دراسة حديثة: ارتفاع درجات الحرارة مرتبط بزيادة وفيات سرطانات النساء في الشرق الأوسط

كشفت دراسة علمية جديدة أجراها معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الوفاة الناتجة عن بعض أنواع سرطانات النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بيانات من 17 دولة خلال أكثر من 20 عامًا

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات تمتد لأكثر من عقدين من الزمن، وشملت 17 دولة من المنطقة، هي: مصر، الجزائر، البحرين، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات وفلسطين.

ركز فريق البحث على معدلات الوفاة الناتجة عن أربعة أنواع رئيسية من سرطانات النساء: سرطان الثدي، الرحم، المبيض، وعنق الرحم، وكشفت النتائج عن وجود ارتباط وثيق بينها وبين ارتفاع درجات الحرارة في تلك الدول.

باحثة رئيسية: الحرارة تضعف كفاءة الأنظمة الصحية وتؤخر العلاج

ترأست الدراسة وفاء أبو الخير مطرية، الباحثة في المعهد والحاصلة على الدكتوراه من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2023، بالتعاون مع الدكتور سونغسو تشون، الأستاذ بالمعهد.

وأوضحت مطرية أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة التعرض للملوثات البيئية، ويُضعف كفاءة الأنظمة الصحية، مما يسهم في تأخير عمليات التشخيص والعلاج. كما أضافت أن الحرارة قد تؤثر بشكل مباشر على بنية الخلايا، ما يزيد من فرص الإصابة.

وأشارت إلى أن النساء في المنطقة يواجهن تحديات إضافية بسبب محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، ووجود قيود ثقافية خاصة فيما يتعلق بسرطاني الثدي وعنق الرحم، مما يجعلهن أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتغير المناخي.

دعوة لدمج السياسات الصحية والمناخية

وأكدت مطرية أن نتائج الدراسة تمثل "جرس إنذار" يدعو إلى ضرورة دمج استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي ضمن السياسات الصحية العامة، للحد من انتشار السرطان وتقليل معدلات الوفاة بين النساء في المنطقة.

ومن جهته، شدّد تشون على أهمية الالتزام بالسياسات الدولية لمواجهة التغير المناخي، وعلى رأسها اتفاق باريس للمناخ، مشيرًا إلى أن الكثير من الدول لا تطبق هذه التوصيات رغم وضوحها.

الفئات الأكثر هشاشة تحتاج دعما عاجلا

لفتت الدراسة إلى أن التأثيرات السلبية لتغير المناخ تمتد إلى الفئات الأكثر هشاشة، مثل النساء، كبار السن، والأطفال، خاصة في المراحل الحساسة مثل الحمل والولادة. وشدد الباحثان على أهمية تطوير برامج صحية موجهة لدعم هذه الفئات، بالتوازي مع مواجهة التغير المناخي.

بداية لأبحاث مستقبلية في العلاقة بين المناخ والصحة

واختتم الباحثان بالقول إن هذه الدراسة ما تزال في مراحلها الأولية، لكنها تمثل أساسًا جيدًا لانطلاق دراسات تجريبية أوسع. وأكدت مطرية وتشون أنهما يأملان في أن تسهم النتائج في تحفيز أبحاث دولية مستقبلية تركّز على تقاطع تغير المناخ، الصحة العامة، والنوع الاجتماعي.

يمين الصفحة
شمال الصفحة