ارتبط مقتل الملك الإيطالي أومبرتو الأول في يوليو عام 1900 بسلسلة من المصادفات العجيبة مع شبيه له، في مشهد يحاكي ما تشتهر بها الأفلام الهندية.
شارب ضخم ومصادفات عجيبة جمعت بين الملك وأحد رعاياه!
هذا الملك الإيطالي التي تولى العرش بين عامي 1878 – 1900، كان يتميز وجهه بشارب ضخم، وبسياسة قمعية ونزعة استعمارية في إفريقيا وبكرهه للبرلمان ووصفه بأنه "نكتة سيئة".
سياساته الداخلية لم تكن ناجحة وكان يتمتع بشعبية منخفضة للغاية، وكان يمكن أن تمر فترة جلوسه على عرش بلاده وينسى وجوده نهائيا، إلا أن مقتله في محاولة اغتيال هي الثالثة في 29 يوليو بأربع رصاصات أطلقها عليه أحد نشطاء الحركة الأناركية المعادية للسلطة التقليدية في شكلها الهرمي، وما نسج حول الواقعة من مصادفات مدهشة، جعلت اسمه يتردد أكثر مما كان متوقعا.
من بين الأمور القليلة التي تحسب لهذا الملك، أنه اشترى فيلا بورغيزي الواقعة بوسط روما وجعل منها حديقة جميلة عامة ومن كنوزها متحفا متاحا للجميع.
في أحد الأيام ذهب الملك الإيطالي وحاشيته إلى مطعم في ضواحي ميلانو، وأصيب بالدهشة حين خرج صاحب المطعم لاستقباله، كان الرجل شديد الشبه بالملك، وبديا كما لو أنهما توأم.
لم تكن تلك هي المصادفة الوحيدة بين الرجلين. الدهشة ازدادت حين علم الملك بالحديث مع الرجل، أن اسمه هو الآخر أومبرتو، وأنه وُلد في نفس اليوم 14 مارس، وأن زوجته اسمها مارغريتا مثل زوجة الملك. من المصادفات العجيبة أيضا أن كلا الاسرتين لديهما ابن واحد واسمه فيتوريو!
مرت السنين، وتواصلت حياة الملك أومبرتو الأول في مسارها العادي، بدّل عشيقاته بانتظام، وأسكن إحداهن في غرفة بجوار الملكة، وواصل عسكرة بلاده وتوسعها في إثيوبيا، ومحاولة الحصول على قطعة من كعكة الصين مع القوى الأوروبية الأخرى.
مع ذلك لم ينس الملك الإيطالي قصة المصادفات العجيبة مع شبيهه، وسأل ذات يوم أحد المقربين منه عن أخباره. وفيما كان يستعد في 29 يوليو عام 1900 لحضور حفل لتسليم جوائز في مسابقة لرياضة الجمباز بمدينة مونزا قرب ميلانو، أبلغ بأن شبيهه لقي مصرعه بعد أن أصابته رصاصة طائشة خلال تبادل لإطلاق النار في الشارع!
ضحك الملك الإيطالي أومبرتو الأول عند سماعه النبأ، وعلّق قائلا وهو لا يخفي بهجته: "بنهاية الأمر لدينا مصيران مختلفان".
ما أن وصل الملك إلى حديقة مدينة مونزا، حتى شق الطريق إليه بين الحشود أناركي يدعى غايتانو بريشي، اعتقلته الشرطة سابقا عدة مرات ونفي في إحدى المرات إلى جزيرة لامبيدوزا، ثم فر ممن بلاده إلى الولايات المتحدة قبل أن يعود وقد قرر اغتيال الملك.
وصل الرجل إلى الملك، ورفع مسدسه وأطلق أربع رصاصات. واحدة أخطأته، واخترقت الثلاثة الأخريات الكتف والرئة والقلب وأردته صريعا.
تم القبض على القاتل بعد شهر من الجريمة في 29 أغسطس. مثل أمام المحكمة وصاح في وجه القاضي قائلا: لم أقتل أومبرتو، لقد قتلت الملك. أنا قتلت المبدأ".
من حسن حظه أن عقوبة الإعدام كانت ألغيت في إيطاليا وقتها، وحكم على القاتل بالأشغال الشاقة المؤبدة. زج به في سجن سانتو ستيفانو، وفي العام التالي عثر عليه مشنوقا في زنزانته. ترددت شائعات بأنه انتحر "بمساعدة الشرطة"
يصعب تحديد مدى صحة قصة الملك الإيطالي مع شبيهه، لكنها وردت في كتاب صدر في عام 1936 لسياسي يدعى فيليبو كريسبولتي.
الصحفي الإيطالي لوتشيانو ريجولو يشير إلى أن تلك الحكاية العجيبة تعزى إلى مساعد للملك أومبرتو الأول يدعى إميليو بونزيو فاجليا، وكان تناول يومها العشاء معه في ذلك المطعم.
مع ذلك، المتشككون في صحة الواقعة كثر، نظرا لأن أغلب قصص الموت الشهيرة تنسج حولها في العادة مصادفات وعجائب. انطلاقا من ذلك يعتقد بعض الخبراء أن الملك أومبرتو ربما يكون لاحظ وجود تشابه مع صاحب المطعم وقد يكون ما جمعهما هو الشارب الضخم الذي يغطي نصف الوجه تقريبا، أما ما عدا ذلك فمجرد إضافات زينت بها الحدثة في أوقات لاحقة.
المصدر:RT