
رغم أننا في منتصف شهر يوليو، وهو قمة فصل الصيف من حيث ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية رصدت تغيرات جوية غير معتادة، تمثلت في هطول أمطار متفاوتة الشدة، بعضها رعدي، على مناطق من أقصى جنوب البلاد، فيما يُعرف بـ"أمطار الصيف"، وهي الظاهرة التي شهدناها بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية.
أمطار صيفية على الحدود الجنوبية: ظاهرة متكررة منذ 5 سنوات
قالت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إن الظاهرة لم تعد نادرة، حيث بدأت مصر تتأثر بها خلال السنوات الخمس الأخيرة، خاصة على المناطق الحدودية مع السودان.
وتشمل هذه المناطق جنوب محافظة أسوان، وحلايب، وشلاتين، وأبو سمبل، حيث تظهر الأمطار بشكل موسمي في هذا التوقيت من كل عام.
الحزام المداري... السبب العلمي وراء هذه الأمطار
أوضحت غانم أن السبب العلمي الرئيسي لهذه الظاهرة هو ما يُعرف بـ الفاصل المداري أو الحزام المداري، وهو المنطقة التي تلتقي فيها الكتل الهوائية الجنوبية الرطبة القادمة من قلب إفريقيا مع الكتل الشمالية الجافة، ما يؤدي إلى تكوّن سحب رعدية ممطرة، خصوصًا فوق منابع النيل وشمال السودان، ثم تمتد أحيانًا لتؤثر على أقصى جنوب مصر.
موسم الأمطار الصيفية... وامتداد التأثير إلى مصر
أشارت غانم إلى أن هذه الفترة تُعد بداية موسم الأمطار الصيفية على منابع النيل، ومع امتداد الحزام المداري شمالًا، بدأت بعض المناطق المصرية، خصوصًا الجنوبية، تشهد تأثير هذا الامتداد، ما يفسر ظهور السحب الممطرة في هذه الأوقات من العام.
التسخين الأرضي والرياح الهابطة: عناصر تدعم تكون الأمطار الرعدية
وأضافت أن عامل التسخين الأرضي يُعد من أهم العوامل المؤثرة في تكوّن هذه السحب، إذ يؤدي إلى نمو السحب وازدياد فرص سقوط الأمطار. كما أن بعض هذه الأمطار قد تكون رعدية مصحوبة برياح هابطة، مما يسبب إثارة الرمال والأتربة في المناطق المتأثرة