تقفز لأعلى مستوياتها منذ 2011.. الفضة تواصل صعودها القياسي

شهدت أسعار الفضة خلال تعاملات الأسبوع الماضي قفزات قوية، لتواصل موجة الصعود القياسي التي بدأت منذ مطلع عام 2025، مدفوعة بتزايد التوقعات بشأن توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر الجاري.

ارتفاع أسعار الفضة محليًا وعالميًا

سجلت أسعار الفضة في السوق المحلية ارتفاعًا بنسبة 6% خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو 3 جنيهات ليفتتح التداول عند 52 جنيهًا ويغلق عند 55 جنيهًا. كما سجل عيار 999 نحو 69 جنيهًا، وعيار 925 نحو 64 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 512 جنيهًا.

أما على المستوى العالمي، فقد صعدت أوقية الفضة بنسبة 2.5% لتغلق عند 41 دولارًا، بعدما افتتحت عند 40 دولارًا، محققة أعلى مستوى منذ أغسطس 2011.

مكاسب قوية منذ بداية 2025

أوضح تقرير صادر عن مركز الملاذ الآمن للأبحاث، أن أسعار الفضة ارتفعت منذ مطلع 2025 بنسبة 34% بما يعادل 14 جنيهًا للجرام، حيث افتتحت عند 41 جنيهًا لتصل حاليًا إلى 55 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية من 29 دولارًا في يناير إلى 41 دولارًا في سبتمبر، بزيادة 12 دولارًا.

الفضة تقترب من قمم تاريخية

مع تسجيل 41 دولارًا للأوقية، باتت الفضة على بُعد خطوات من تجاوز قمتها التاريخية البالغة 50 دولارًا المسجلة في أبريل 2011. وبلغت أسعارها ذروتها الأسبوع الماضي عند 41.47 دولارًا يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011، قبل أن تتراجع قليلًا وتستقر عند 41 دولارًا يوم الجمعة.

بيانات الاقتصاد الأمريكي تعزز صعود الفضة

وجاءت هذه الارتفاعات مدعومة ببيانات سلبية لسوق العمل الأمريكي، حيث أظهرت الوظائف غير الزراعية إضافة 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس مقابل توقعات بـ 75 ألفًا، كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3% وهو الأعلى منذ أواخر 2021. في المقابل، ظل نمو الأجور عند 0.3% شهريًا و3.7% سنويًا.

وأثرت هذه البيانات على أداء الدولار الأمريكي الذي تراجع مؤشره إلى 97.50 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو الماضي، فيما انخفضت عوائد سندات الخزانة، ما عزز الإقبال على الذهب والفضة كملاذات آمنة.

توقعات الفائدة الأمريكية

تشير تقديرات الأسواق إلى احتمالية بنسبة 88% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، بينما تبلغ احتمالات الخفض الأكبر (50 نقطة أساس) نحو 12% فقط.

وتتوافق هذه التوقعات مع تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي، في ندوة جاكسون هول، حين أكد أن التضخم وسوق العمل يسيران في اتجاهين متعاكسين، مشددًا على أن الأولوية ستكون لدعم التوظيف إذا تزايدت مؤشرات الضعف.

مخاطر جيوسياسية تدعم الفضة

أشار التقرير إلى أن الفضة ضاعفت قيمتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات التجارية، إضافة إلى التوجه العالمي المتسارع نحو الطاقة الخضراء. كما لفت إلى أن سبائك وعملات الفضة تعد الأكثر تقلبًا في الطلب عالميًا، حيث تستحوذ الولايات المتحدة والهند وألمانيا وأستراليا على نحو 80% من إجمالي الاستهلاك، وفقًا لبيانات معهد الفضة بالتعاون مع Metals Focus.


يمين الصفحة
شمال الصفحة