قال البروفيسور السير مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، إن مرضى القلب قد يتمكنون قريبًا من الحصول على صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، مما يقضي على الحاجة لإجراء عمليات جراحية متكررة.
وأوضح أن أول مجموعة من المرضى ستتلقى صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل كـ"سقالة"، لتتداخل مع خلايا الجسم وتتحلل مع مرور الوقت، تاركة وراءها صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه.
مزايا الصمامات الحية: حل طويل الأمد للمشاكل الصحية
أوضح يعقوب أن الصمامات المريضة قد تتصلب أو تصبح متسربة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية.
وفي الوقت الحالي، تتضمن خيارات الاستبدال صمامات حيوانية أو ميكانيكية، والتي لا تدوم طويلاً أو تتطلب تناول أدوية مدى الحياة.
بينما الصمامات الحية الجديدة قد تغير هذا الواقع، خصوصًا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من عيوب قلبية، حيث تتكيف الصمامات مع نمو أجسامهم.
مشروع مبتكر يقوده يعقوب: أمل جديد للأطفال والكبار
أكد البروفيسور مجدي يعقوب أنه يقود هذا المشروع الثوري، الذي يهدف إلى إجراء تجارب بشرية تشمل 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال.
ستتم مقارنة الصمامات الحية الجديدة مع الصمامات الاصطناعية التقليدية، في دراسة يشترك فيها فريق دولي من الخبراء.
ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنية في تحسين حياة المرضى وتقليل الحاجة لإعادة العمليات الجراحية.
نتائج واعدة في الأبحاث: نجاح النمو الخلوي في الأغنام
أظهرت الأبحاث التي نُشرت في مجلة Nature Communications Biology نتائج إيجابية في الأغنام، حيث نجح الهيكل المؤقت في تحفيز نمو الخلايا العصبية والدهنية في المواقع الصحيحة.
في غضون ستة أشهر، أصبح الهيكل مكونًا من خلايا حية تتكيف مع جسم المريض، ويُتوقع أن يذوب الهيكل بالكامل في غضون عامين، تاركًا صمام قلب حي ينمو مع المريض.
الدعم العلمي والتوقعات المستقبلية
أشاد العديد من الخبراء بهذا التطور، بما في ذلك سونيا بابو نارايان من مؤسسة القلب البريطانية، التي وصفته بـ "الكأس المقدسة" لجراحة صمام القلب.
ورغم أنه لا يزال في مرحلة مبكرة، إلا أن الأبحاث المستقبلية قد تفتح أبوابًا جديدة لعلاج أمراض القلب وتحسين حياة ملايين المرضى حول العالم.
التجارب البشرية المقبلة: رؤية لمستقبل علاج أمراض القلب
من المقرر أن تبدأ التجارب البشرية على الصمامات الحية في غضون 18 شهرًا، مع مشاركة مؤسسات مرموقة مثل كلية لندن الجامعية، مستشفى جريت أورموند ستريت، والمراكز الطبية في نيويورك، إيطاليا، وهولندا