صالون التنسيقية يناقش قضية الحروب السيبرانية
المشاركون ينصحون بالاستثمار فى الحماية السيبرانية لمواجهة المخاطر
-
اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق: حروب الجيل الرابع تستخدم لتدمير المجتمعات من الداخل
-
المهندس أحمد السخاوي: ضرورة تسويق الكفاءات التكنولوجية واستثمار الذكاء الاصطناعي في مكافحة الاحتيال الرقمي
-
المهندس تامر محمد: لا أحد بمنأى عن الهجمات السيبرانية وضرورة اتباع قواعد الحماية المعلوماتية
-
الدكتور أسامة مصطفى: هناك فرق بين الحرب الإلكترونية والهجمات السيبرانية ومثال حي ما حدث في لبنان
-
الدكتور محمد عزام: الهجمات السيبرانية تهدد آلاف الأشخاص في وقت واحد ويتطلب منا إنتاج المعرفة لمواجهتها
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونا نقاشيا، بعنوان: "الحروب السيبرانية .. كيف توظف الدول التكنولوجيا في صراعاتها"، وشهد الصالون مناقشات حول "الأمن السيبراني وأنواعه"، ومخاطر الحروب السيبرانية خاصة بعد أحداث لبنان وما شهدته من تفجير أجهزة اتصالات عن بعد.
ودور الذكاء الاصطناعي في الحروب السيبرانية، بالإضافة إلى كيفية مواجهة الدول النامية تحديات الأمن السيبراني، وحماية الأفراد العاديين أنفسهم من الهجمات السيبرانية، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وفي كلمته خلال الصالون، قال اللواء الدكتور محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن حروب الجيل الرابع تستخدم من قبل الدول الاستعمارية ضد الدول الأخرى دون التصريح بذلك، حيث تستغل جميع وسائل التدمير الحديثة لتدمير المجتمعات من الداخل، وتشمل هذه الوسائل تدمير الأخلاق، العادات والتقاليد، التشكيك في العقائد الدينية، التشكيك في القيادة السياسية أو النظام، وزرع الثقافة الغربية.
وأضاف أن هذه العمليات تبدأ بالحروب والعمليات النفسية، وأن ما حدث في العراق يعتبر دليلًا على ذلك، حيث تم تقسيم العراق بين السنة والشيعة.
وقال إن ما حدث في لبنان من اختراق الأجهزة المحمولة هو جزء من هذه الحروب، ولا يمكن إغفال استخدام الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة فعالة في هذا النوع من الحروب.
من جانبه، أكد المهندس أحمد السخاوي، خبير أمن المعلومات، أننا بحاجة ماسة لتسويق الكفاءات من خبراء التكنولوجيا واستثمار اهتمام الأطفال والشباب بالتقنيات الرقمية عن طريق تدريبهم وتأهيلهم بشكل مناسب، مؤكداً على أهمية استثمار هذه الكفاءات في الأبناء ليكونوا عنصر مستقبل للاقتصاد الرقمي.
وأشار السخاوي خلال كلمته في صالون التنسيقية، إلى أن الرسائل الاحتيالية التي يتعرض لها المواطنون بدأت تنكشف للجميع، ولكن التحدي الأكبر يكمن الآن في التقنيات الجديدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هذه التقنيات تمكن من تركيب الصور والفيديوهات بشكل يساعد على ابتزاز الأفراد، مما يبرز الحاجة الملحة للتوعية المجتمعية حول هذه المخاطر.
وأكد السخاوي على ضرورة توعية المجتمع بمثل هذه التقنيات الاحتيالية لحماية الأفراد من الوقوع ضحية لها.
بدوره، قال المهندس تامر محمد، خبير تكنولوجيا المعلومات وسكرتير شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه لا يوجد شخص بمنأى عن الهجمات السيبرانية التي تستهدف الحصول على البيانات الشخصية للأفراد، مثل الصور والحسابات البنكية، بغرض سرقتهم وابتزازهم.
مؤكداً على أهمية اتباع قواعد الحماية المعلوماتية التي تجعل البيانات الشخصية أكثر صعوبة في الاختراق، وأشار إلى أن الجرائم السيبرانية تتزايد بشكل مستمر، مما يستدعي توعية الأفراد بأهمية الحفاظ على معلوماتهم الشخصية وحمايتها.
ونصح تامر بعدم فتح أي روابط أو صور أو رسائل مجهولة المصدر، لأنها غالبا ما تكون محاولات للاحتيال الإلكتروني.
كما أكد على ضرورة حسن استخدام الأجهزة الإلكترونية وتحميل برامج الحماية اللازمة لتأمين البيانات الشخصية، موضحاً أن الشركات والمؤسسات أيضا يجب أن تكون على دراية بأحدث التهديدات السيبرانية وتعمل على تدريب موظفيها على كيفية التعامل مع هذه التهديدات.
وأضاف أن الاستثمار في تقنيات الحماية السيبرانية والتوعية المجتمعية يمكن أن يكون له دور كبير في تقليل مخاطر الهجمات السيبرانية، وأكد على ضرورة التعاون بين الحكومات والشركات والأفراد لمواجهة التحديات السيبرانية والعمل على تطوير استراتيجيات فعالة للحماية من هذه الهجمات.
وأوضح الدكتور أسامة مصطفى، خبير أمن المعلومات، أنه يجب التفريق بوضوح بين الحرب الإلكترونية والهجمات السيبرانية، وأشار إلى أن الحرب الإلكترونية هى تلك التي تحدث على أرض الواقع بين الدول، بينما الهجمات السيبرانية تُستخدم فيها الإنترنت كوسيلة لتحقيق الأهداف المدمرة.
وذكر مصطفى أن ما حدث في لبنان مثال حي على ذلك، حيث تم زرع متفجرات عن طريق استغلال ثغرة أمنية في شركة مصنعة للأجهزة الإلكترونية، وأن هذه العملية تضمنت رفع درجة حرارة البطاريات لتحقيق التفجير، وذلك بعد تخطيط وتنفيذ استمر لأكثر من 15 عاما، هذا النموذج يعكس كيف يمكن للهجمات السيبرانية أن تكون مدمرة ومعقدة في تخطيطها وتنفيذها، مما يستدعي اتخاذ تدابير أمنية صارمة وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه التهديدات.
من جانبه، أشار الدكتور محمد عزام، استشاري تكنولوجيا المعلومات وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية للإدارة التكنولوجية، إلى أننا نواجه سابقة تاريخية حيث يمكن للهجمات السيبرانية أن تصيب 4000 شخص في وقت واحد، لافتاً إلى أن هذا الوضع يعد أخطر من فكرة الحروب الصامتة التي كانت تستهدف منشآت أو مصانع أو بنوك فقط، مشيرا إلى أن الهجمات السيبرانية الحديثة تركز على إلحاق الأذى بالأفراد بشكل مباشر.
وأكد عزام على أن الدول يجب أن تتجاوز مرحلة استهلاك التكنولوجيا إلى مرحلة إنتاج المعرفة، لتمكينها من مواجهة التحديات التكنولوجية الحديثة بفعالية.
وأشار إلى أن الاستثمار في البحث والتطوير وتدريب الكوادر البشرية على أحدث تقنيات الحماية السيبرانية هو السبيل الأمثل لحماية المواطنين والبنية التحتية الحيوية من هذه الهجمات الخطيرة، مضيفاً أن التعاون الدولي وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
أدار الحوار خلال الصالون النائب علاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون كلا من: اللواء الدكتور محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، والمهندس تامر محمد خبير تكنولوجيا المعلومات وسكرتير شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرف التجارية، والدكتور أسامة مصطفى خبير أمن المعلومات، والمهندس أحمد السخاوي، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عزام استشاري تكنولوجيا المعلومات وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية للإدارة التكنولوجية.