الأمنية بالنسبة للولايات المتحدة، فبدلا من تأجيج النار في القارة الأوروبية فإن تشجيع الدبلوماسية الأوكرانية مع روسيا وإعادة توجيه التركيز على المسائل الأكثر أهمية، من شأنه أن يخدم الولايات المتحدة كثيرا في سعيها الصادق إلى تحقيق مصالحها الخاصة.