الحجاج يعانون من الحر الشديد
الحج رحلة العمر لكل مسلم ، تأت هذا العام فى ظل درجات حرارة عالية جدا، مما يضع السلطات السعودية في تحدى هذا العام، حيث تبدا مناسك الحج الفعلية اليوم الرابع عشر من يونيو الموافق الثامن من ذى الحجة بما يعرف بـ"يوم التروية"، يعيش رحلة الحج اكثر من مليوني مسلم من قرابة 180 دولة، من أجل الحج، مما يشكل تحدياً جسدياً لهم نظراً لارتفاع درجات الحرارة، التي فاقت المعدلات الطبيعية المعهودة.
وكان رئيس المركز الوطني للأرصاد الجوية أيمن غلام قد حذر الأسبوع الماضي من أن "الأجواء المتوقعة للحج هذا العام ستشهد ارتفاعاً في متوسط درجات الحرارة بمعدل 1.5 إلى 2 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي في مكة والمدينة".
بالنسبة لمكة، وهي قلب رحلة الحج على مدار خمسة أيام، فمن المرجح أن ترتفع درجة الحرارة إلى معدل يبلغ حوالي 44 درجة مئوية، وللتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة هذه جهّزت السلطات السعودية المسؤولة جميع الساحات الرئيسية في مكة والمدينة بمنظومات محمولة لتغشية الحجاج من أشعة الشمس المباشرة وكذلك رش رذاذ الماء لتلطيف الأجواء، كما وعدت السلطات بتكييف أرضية المسجد الحرام في مكة والخيام المحيطة بها.
امناسك تحت لهيب الشمس.
رغم هذه الاستعدادات، لا يمكن أداء فريضة الحج، بما تتضمنه من مناسك مختلفة، في المباني والساحات المكيفة فقط، وحتى مع ارتفاع درجات الحرارة سيكون على الحجاج أن يؤدوا بعض المناسك تحت أشعة الشمس المباشرة لنحو 30 ساعة، كالوقوف على جبل عرفة لنهار كامل من شروق الشمس إلى غروبها والمشي لعدة ساعات على طول مشارف مكة في أيام أخرى.
وذكرت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة "طب السفر" أن الحجاج من البلدان الأقل حرارة هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 4.5 مرات أكثر من السكان المحليين الذين اعتادوا بشكل أكبر على درجات الحرارة المرتفعة، بيد أن ارتفاع درجات الحرارة لا يعرض الحجاج للخطر فقط.