الأسواق العالمية تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة اليوم

تتجه أنظار المستثمرين حول العالم مساء اليوم، الأربعاء 18 يونيو 2025، إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) بشأن أسعار الفائدة، وذلك عقب ختام اجتماعه الذي انطلق أمس واستمر لمدة يومين.

توقعات بثبات الفائدة وسط ترقب لتحركات مستقبلية

يُعقد الاجتماع وسط ضغوط اقتصادية متزايدة، وتوقعات متنامية بأن يُقدم الفيدرالي على خفض الفائدة في النصف الثاني من العام، خاصة في ظل مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي، وتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدة دول.

وبحسب مسح أجرته وكالة رويترز، رجّح محللون أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، مع تركيز الأسواق على التحديثات الاقتصادية المنتظرة، والتي قد تُبرز حجم القلق لدى صناع السياسات من استمرار التباطؤ الاقتصادي وتصاعد المخاطر التجارية.

خلفية سياسية وضغوط تجارية متصاعدة

منذ عودته إلى الرئاسة، أعاد ترامب فرض رسوم جمركية لا تقل عن 10% على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يبدأ سريان هذه الرسوم رسميًا في يوليو المقبل، في حال لم تُمدد المهلة الحالية.

كذلك صعّد ترامب المواجهة التجارية مع الصين، وفرض ضرائب إضافية على الصلب والألومنيوم والسيارات، ما أحدث اضطرابات في الأسواق وأضعف ثقة المستهلكين.

التضخم يتراجع والبطالة ثابتة

ورغم تباطؤ نمو الوظائف وتقلّص حجم القوى العاملة، إلا أن معدل البطالة لم يشهد تغيّرًا كبيرًا، بينما يواصل التضخم مساره الانخفاضي التدريجي. ويُضعف هذا الواقع الاقتصادي المبررات الداعية إلى رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي، ويترك الباب مفتوحًا أمام خفض محتمل في الاجتماعات المقبلة.

نهج حذر من الفيدرالي

منذ ديسمبر الماضي، استقر الفيدرالي بأسعار الفائدة في نطاق 4.25% إلى 4.50%، بعد أربع تخفيضات متتالية العام الماضي. ويواصل المجلس اعتماد نهج حذر، مستندًا إلى مراقبة مستمرة لبيانات سوق العمل والتضخم.

وتعليقًا على هذا المشهد، قالت ديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين بشركة KPMG، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "مستوى عدم اليقين لا يزال مرتفعًا، ولن يتحرك الفيدرالي بسرعة ما لم يقتنع بأن الرسوم الجمركية لن تُسهم في تسارع التضخم."

تأثير الرسوم الجمركية قد يظهر قريبًا

وتُقدّر تحليلات السوق أن تأثير الرسوم الجديدة على أسعار المستهلك قد يبدأ في الظهور خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر، مع استمرار الشركات الأمريكية في محاولة امتصاص تكاليف الزيادات، ما يضغط على هوامش الأرباح.

ومع قرب صدور القرار الرسمي خلال ساعات، تبقى الأسواق في حالة ترقب حذر لأي إشارات من الفيدرالي بشأن مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

يمين الصفحة
شمال الصفحة