
تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولارين للبرميل، خلال تداولات اليوم الخميس، لتبدد المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، في ظل إعادة تقييم المستثمرين لقرار الإدارة الأمريكية بتجميد الرسوم الجمركية مؤقتًا، وتحول التركيز مجددًا نحو تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
انخفاض العقود الآجلة
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.28 دولار، أو بنسبة 3.7%، لتغلق عند 60.07 دولارًا للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.15 دولار، أو بنسبة 3.3%، لتستقر عند 63.33 دولارًا للبرميل.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بأكثر من دولارين للبرميل في جلسة الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها الأسبوع الماضي على عدد من الشركاء التجاريين، في تحول مفاجئ أقل من 24 ساعة على بدء تطبيق الرسوم.
المواجهة بين بكين وواشنطن
لكن في المقابل، صعد ترامب المواجهة مع بكين، حيث أعلن البيت الأبيض أن إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية بلغ 145% بعد الزيادة الأخيرة، في حين ردت الصين بفرض رسوم إضافية بنسبة 84% على السلع الأمريكية.
وقال مستشارو شركة "ريتر بوش وشركاه" إن ارتفاع الرسوم الجمركية على الصين قد يؤدي إلى انخفاض واردات بكين من النفط الأمريكي، ما يؤدي إلى فائض في المعروض وارتفاع مستويات التخزين داخل الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات منصة "كيبلر" لتتبع السفن أن صادرات النفط الأمريكية إلى الصين انخفضت إلى 112 ألف برميل يوميًا في مارس، مقارنة بـ190 ألف برميل يوميًا في نفس الشهر من العام الماضي.
استمرار النزاع التجاري
من جانبه، حذر هنري هوفمان، المدير المشارك لصندوق "كاتاليست إنيرجي إنفراستركتشر"، من أن استمرار النزاع التجاري لفترة أطول سيؤدي على الأرجح إلى أضرار اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي.
وفي سياق متصل، كشفت بيانات حكومية أمريكية، ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 2.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يقارب ضعف الزيادة المتوقعة البالغة 1.4 مليون برميل، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز. وتوقعت شركة "ماكواري" استمرار هذا الاتجاه في البيانات القادمة.
من جانبها، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الخميس، توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي، محذرة من أن الرسوم الجمركية قد تشكل ضغطًا كبيرًا على أسعار النفط، ما دفعها لخفض تقديرات الطلب على النفط في الولايات المتحدة والعالم لعامي 2024 و2025.
وفي مذكرة للعملاء، قالت "ريتر بوش وشركاه" إن "التوقعات بانخفاض الطلب نتيجة الرسوم الجمركية، إلى جانب احتمالات استمرار خطر الركود في الولايات المتحدة، ستظل في صدارة مخاوف المتداولين، مما سيحد من أي مكاسب محتملة للأسعار في الأجل القصير".