أبرز ما جاء في القمة المصرفية العربية الدولية 2025 في باريس.. تكريم حسن عبد الله وكلمة الأتربي

محمد الأتربي "تعزيز الشراكة العربية الأوروبية لم يعد ترفاً، بل ضرورة تفرضها تعقيدات المرحلة"
وسام حسن فتوح "لقد تخطى - معالي الأستاذ حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري - معايير المحافظ الناجح، وارتقى بفكره ورؤيته، وحكمته وشجاعته إلى نموذج المحافظ الذي قهر الصعاب"
محمد معيط المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي – واشنطن، ورئيس المجموعة العربية وجزر المالديف: المرونة الاقتصادية أصبحت ضرورة لا غنى عنها
انطلقت اليوم في فندق Four Seasons George V بالعاصمة الفرنسية فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025 تحت شعار "الصمود الاقتصادي في ظلّ المتغيرات الجيوسياسية"، بتنظيم من اتحاد المصارف العربية وبالتعاون مع الفيدراليات المصرفية الفرنسية، الأوروبية والدولية، وبرعاية فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. شهدت القمة مشاركة واسعة من وزراء ومحافظي بنوك مركزية، رؤساء اتحادات مصرفية، وخبراء دوليين.
الأتربي: الشراكة العربية–الأوروبية ضرورة حتمية
قال محمد الأتربي، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، إن انعقاد القمة في باريس برعاية الرئيس ماكرون يؤكد أن الشراكة بين العالمين العربي والأوروبي ليست خيارًا اختياريًا بل ضرورة يفرضها واقع المرحلة. وأشار الأتربي إلى أن العلاقات الاقتصادية على مدى عقود لعبت دورًا محوريًا في استقرار ونمو الطرفين، وأنه في ظل الأزمة الراهنة لا بد من تبني رؤية جديدة تقوم على المرونة، الابتكار والشمولية.
وأضاف: “الاستثمارات المتبادلة بلغت عام 2024 أكثر من 24 مليار دولار”، وأن القطاع المصرفي يقود مسيرة الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، التحول الرقمي، والطاقة المتجددة.
تكريمات مرموقة: محافظ مصر والأمير عبد العزيز
في هذا الحدث، تم تكريم حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، بمنحه جائزة "محافظ العام 2025". وأشاد به وسام حسن فتوح، الأمين العام للاتحاد، كونه "تجاوز معايير المحافظ الناجح برؤية، حكمة، وشجاعة قهرت الصعاب".
وأكد فتوح أن السياسات النقدية لعبت دورًا بارزًا في القضاء على السوق السوداء وتعزيز الاحتياطي الأجنبي، وهو ما وصفه بالإنجاز الإستراتيجي.
كما كرّم الاتحاد الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز بجائزة "الرؤية القيادية" تقديرًا لدوره في التنمية المستدامة والعمل الاجتماعي، من خلال رئاسته لـ"أجفند" ومجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.

كلمات قيادية: تأكيد على الشراكة والتكامل
-
مايا أتيغ (اتحاد المصارف الفرنسية): أكدت أن العلاقات العربية–الفرنسية تتجاوز الجانب الاقتصادي لتشمل البعد الثقافي والإنساني، ودعت إلى أدوات تمويل مبتكرة للطاقة النظيفة.
-
فنسنت رينا (غرفة التجارة الفرنسية–العربية): رأى أن الشراكة أصبحت ضرورة استراتيجية لمواجهة الأزمات، داعيًا إلى تعزيز الثقة والاستثمار في القطاعات الحيوية.
-
لودوفيك بويي (وزارة أوروبا الفرنسية): شدد على أن السلام والاستثمار ركيزتان متلازمتان لبناء مستقبل آمن، داعيًا إلى تعزيز الحوار بين ضفتي المتوسط.
-
محمد معيط (صندوق النقد الدولي – واشنطن): أكد أن المرونة الاقتصادية ضرورة، داعيًا إلى الإصلاحات الهيكلية والاستثمار في رأس المال البشري والبنية التحتية، مسلطًا الضوء على دور الشراكة العربية–الأوروبية في تحقيق الاستقرار والنمو.

ثلاث جلسات متخصصة: المحاور والتوصيات
-
الجلسة الأولى: ركّزت على تعزيز التعاون الاقتصادي الثلاثي بين أوروبا، الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، شملت التجارة، رأس المال، التحول الطاقي، الاقتصاد الرقمي، والأمن السيبراني.
-
الجلسة الثانية: تناولت مبادرات التعاون العربي–الأوروبي، بحثت جهود بناء تحالف اقتصادي في عالم منقسم، التحديات العالمية للتجارة، والصمود الاقتصادي الأوروبي.
-
الجلسة الثالثة: خصصت لموضوع إنعاش وإعادة هيكلة القطاعات المصرفية في الدول العربية المتضررة من النزاعات (لبنان، سوريا، العراق، اليمن، السودان)، شملت تحديث الأنظمة المصرفية، تهيئة بيئة للتعافي، وتعزيز أطر مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
توصيات القمة: خارطة طريق للشراكة المستدامة
أوصت القمة بـ:
-
توسيع التعاون المصرفي العربي–الأوروبي
-
تفعيل التمويل المشترك عبر إطلاق صناديق استراتيجية
-
دعم التعليم وتبادل الخبرات
-
بناء شراكات طويلة الأمد لخدمة الاستقرار المالي والتنمية في المنطقة
اتحاد المصارف العربية: مؤسسة إقليمية ذات حضور دولي
ينشط اتحاد المصارف العربية من بيروت، ويضم أكثر من 360 مؤسسة مالية ومصرفية في 20 دولة عربية إضافة إلى أوروبا، أفريقيا وتركيا، ويشمل 16 مصرفًا مركزيًا بصفة مراقب.
كما يتمتع الاتحاد بصفة استشارية خاصة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، وعضوية في لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك بجامعة الدول العربية