تراجع الذهب بعد تهدئة بين إيران وإسرائيل

شهدت أسواق الذهب، عالميًا ومحليًا، تراجعًا واضحًا في الأسعار خلال الأيام الماضية، في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وهو ما اعتبره محللون تحولًا طبيعيًا بعد فترة من التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع هذا الانخفاض، بدأ المستثمرون والمواطنون يتساءلون.. هل الوقت مناسب لشراء الذهب الآن، أم أن الأسعار مرشحة لمزيد من التراجع؟

التهدئة تدفع الذهب للتراجع

يقول سمير عبد العزيز, الخبير بأسواق المجوهرات، إن انخفاض أسعار الذهب عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل كان أمرًا متوقعًا. فالذهب بطبيعته يرتفع بقوة خلال فترات التوترات والنزاعات المسلحة، لكنه سرعان ما يعود للهبوط عند استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، وهو ما يحدث حاليًا.

ويُوضح عبد العزيز هذا التراجع إلى تراجع الإقبال على الأصول والملاذات الآمنة، مثل الذهب، نتيجة هدوء الأوضاع الجيوسياسية، مما أدى إلى ضغوط بيعية حادة على المعدن الأصفر.
 

فرصة للشراء على المدى الطويل

ورغم هذا التراجع، يرى عبد العزيز أن الأسعار الحالية تُعد فرصة جيدة للشراء، خاصة للمستثمرين الذين يخططون للادخار أو الاستثمار على المدى المتوسط والطويل. ويؤكد أن الذهب سيظل محتفظًا بقيمته بمرور الوقت، خصوصًا إذا عادت التوترات الدولية، أو إذا اتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة.

ويضيف: "من المرجح أن يتم تخفيض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، خاصة مع ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل ذلك، حيث يرى أن هذا الخفض يمكن أن يوفر ما يصل إلى 800 مليار دولار سنويًا"، مما سيدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع مجددًا.

نصائح للمستهلكين.. الشراء بحكمة

وينصح عبد العزيز من يرغب في شراء الذهب، سواء بغرض الادخار أو الاستثمار، بالشراء الآن ولكن دون اندفاع. كما يوصي بالتركيز على المشغولات الذهبية منخفضة المصنعية، أو الاتجاه لشراء السبائك والجنيهات الذهبية، لما لها من قيمة استثمارية أعلى وتكلفة أقل مقارنة بالمشغولات المزخرفة.

وذكر أن سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المصرية وصل حاليًا إلى نحو 4700 جنيه، وهو ما يُعد أقل من مستويات الذروة التي بلغها في الأشهر الماضية.

في ضوء هذه التطورات، تبدو أسواق الذهب في حالة ترقب، وسط تراجع الأسعار وتحركات المستثمرين بعيدًا عن الأصول الآمنة. ومع ذلك، تبقى التوقعات المستقبلية مفتوحة، فعودة التوترات أو تغير السياسة النقدية الأمريكية قد يعيدان الزخم للذهب مجددًا. وفي كل الأحوال، فإن التعامل مع الذهب كاستثمار يحتاج إلى دراسة وهدوء، والفرصة قد تكون سانحة الآن لمن يعرف كيف يختار الوقت والكمية بعناية.

توقعات أسعار الذهب عالميًا في النصف الثاني من 2025

عالميًا، يشهد سوق الذهب حالة من الترقب نتيجة التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، بالتزامن مع قرارات مرتقبة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. ويتراوح سعر أوقية الذهب عالميًا حاليًا بين 3300 و3340 دولارًا، وسط توقعات بحدوث تقلبات حادة خلال الأشهر المقبلة.

في حال اتجهت البنوك المركزية الكبرى إلى تخفيف السياسة النقدية، أو استمر تراجع الدولار الأمريكي، فإن سعر الذهب مرشح للارتفاع عالميًا إلى ما فوق 3500 دولار للأوقية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على أسعار الذهب في مصر.

أما في حالة استقرار الأوضاع السياسية وارتفاع الفائدة الأمريكية مجددًا، فقد يشهد الذهب حركة تصحيحية هابطة، مما قد يؤدي إلى تراجع السعر محليًا إلى ما دون 4500 جنيه للجرام عيار 21.

يمين الصفحة
شمال الصفحة