
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن من يُحلل الخمر أو الحشيش أو يهون من أمر المخدرات فقد افتقد الرشد العقلي، حتى لو ادعى الانتساب للإسلام، موضحًا أن الجاهل الذي لم يتعلم الفقه هو أسهل فريسة للشيطان، أما العالم فعدو شديد عليه، لقوله: "عالمٌ واحدٌ أشد على الشيطان من أربعين عابدًا".
استنكار لإباحة المحرمات
وأوضح الجندي خلال برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، أن العبادة بلا علم قد تؤدي إلى الضلال، كما أن إباحة المحرمات كمثل إعطاء سلاح قاتل لمختلّ عقلي، مشددًا على أن الحشيش والمخدرات تؤثر على العقل وتبطئ الإدراك وردود الأفعال، وهو ما يجعلها خطرًا داهمًا على النفس والمجتمع، بل وعلى الطرق العامة، خاصة عندما يتعاطاها السائقون.
وأكد أن تحريم الحشيش والخمر والبيرة ليس مجرد مسألة فقهية، بل هو مبدأ قائم على قواعد علمية وشرعية وعقلية، مشيرًا إلى أن الخمر ليست فقط السائلة، بل تشمل كل ما يغيب العقل سواء كان صلبًا أو سائلًا أو غازيًا، قائلًا: "الخمر في أصلها من (خَمَر) أي غطّى، وهي ما يُغطّي العقل، وبالتالي فكل ما يؤدي إلى تغييب العقل فهو خمر محرم بنص القرآن".
فتوى سعاد صالح المثيرة للجدل
وكانت فجرت سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، موجة من الجدل العارم، بعد ظهورها في برومو برنامج "السر" مع الإعلامية إيمان أبو طالب، حيث صرّحت بأن "تدخين الحشيش جائز شرعًا" لأنه – بحسب قولها – "لا يُذهب العقل كالخمر".
وأضافت سعاد صالح: أنه "لا يوجد نص شرعي صريح يحرّم الحشيش ما لم يُذهب العقل".
رد رسمي من صندوق مكافحة الإدمان
في أول رد فعل رسمي، أعرب صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عن استيائه البالغ من هذه التصريحات، واعتبرها مخالفة للحقائق العلمية والدينية، كما وصفها بأنها تصريحات غير مسؤولة تضر بجهود الدولة في مكافحة المخدرات.
وأوضح الصندوق أن الحشيش يحتوي على مادة تتسبب في الهلاوس والضلالات، ويؤدي تعاطيه إلى تدهور الصحة الجسدية والنفسية، من بينها تليف الرئة، اضطرابات في النوم، ضعف جنسي، اكتئاب، وخلل في الإدراك. كما أشار إلى أن تعاطي الحشيش يزيد احتمالات الحوادث المرورية إلى ثلاثة أضعاف.
إحصاءات تكشف حجم الأزمة
أكد الصندوق أن أكثر من خمسين في المئة ممن يتقدمون للعلاج من الإدمان عبر الخط الساخن كانوا يتعاطون الحشيش، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تعكس حجم الضرر الحقيقي لهذه المادة على المجتمع.
كما أعلن الصندوق عن تنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ إجراءات ضد مثل هذه التصريحات التي تعرقل جهود التوعية ومحاربة الإدمان.
دار الإفتاء ترد: الحشيش والمخدرات محرمة شرعًا بنصوص واضحة
دار الإفتاء المصرية تدخلت سريعًا وردت على هذه التصريحات، مؤكدة أن "تعاطي الحشيش والمخدرات بجميع أنواعها حرام شرعًا"، لأنه يُفقد العقل ويؤدي إلى مفاسد جسيمة. واستندت الفتوى إلى قول الله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" [البقرة: 195].
بلاغ رسمي للنائب العام: "تحريض علني وازدراء للدين"
تطور الموقف قضائيًا، حيث تقدم المحامي أيمن محفوظ ببلاغ رسمي إلى النائب العام، اتهم فيه سعاد صالح بـ "التحريض العلني على مخالفة القانون، وازدراء الدين، ونشر معلومات كاذبة"، مطالبًا بـ ضبطها وإحضارها ومنعها من السفر، تمهيدًا لإحالتها إلى محاكمة عاجلة.
وأكد البلاغ أن تصريحاتها تخالف قانون العقوبات، خاصة المادة 167، التي تُجرم التحريض على مخالفة القوانين، كما تُعد مخالفة صريحة للمواد 80 و98 و102 بشأن نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام.
غضب شعبي واسع: "فتاوى تبرر الإدمان باسم الدين"
أثارت تصريحات صالح موجة غضب واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الجمهور محاولة مكشوفة لتبرير الإدمان تحت غطاء ديني، وطالب كثيرون بتدخل الأزهر رسميًا لمحاسبتها، وحذروا من تأثير مثل هذه الفتاوى على عقول الشباب في ظل معركة الدولة ضد المخدرات.