
اشتعلت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا في أعقاب رفع صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، من وتيرة حربه التجارية لعزل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
سبب رفع الرسوم التجارية
وكان ترامب أعلن تعليق التعريفات الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا بعد أن هزت حربه التجارية الاقتصاد العالمي، وفي الوقت نفسه، أعلن أنه رفع معدلات التعريفات الجمركية على الصين إلى 125%، في تصعيد للإجراءات الانتقامية المتبادلة بين الجانبين.
وذكر ترامب: "بناءً على عدم احترام الصين للأسواق العالمية، أرفع بالتالي الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين إلى 125%، بفعالية فورية، وفي مرحلة ما، نأمل في المستقبل القريب، أن تدرك الصين أن أيام الاحتيال على الولايات المتحدة، ودول أخرى، لم تعد مستدامة أو مقبولة".
وقد أدت هذه الإجراءات إلى توترات دبلوماسية وتجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أثار قلقًا عالميًا حول تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
ويعتبر الرئيس ترامب أن هذه الرسوم من شأنها تقوية الاقتصاد الأمريكي من خلال إحياء القاعدة الصناعية الأمريكية التي تأثرت بسبب تحرير التجارة في العقود الماضية.
الرد الصيني
في رد قوي على سياسة الرئيس الأمريكي، تعهدت وزارة التجارة الصينية بمواصلة معركة الرسوم الجمركية "حتى النهاية". وقال المتحدث باسم الوزارة إن تهديدات الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية تظهر مجددًا الطبيعة "الابتزازية" التي تتبعها الإدارة الأمريكية.
وأضاف أن الصين لن تقبل بهذه السياسة أبدًا، وأنه في حال أصرت الولايات المتحدة على اتباع هذا المسار، ستستمر الصين في التصدي لها بكل السبل الممكنة.
ويؤكد المسؤولون الصينيون على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار المتكافئ لإيجاد حلول بناءة للنزاع التجاري، على أن يتم ذلك في إطار من الاحترام المتبادل بين الطرفين.
وتستمر الصين في دعوة الولايات المتحدة إلى إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة عليها كافة، مؤكدة أن الحوار هو الحل الأمثل لتسوية هذه الخلافات التجارية.
ضغوط على أسواق النفط
وتأثرت أسواق النفط بشكل بالغ جراء الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا في الأشهر الأخيرة نتيجة المخاوف من أن تؤدي هذه الرسوم إلى تباطؤ اقتصادي عالمي، وبالتالي تقليل الطلب على النفط والمواد الخام الأخرى.
وفي الجلسات الماضية، انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات تقريبًا، حيث اقترب سعر خام برنت من أدنى مستوياته على الإطلاق. ومع ذلك، ارتفعت الأسعار بنسبة أكثر من 1% في اليوم التالي بعد عمليات البيع المكثفة التي شهدتها الأسواق.
حيث سجلت عقود خام برنت 65.02 دولار للبرميل، وعقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61.61 دولار للبرميل. ويعزى هذا الارتفاع الطفيف إلى توقعات السوق بأن الانخفاض في الأسعار قد يصل إلى حد معين، وأن هناك فرصة لحدوث تعافي تدريجي في أسواق النفط.
هل يخسر ترامب حربه ضد الصين؟
وعلق ويندونغ تشانغ، الأستاذ المساعد في الاقتصاد التطبيقي والسياسات بجامعة كورنيل الأمريكية، في رسالة بريد إلكتروني لشبكة CNN على إعلان الرئيس الأمريكي: "يبدو أن ترامب يُصعّد الضغوط على أمل أن يتراجع نظيره الصيني شي جينبينغ أولا، وقد ينتظر قليلا".
وأضاف: "تعهدت الصين بالقتال حتى النهاية، وهناك مخاطر من مزيد من التصعيد".
وتابع: "لقد قلّصت الصين بالفعل اعتمادها على المنتجات الأمريكية، مثل فول الصويا والمنتجات الزراعية الأخرى، منذ الحرب التجارية بين عامي 2018 و2019. لكن هذه المرة، يحظى القادة الصينيون بدعم شعبي أكثر تأييدا لمواجهة الولايات المتحدة والتحول نحو الاستهلاك المحلي".