العديد من الشباب حول العالم يصابون بالسرطان، وهو ما جعل الباحثين يدرسون أسباب ذلك، ليتضح لهم أن جيلا بأكمله وهو جيل الالفية الثالثة أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الأجيال السابقة.
لطالما اعتبر السرطان مرضا يصيب كبار السن، لكنه صار في السنوات الأخيرة أكثر شيوعا بين الشباب. هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسة أجراها علماء في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت نتائج الدراسة أن الذين ولدوا بين عامي 1981 و 1996، أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بجيل طفرة المواليد.
دراسة حول أكثر من 23 مليون مريض بالسرطان
قام الباحثون في جمعية السرطان الأمريكية (ACS) في أتلانتا، بفحص السجلات الطبية لـ 23.6 مليون أمريكي تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 84 عامًا. وقد تم تشخيصهم جميعًا بالسرطان بين عامي 2019 و 2000. وقام الباحثون بحساب معدلات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بين هذه الفئات العمرية.
كان من أهم النتائج التي توصلوا إليها، أنه في 17 من 34 نوعًا من السرطان، زاد معدل الإصابة لدى كل جيل لاحق. ومما كان ملفتًا للنظر، هو أن جيل الألفية أكثر عرضة للإصابة بالأنواع التالية من السرطان مرتين إلى ثلاث مرات من جيل طفرة المواليد: سرطان البنكرياس، وسرطان الأمعاء الدقيقة، ثم سرطان الكلى.
مؤلف الدراسة الدكتور هانز هانز حسب تقرير حول الموضوع لموقع T Online الألماني، اعتبر أن "هذه النتائج تدعم فرضية زيادة خطر الإصابة بالسرطان في أجيال ما بعد الطفرة"، مؤكدا أن جيل الألفية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 12 و167 بالمائة مقارنة بالأجيال السابقة. وهذا يعني أيضًا أن بعض أنواع السرطان تحدث الآن بشكل أساسي في الأعمار المتراوحة بين 30 و54 عامًا.
لماذا تتزايد الإصابات بالسرطانات بين الشباب؟
حسب الباحثين، فإنه "حتى الآن ليس هناك تفسير واضح لسبب ارتفاع معدلات الإصابة ". لكنهم يؤكدون "أن تزايد معدلات الإصابة بالسرطان لدى الأجيال الشابة يشير إلى أن هناك تعرضا أكبر للعوامل المسببة للسرطان في مرحلة الطفولة".
كما أشار الباحثون إلى أن جزءًا من الزيادة قد يكون بسبب زيادة معدلات السمنة وأنماط الحياة غير الصحية في هذه الفئة العمرية. وترتبط 10 أنواع من أصل 17 نوعًا من السرطان لدى المصابين من هذا الجيل، ارتباطا واضحا بزيادة الوزن والسمنة، خاصة سرطان القولون والمعدة وسرطان البنكرياس والكبد وسرطان الثدي.
ووفقا للباحثين، هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات والبحث العلمي لتفسير تزايد الإصابات ببعض أنواع السرطان. وأيضا لتكون الأبحاث العلمية قادرة على تقدير التطورات المستقبلية. ومن غير الواضح حاليًا ما إذا كان هذا الاتجاه التصاعدي سيستمر وما إذا كان الجيل Z مثلا، سيصاب أيضًا بالسرطان في وقت مبكر وبشكل متكرر أكثر من الأجيال السابقة له
المصدر: دويتش فيله