
تُعد صناعة الألماس العالمية في عام 2025 من أكثر الصناعات تأثرًا بالتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث تواجه تحديات متعددة تتعلق بالرسوم الجمركية، وتغيرات في الطلب، وصعود الألماس الصناعي.
تهديد صناعة الألماس العالمية
فرضت أمريكا رسومًا جمركية جديدة بنسبة 10% على واردات الألماس إلى الولايات المتحدة، مما يهدد صناعة الألماس العالمية التي تعتمد على سلسلة توريد معقدة وحساسة.
ووفقًا لـ “CNN”، تواجه هذه الصناعة، التي تمثل الولايات المتحدة فيها السوق الأكبر لأكثر من نصف الطلب العالمي على الألماس المصقول، تحديات كبيرة وسط مخاوف من تأثيرات هذه الرسوم على الأسعار والتوريد، خاصة مع اقتراب انتهاء فترة التجميد التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب لمدة 90 يومًا دون التوصل لاتفاق جديد.
حجم صناعة الألماس حول العالم
تشهد صناعة الألماس نموًا مستمرًا، حيث قُدرت قيمة سوق الألماس في عام 2024 بحوالي 2.52 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.66 مليار دولار في عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.6%.
تُعد الهند مركزًا عالميًا لتقطيع وصقل الألماس، حيث يتم معالجة حوالي 80% من الألماس العالمي في مدينة سورات.
تحديات تواجه صناعة الألماس
من جانبها قالت كارين رينتميسترز، الرئيس التنفيذي لمركز أنتويرب العالمي للماس، في تصريحات لـ CNBC: "صناعة الألماس العالمية تمر اليوم بعاصفة من التحديات"، مؤكدة أن الرسوم الجمركية قد تكون ضربة قاصمة للسوق الأمريكية.
وتمر الأحجار الكريمة الصغيرة عبر عدة دول في رحلتها من مناجم بوتسوانا وجنوب أفريقيا إلى مراكز التجارة في الشرق الأوسط وأوروبا، ثم إلى ورش التلميع والقطع، قبل أن تصل إلى ورش تصنيع المجوهرات والمتاجر، وهذه السلسلة المعقدة تجعل صناعة الألماس عرضة بشدة لأي اضطرابات تجارية أو سياسية.
واستثنت الولايات المتحدة بعض المواد الخام مثل الذهب والنحاس من الرسوم الجمركية، إلا أن قطاع الألماس لا يزال يسعى للحصول على نفس الاستثناء.
وأوضحت رينتميسترز، التي تدير شركة رينتميسترز العريقة التي تمثل أكثر من 1400 شركة عاملة في مجال الألماس في أنتويرب: "الألماس الخام لا يتم تداوله في صورة مجوهرات، بل يخضع لعمليات طويلة من التشكيل والتصنيع حتى يصبح خاتمًا أو قرطًا".
تأتي هذه الضغوط في وقت يشهد فيه قطاع السلع الفاخرة تراجعًا في الطلب بعد فترة الانتعاش التي أعقبت جائحة كوفيد 19، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي ضرب السوق الصينية.
لكن أكبر تغير جذر في السوق كان ظهور الألماس المصنع في المختبر (LGD)، وهو ألماس ينتج بتقنيات متقدمة تحاكي الظروف الطبيعية لتكوين المادة الخام، لكن بسعر أقل يصل إلى 20% من سعر الألماس الطبيعي.
وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع حفلات الزفاف الحقيقية 2025 أن أكثر من نصف الأزواج اختاروا خواتم خطوبة مرصعة بالألماس المصنع مخبريًا.
أسعار الألماس الطبيعي
وشهد عام 2021 منعطفًا مهمًا حين توقفت علامة باندورا، أكبر شركة مجوهرات في العالم، عن بيع الألماس الطبيعي المستخرج من المناجم، لتتجه نحو استخدام الألماس المصنع.
وانخفضت أسعار الألماس الطبيعي بنسبة تقارب 60% منذ ذروتها في مارس 2022. ورغم هذا التراجع، تظل المجوهرات الفاخرة قطاعًا مستقرًا نسبيًا ضمن سوق السلع الفاخرة، ويواصل جذب العملاء الأثرياء.