هزة تشهدها أسعار نفط الشرق الأوسط بسبب قرارات أوبك+

انخفضت أسعار النفط في الشرق الأوسط، إذ أدت توقعات ارتفاع إمدادات تحالف "أوبك+" إلى موجة بيع كثيف للخامات المنتجة بالمنطقة.

تراجع سعر خام عمان يوم الثلاثاء في بورصة الخليج للسلع إلى أقل من سعر برنت لأول مرة منذ أواخر 2024، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ويشير التراجع إلى انتهاء أطول سلسلة ارتفاع في سعر الخام الشرق أوسطي عن السعر القياسي العالمي منذ 2023.

تبعات قرار "أوبك+"

فاجأ تحالف "أوبك+" أسواق النفط العالمية هذا الأسبوع بإعلانه المضي قدماً في خطة لاستئناف الإنتاج المعلق على مراحل بدءاً من أبريل. وخالف القرار- الذي قد يؤدي إلى زيادة إمدادات التحالف بما يزيد عن مليوني برميل- توقعات معظم المحللين. وأسهم هذا التحول في تراجع واسع النطاق في العقود المستقبلية، ما زاد قلق المستثمرين فيما يتعاملون مع تصاعد التوترات التجارية.

أعرب المتعاملون عن قلقهم من حدوث فائض في المعروض نتيجة خطة "أوبك+" للإنتاج، إلى جانب احتمال تغير موقف واشنطن من العقوبات الأميركية الصارمة المفروضة على روسيا. في الوقت نفسه، تستمر إمدادات النفط الحساسة من إيران وروسيا في التدفق إلى عملاء في الصين، وإن كانت تواجهها بعض العقبات.

انخفضت الفروق الأساسية للأسعار بين العقود المتتالية أيضاً، وهي مؤشر لقياس قوة خام دبي، الذي يعد معياراً لأسعار النفط في المنطقة. وانخفض الفارق بين العقود تسليم بعد شهرين وثلاثة شهور إلى 38 سنتاً فقط يوم الثلاثاء، مقابل 2.55 دولاراً في أواخر يناير، بحسب البيانات الصادرة عن شركة الوساطة "بي في إم أويل أسوسياتس" (PVM Oil Associates).

تلاشي مخاوف نقص النفط

يشير تراجع الأسعار إلى انحسار المخاوف من نقص إمدادات النفط، وعدم استمرار ارتفاع العلاوات السعرية الذي شهدته أسواق الشرق الأوسط بعد فرض عقوبات أميركية على النفطين الروسي والإيراني في وقت سابق من هذا العام.

في ذلك الوقت، جرى التدافع على شراء خامات بديلة من الشرق الأوسط، ما أدى في نهاية المطاف إلى بعض من أكبر ارتفاعات الأسعار للمنتجين في المنطقة منذ سنوات. إلا أن موجة الارتفاع لم تستمر، وأصبحت هذه العقود حالياً هي الأكثر تداولاً، ما فاقم تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة.

خام دبي الأكثر تأثراً

كان خام دبي الأكثر تأثراً بتراجع فروق الأسعار للعقود المتتالية مقارنةً ببرنت، ما أدى إلى ارتفاع التباين بين مؤشر السعر في لندن ونظيره في الشرق الأوسط- الذي يطلق عليه "فارق السعر بين العقود المستقبلية لخامي برنت ودبي" (EFS)- إلى 84 سنتاً للبرميل، مقابل 31 سنتاً الأسبوع الماضي.

وقال نيل كروسبي، المحلل لدى شركة "سبارتا كوموديتيز" (Sparta Commodities)، إن هذه التحركات في الأسعار أفضت إلى الإغلاق التام لنافذة شحنات المراجحة المتجهة من من أوروبا والولايات المتحدة إلى آسيا.

يمين الصفحة
شمال الصفحة