من المتوقع أن تكون حرائق الغابات التي تجتاح مساحات كاملة من لوس أنجلوس واحدة من أعلى الكوارث الطبيعية تكلفة في البلاد، إذ من المحتمل أن تتكبد شركات التأمين خسائر تزيد عن 10 مليارات دولار.
خسائر تزيد عن 8 مليارات دولار
في حين أن التقدير الأولي من "مورنينغ ستار دي بي آر إس" (Morningstar DBRS) يشير إلى خسائر مؤمن عليها تزيد عن 8 مليارات دولار، فإن بعض السيناريوهات قد تكلف شركات التأمين أكثر من 10 مليارات دولار نظراً للعقارات باهظة الثمن المعرضة للخطر، وفقاً لمحللي بلومبرغ إنتليجنس.
حرائق الغابات تزيد الضغوط على سوق التأمين على المنازل في كاليفورنيا، التي واجهت أزمة متنامية في السنوات الأخيرة. وانسحبت شركات التأمين التقليدية من الولاية، ملقية باللوم على ارتفاع التكاليف الناتج عن الكوارث الطبيعية وأنظمة التسعير الصارمة.
تُعد شركة "ستيت فارم جنرال إنشورنس" (State Farm General Insurance) و"فارمرز غروب" (Farmers Group)، وهي إحدى وحدات مجموعة "زيورخ إنشورنس غروب"، مقدمي التأمين الرئيسيين لأصحاب المنازل في كاليفورنيا. قالت "ستيت فارم" العام الماضي إنها ألغت حوالي 72000 بوليصة تتعلق بالمنازل والشقق والأعمال في الولاية، مشيرة إلى التضخم والتعرض للكوارث.
ودفعت ندرة الخيارات المتاحة أصحاب المنازل إلى التوجه إلى "فير بلان" (FAIR Plan) في كاليفورنيا، وهي شركة التأمين التي تُعد الملاذ الأخير، والتي تضاعف انكشافها ثلاث مرات تقريباً ليصل إلى 458 مليار دولار في السنوات الأربع حتى سبتمبر. ويبلغ تعرض الخطة لمنطقة باسيفيك باليساديس، الحي الراقي الذي كان في قلب حرائق هذا الأسبوع، حوالي 5.9 مليار دولار.
الخسائر الاقتصادية
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية -التي تمثل الأضرار غير المؤمن عليها والأثر الاقتصادي غير المباشر مثل فقدان الأجور وتعطل سلسلة التوريد- إلى ما بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، وفقاً لتقدير أولي من شركة "أكيوويذر" (Accuweather).
ويُتوقع أن تتكبد شركات التأمين العالمية أكثر من 135 مليار دولار بسبب الكوارث الطبيعية في 2024، وفقاً لتقرير صادر الشهر الماضي عن معهد "سويس ري".
شهدت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا حرائق غابات مدمرة خلال الأيام الماضية، تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة. وفقًا للتقارير، لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم، وتم تدمير آلاف المباني، بما في ذلك حوالي 10,000 منزل ومبنى. امتدت الحرائق على مساحة تزيد عن 34,000 فدان، مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان.
من الناحية الاقتصادية، قدّرت شركة "أكيو ويذر" الأمريكية للخدمات الجوية إجمالي الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
تحديات كبيرة تواجه فرق الإنقاذ
كما أشارت تقارير إلى أن الخسائر المؤمن عليها قد تتجاوز 20 مليار دولار، مما يجعلها الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا.
تسببت الرياح العاتية، التي بلغت سرعتها أحيانًا 160 كيلومترًا في الساعة، في تأجيج النيران ونقل الجمر على مسافات بعيدة، مما صعّب جهود الإطفاء. على الرغم من التراجع المؤقت في حدة الرياح، إلا أن الظروف لا تزال خطرة، مع توقعات بعودة الرياح القوية في الأيام المقبلة.
تعمل فرق الإطفاء على مدار الساعة للسيطرة على الحرائق، باستخدام المروحيات والطائرات لرش المياه ومثبطات الحرائق. ومع ذلك، فإن التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الفرق، بما في ذلك التضاريس الوعرة والرياح القوية، تجعل من الصعب احتواء النيران بشكل كامل.
في ظل هذه الكارثة، تعهدت السلطات المحلية بإجراء تحقيقات شاملة لتقييم الأسباب واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحرائق في المستقبل. كما دعت السكان إلى الالتزام بتعليمات الإخلاء والسلامة لضمان حماية الأرواح والممتلكات.