3 مليارات دولار حجم خسائر الاقتصاد الإسرائيلي في حرب الـ 12 يوماً

قدّرت إسرائيل حجم الأضرار التي تسببت بها حرب الـ12 يوماً مع إيران بنحو 10 مليارات شيكل (ما يعادل 3 مليارات دولار)، تشمل تكلفة إصلاح المباني التي أصابتها الصواريخ وتعويض الشركات المحلية.

التكلفة اليومية للحرب ضد إيران

وتُقدر الكلفة اليومية للحرب بنحو 1.7 مليار شيكل، فيما تتجاوز الأضرار الاقتصادية الإجمالية، وفقًا لتقارير محلية، 250 مليار شيكل (نحو 68 مليار دولار)، في ظل تراجع الاستثمارات واهتزاز السوق المالي الإسرائيلي.

وفي وقت تتكتم فيه تل أبيب على حجم مخزون الذخائر، أكدت مصادر عسكرية أن إسرائيل بدأت منذ أكتوبر الماضي تنفيذ خطة لإدارة مواردها الدفاعية والهجومية تحت اسم "سهام الشمال"، تحسبًا لصراع طويل الأمد.

تهديد مزدوج لإسرائيل

ويشير خبراء عسكريون واقتصاديون إلى أن استمرار الحرب بهذا النسق، قد يشكل تهديدًا مزدوجًا لإسرائيل، من جهة تآكل القدرة المالية، ومن جهة أخرى خطر الفشل الاستراتيجي في ردع إيران.

تكشف الأرقام التي أعلنتها وزارة المالية وسلطة الضرائب الإسرائيلية هذا الأسبوع مدى نجاح إيران في اختراق الدفاعات الإسرائيلية خلال نحو أسبوعين من إطلاق الصواريخ.

وقال شاي أهرونوفيتش، المدير العام لسلطة الضرائب الإسرائيلية والمسؤول عن دفع التعويضات، للصحفيين: "هذا هو التحدي الأكبر الذي واجهناه، لم تشهد إسرائيل هذا الكم من الأضرار في تاريخها".

ولا تشمل هذه التقديرات تكلفة استبدال الأسلحة وأنظمة الدفاع التي استخدمتها إسرائيل خلال الحملة، والتي يُرجّح أن ترفع المبلغ النهائي بشكل كبير عند اكتمال التقييمات.

تكلفة حرب إسرائيل وإيران

خلال مؤتمر صحفي، قدّر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التكلفة الإجمالية للحرب بنحو 12 مليار دولار، فيما قدّر محافظ "بنك إسرائيل" أمير يارون الرقم بنحو نصف ذلك خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الأربعاء. وفي كلتا الحالتين، يمثّل هذا عبئاً كبيراً على اقتصاد يُعاني أصلاً من تبعات نزاع أوسع استمر 20 شهراً.

ويتوقع البنك المركزي الإسرائيلي نمواً اقتصادياً بنسبة 3.5% خلال العام، رغم احتمال أن يتضرر بفعل الحرب الأخيرة.

خافيير بلاس: بصرف النظر عن مسار الحرب.. أسواق العالم غارقة في النفط.. اقرأ التفاصيل

كانت إسرائيل قد شنّت هجوماً أولياً بطائرات مسيّرة وصواريخ على إيران في 13 يونيو، واستمرت الاشتباكات المتبادلة بين الجانبين إلى أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء.

ووفقاً لخدمات الطوارئ الإسرائيلية، قُتل 28 شخصاً وأصيب أكثر من 1300 آخرين في الهجمات الصاروخية، فيما أفادت الحكومة الإيرانية بمقتل 627 شخصاً.

ورغم أن لدى إسرائيل بعضاً من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، إلا أنها عادةً ما تتوقّع أن يخترق ما بين 10% إلى 15% من الصواريخ الدفاعات.

وقال ترمب يوم الأربعاء: "تلك الصواريخ الباليستية، يا لها من قوة، لقد دمّرت الكثير من المباني". وأضاف أن "إسرائيل وإيران متعبتان الآن".
تضرر الاقتصاد الإسرائيلي

خلال الضربات التي استمرت 12 يوماً، توقفت عجلة الاقتصاد الإسرائيلي بشكل شبه كامل، وأُقفلت المدارس والأعمال التجارية باستثناء تلك المصنّفة على أنها ضرورية. وستقوم الحكومة بدفع تعويضات للشركات، تُقدّرها وزارة المالية بما يصل إلى 5 مليارات شيكل.

ويُتوقّع أن تكون قيمة التعويضات التي ستتحمّلها الحكومة ضعف تلك التي دفعتها عن الأضرار المادية منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك التعويضات الممنوحة لتجمعات دُمرت في هجمات حركة "حماس" خلال ذلك الشهر. كما تشمل هذه التكاليف تعويضات عن الصواريخ التي أُطلقت من قبل "حزب الله" من لبنان على القرى الشمالية.

ما أسباب خسائر الحرب الكبيرة؟

كانت الحرب مع إيران أكثر كلفةً بكثير من النزاعات مع "حماس" و"حزب الله" لسببين رئيسيين.

  1.  إن الهجمات السابقة التي شنتها ميليشيات مدعومة من طهران استهدفت مجتمعات صغيرة وريفية. أما إيران نفسها، فقد وجّهت صواريخ باليستية إلى مدن مكتظة في وسط إسرائيل، وهي منطقة تمتد على نحو 1600 كيلومتر مربع وتضم منطقة تل أبيب الكبرى، حيث يقيم ما لا يقل عن 50% من سكان إسرائيل في أحياء مزدحمة أو مبانٍ شاهقة.
  2.  تتمتع صواريخ إيران بقوة تدميرية أكبر بكثير من تلك التي تملكها الجماعات المسلحة الحليفة، إذ يحمل بعضها ما لا يقل عن 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويُزوّد بشظايا تنفجر وتتطاير عند الاصطدام.
  3. كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صرّح خلال الحملة أن أحد الأهداف الأساسية للحرب هو تقييد قدرة إيران على استخدام الصواريخ الباليستية، إلى جانب تدمير برنامجها النووي. وتقدّر إسرائيل أن إيران كانت تمتلك بين 2000 و2500 صاروخ من هذا النوع عشية اندلاع النزاع، ولا تزال تحتفظ بنحو نصفها.
  4. إلى جانب الأحياء السكنية، تعرّض معهد "وايزمان للعلوم" —أحد أبرز المؤسسات البحثية في إسرائيل— لأضرار جسيمة، وكذلك أكبر مصفاة نفط في البلاد بمدينة حيفا. كما تلقّى مستشفى عام في جنوب إسرائيل ضربة مباشرة.
يمين الصفحة
شمال الصفحة