حكم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد.. الإفتاء تحسمها

أعلنت دار الإفتاء أن تهنئة المسيحيين في أعيادهم ومناسباتهم لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أنه لا يوجد مانع شرعي من ذلك.

وأوضحت أن بعض من يرفض هذه التهنئة يتجاهل تكامل النصوص الشرعية، التي تؤكد على التسامح والمجاملات بين الناس بغض النظر عن اختلافات الدين.

النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في التسامح مع غير المسلمين

أشارت الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية من غير المسلمين، ويزور مرضاهم، ويعاملهم بالعدل، بل ويستعين بهم في السلم والحرب.

ويعكس هذا التصرف التسامح الذي أمر به الإسلام تجاه مخالفيه في الاعتقاد. وذكرت الآية القرآنية: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، مما يوضح أن التهنئة في الأعياد تعتبر نوعًا من التحية.

الإنسان خلقه الله متساويًا بغض النظر عن دينه

ذكرت دار الإفتاء أن الله تعالى خلق البشر مختلفين في المعتقدات والأشكال والأجناس، ولكنه وحدهم من أصل واحد، حيث قال تعالى: «إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ».

وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في "مسند الإمام أحمد" أن لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى.

الرسالات السماوية تؤكد على وحدة الهدف

أكدت الإفتاء أن جميع الرسالات السماوية من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم مكملة لبعضها، ولها هدف مشترك هو توحيد الله تعالى وعبادته، وتهدف جميعها إلى الفوز بالجنة، رغم اختلاف أساليب الدعوة.

الإسلام يوصي بالمعاملة الحسنة مع أهل الكتاب

أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام لم يمنع من مجالسة أهل الكتاب أو مجادلتهم بالتي هي أحسن، مستشهدة بآية: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46].

وأباح الإسلام تناول طعامهم وشرابهم، وحتى الزواج منهم كما جاء في آية: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: 5].

الإحسان بالجار واجب سواء كان مسلمًا أو غير مسلم

ذكرت دار الإفتاء أنه يجب على المسلم أن يحسن إلى جاره، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم. استشهدت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»، وأكدت أن السنة النبوية تحث على عدم إيذاء الجار، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ»، وهو ما يظهر بوضوح كيف يجب على المسلم احترام حقوق الجيران غير المسلمين أيضًا.

يمين الصفحة
شمال الصفحة