حكم الدين في احتفال المسلمين بأعياد الميلاد وشجرة الكريسماس

أجاب علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، عن سؤال يتعلق بجواز مشاركة المسلمين في مظاهر الاحتفال الخاصة بأعياد الميلاد، مثل شراء شجرة الكريسماس.

الثقافة السائدة وأثرها على الاحتفالات

وأشار جمعة إلى مفهوم "الثقافة السائدة" التي تختلف من دولة إلى أخرى، موضحًا أن كل بلد لها طقوس واحتفالات خاصة بها.

فمثلاً في مصر، يتم الاحتفال بالمولد النبوي من خلال تحضير حلاوة المولد بأنواعها المختلفة مثل الفولية، والحمصية، والجوزية، بينما في فرنسا، قد يحتفل المسلمون بالمولد النبوي عبر صنع التورتة، ما يعكس التقاليد الثقافية الخاصة بكل دولة.

تمسك المسلمين بثقافتهم المحلية

وأكد جمعة على ضرورة التمسك بالثقافة المحلية لكل بلد بعيدًا عن الأمور الشرعية.

وأوضح أنه يجب الحفاظ على الصناعات المرتبطة بالثقافة المحلية مثل حلاوة المولد والكحك، لأن هذه الصناعات تمثل مصدر رزق للعديد من الناس. واعتبر أن هذه نصيحة اجتماعية لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية.

تغير الأحكام مع تغير الزمان

أشار جمعة إلى أن الأحكام قد تتغير مع مرور الزمن، موضحًا مثالًا عن البدلة التي كانت في البداية تدل على الانتماء للأجانب، ولكن مع مرور الوقت أصبحت جزءًا من الثقافة المحلية في مصر.

ولفت إلى أن الحكم في هذه المسائل يجب أن يتغير وفقًا للزمن، كما يحدث مع حلاوة المولد وشجرة الكريسماس.

أمثلة تاريخية تتعلق بتغير الأحكام الثقافية

ذكر جمعة فتوى قديمة للإمام محمد عبده بشأن ارتداء البورنيطة في جنوب إفريقيا في أوائل القرن العشرين، حيث كانت تعتبر رمزًا للاستعمار، إلا أن المسلمين البريطانيين كانوا يرتدونها بشكل طبيعي في بريطانيا.

وقال جمعة إنه يجب أن نأخذ في الاعتبار تغير السياقات الثقافية عندما نتعامل مع مثل هذه القضايا.

اختلاف الأحكام حسب الزمان والمكان

أكد جمعة على أن الأحكام الشرعية تختلف بناءً على الزمان والمكان والأشخاص.

وأوضح أن بيع أرض للمستوطنين اليهود في القدس يعد محرمًا، بينما لا يعتبر الأمر محرمًا في أماكن أخرى.

وخلص إلى أن الثقافة المحلية والصناعات التقليدية يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند إصدار الفتاوى

يمين الصفحة
شمال الصفحة