وبحسب بيان للجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن شمس الظهيرة تتعامد على الغرف والمقاصير المقدسة بمعبدي الملك رمسيس الثالث، والإله بتاح، الواقعين ضمن مجموعة معابد الكرنك شرقي مدينة الأقصر ومعابد مصرية بالوادي الجديد وأسوان وقنا وسوهاج، وذلك إيذانا ببداية فصل الصيف.
وقال رئيس الجمعية أيمن أبوزيد، في تصريحات، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشمس تتعامد في ذلك اليوم بشكل عمودي على المعبدين في تأكيد على أن المصري القديم تفوق في تطويع علوم الفلك والهندسة في خدمة معتقداته وفلسفته الدينية.
وأضاف المتحدث أن تلك الظاهرة تحظى بمتابعة واهتمام الكثير من السياح والآثاريين والباحثين في مجال علوم الفلك والعمارة القديمة، وباتت مناسبة سنوية تحتاج لوضعها على الأجندة السياحية المصرية.
ونوه أبوزيد إلى أن ظاهرة تعامد شمس الظهيرة التي تحدث بمعابد الكرنك في مناسبة انطلاق فصل الصيف تتكرر في معابد مصرية أخرى مثل معبد إدفو في محافظة أسوان، ومعبد هيبس في محافظة الوادي الجديد، ومعبد أبيدوس في محافظة سوهاغ، ومعبد دندرة في محافظة قنا.
كما أوضح أن السنوات الأخيرة شهدت توثيق أكثر من 22 ظاهرة فلكية بالمقاصير والمعابد المصرية القديمة المنتشرة في محافظات مصر، الأمر الذي يعد فرصة لتشجيع سياحة الفلك التي باتت نمطا سياحيا عالميا.
يذكر أن قدماء المصريين برعوا في علوم الفلك، ولاحظوا حركة الكواكب وربطوا بينها وبين الوقائع على الأرض، واعتبروا تحركات الكواكب مؤشرات للتنبؤ بأحداث كبرى مثل فيضان النيل.
ورسم قدماء المصريين على جدران وأسقف معابدهم ومقابرهم الكثير من الصور التي تؤكد على درايتهم بعلوم الفلك والتنجيم، حيث نجد جداريات للسماء وهي محمولة على أربعة أعمدة، ولوحات رسمت فيها السماء على شكل الربة موت إلهة السماء.
وأبدع المصريون القدامى في رسم القبة السماوية في صورة خيالية، وسجلت مقبرة سننموت في منطقة الدير البحري غربي مدينة الأقصر، صورا للنجوم التي استخدمها قدماء المصريين لقياس الزمن.
وثمة رسوم وأعمال فنية أخرى تصور الأبراج السماوية وكثيرا من نجوم السماء الشهيرة في جداريات تزين جدران وأسقف عدد من المعابد والمقابر التي شيدها المصري القديم