طالع بسرعة الصاروخ...أين تتجه أسعار الذهب بعد الضربة الأمريكية لإيران؟

سجلت أسعار الذهب، ارتفاعًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم، بقيمة 20 جنيهًا، في عيار 21 الأكثر انتشارًا في الأسواق المحلية، في ظل تعطلت البورصات العالمية بسبب الإجازة الأسبوعية.

قفزة أسعار الذهب

وقفز سعر جرام الذهب عيار 21 من مستوى 4800 جنيه في نهاية تعاملات أمس، إلى نحو 4820 جنيها، فيما جاء سعر جرام الذهب عيار 24 قرابة 5509 جنيهات، أما عيار 18 فسجل 4132 جنيهًا، وبلغ سعر الجنيه الذهب 38560 جنيهًا.

تأثير الضربة الأمريكية على أسعار الذهب

في سياق متصل توقعت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية أن تشهد أسعار الذهب موجة ارتفاع جديدة خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بتزايد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية.

وأوضحت الشعبة، في تقريرها الأسبوعي، أن التصعيد العسكري من شأنه إعادة أجواء التوتر إلى المنطقة، وهو ما ينعكس بوضوح على توجهات المستثمرين العالميين الذين عادةً ما يتجهون إلى الذهب باعتباره الملاذ الآمن في أوقات الأزمات.
وأشار التقرير إلى أن التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الإقليمي قد تدفع السوق العالمي نحو تغيير اتجاهاته سريعًا، بعد أن شهد الأسبوع الماضي تراجعًا في سعر أونصة الذهب تأثرًا بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتثبيت أسعار الفائدة وتراجع احتمالات خفضها، فضلًا عن تصريحات أمريكية سابقة بتأجيل الانخراط المباشر في النزاع الإيراني الإسرائيلي قبل تنفيذ الضربة الأخيرة.

وأضافت الشعبة أن سعر أونصة الذهب العالمية أغلق الأسبوع الماضي فوق مستوى 3370 دولارًا، وهو ما يمثل إشارة فنية للعودة إلى الاتجاه الصاعد خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا ما استمرت التوترات الجيوسياسية في التصاعد. كما توقعت أن تتجاوز الأونصة مستوى 3426 دولارًا حال استمرار التصعيد.

5000 جنيهًا للجرام

وعلى صعيد السوق المحلي، أوضح التقرير أن أسعار الذهب في مصر تأثرت الأسبوع الماضي بالتراجع العالمي في الأسعار، حيث هبط الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق – بنسبة 1.2% ليختتم تعاملات الأسبوع عند 4785 جنيهًا للجرام، مقارنة بـ4845 جنيهًا في بداية الأسبوع، قبل أن يعاود الارتفاع ليسجل اليوم نحو 4800 جنيه.

وأشارت الشعبة إلى أن تذبذب سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري ساهم أيضًا في ضغط الأسعار محليًا، إذ شهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا في بداية الأسبوع بفعل مخاوف التصعيد العسكري، ليدفع سعر الذهب عيار 21 إلى الاقتراب من مستوى 5000 جنيه للجرام بعد أن سجل أعلى مستوى عند 4945 جنيهًا، إلا أن تراجع الأونصة عالميًا واستقرار سعر الصرف ساهما في تهدئة السوق لاحقًا.

وأكد التقرير أن الانخفاض المحلي جاء تدريجيًا وبوتيرة ضعيفة، في ظل استمرار ارتفاع الطلب النسبي في السوق وضعف المعروض من المشغولات الذهبية، إلى جانب الدعم الجزئي من تحركات الدولار في البنوك الرسمية.

ولفتت الشعبة على أن العوامل السياسية باتت المحرك الرئيسي لسوق الذهب خلال المرحلة الحالية، مع ترقب الأسواق لأي مؤشرات جديدة قد تؤثر على قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، أو تفاقم المخاطر في أسواق السلع والعملات، وهو ما يجعل السوق عرضة لتحركات مفاجئة في أي وقت حال تفاقم الأحداث الجيوسياسية في المنطقة.

توقعات متفائلة بشأن أسعار الذهب في 2026، أكدها بنك "سوسيتيه جنرال"، رغم التراجع النسبي لأسعار الذهب واستقرارها دون مستوى 3400 دولار للأونصة، يتمسك بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي بتفاؤله تجاه المعدن الأصفر، محذرًا المستثمرين من التسرع في البيع قبل بلوغه المستهدف السعري الذي حدده البنك عند 4000 دولار للأونصة على المدى القريب، مع توقعات بالوصول إلى 4200 دولار بحلول منتصف 2026.

أسباب التمسك بالذهب

ووفق التقرير المحدث لاستراتيجيات المحافظ متعددة الأصول، أكد محللو "سوسيتيه جنرال" أن الذهب لا يزال يمثل ركيزة أساسية للتحوّط في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، وأوضحوا أنهم سيواصلون الاحتفاظ بنسبة 7% من محافظهم الاستثمارية مخصصة للذهب خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وحول أسباب التمسك بالذهب، أشار البنك إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية عالميًا، تسارع عملية فك الارتباط عن الدولار الأمريكي، كما أن الذهب يمثل أداة قوية للحماية من عدم اليقين الجيوسياسي والتضخم المستتر.

وقال التقرير: "الشراء المستمر من البنوك المركزية مدفوع برغبة متزايدة في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وتسريع إزالة الدولرة"، متوقعًا أن تتماسك أسعار الذهب خلال الصيف عند متوسط 3450 دولارًا للأونصة، قبل أن تشهد تسارعًا في الربع الرابع من 2024 وحتى النصف الأول من 2026.

تعزيز التحوّط الجيوسياسي

في تطور لافت، قرر البنك تعزيز التحوّط الجيوسياسي بإضافة مركز استثماري في النفط بنسبة 3% من المحفظة، تحسبًا لاحتمالات تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، الذي قد يهدد إمدادات النفط العالمية، وخاصة عبر مضيق هرمز.

كما يتوقع "سوسيتيه جنرال" أن يصل سعر خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل بنهاية 2025، مع متوسط قدره 55 دولارًا خلال عام 2026.

واتجه البنك إلى تعديل الهيكل الاستثماري من خلال تقليص التعرض لأسهم الشركات البريطانية، وزيادة الاستثمار في الأسهم اليابانية والأسواق الناشئة، وبيع سندات الحكومة البريطانية وسندات الشركات مرتفعة العائد، وزيادة حيازة سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم (TIPS).
رغم تراجع مؤشرات التضخم خلال الشهر الماضي، حذر البنك من بقاء المخاطر مرتفعة، مشيرًا إلى عوامل مثل: ارتفاع أسعار النفط، وضعف الدولار الأمريكي، والرسوم الجمركية المتزايدة وتأثيرها طويل الأجل، والغموض الاقتصادي العالمي.

توقعات  بنك جولدمان ساكس

كشف بنك جولدمان ساكس توقعاته بشأن أسعار الذهب، متوقعاً قفزة سعر الذهب إلى 3700 دولار بنهاية هذا العام، مدفوعًا بالطلب القوي من البنوك المركزية. كما تتوقع المؤسسة أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار بحلول يونيو 2026.

تراجع المخاوف مؤقتًا من توسع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط، إلى جانب تغيرات فى سعر صرف الجنيه أمام الدولار نحو هبوط العملة الأمريكية، ساهم في تراجع أسعار الذهب في مصر.

يمين الصفحة
شمال الصفحة