
في مشهد يعكس أصالة التراث المصري، تحول سور القاهرة الشمالي الأثري إلى مسرح لاحتفال روحاني كبير بالمولد النبوي الشريف لم يكن هذا الاحتفال مجرد فعالية عابرة، بل كان ثمرة تعاون استثنائي بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار، ليقدم للجمهور مزيجًا فريدًا من الفن الديني وعبق التاريخ.
الهدف كان واضحًا: إحياء الذكرى الـ 1500 لميلاد النبي في مكان يحمل قيمة تاريخية ضخمة وقد تم اختيار سور القاهرة الشمالي بدقة، لا لكونه فقط جزءًا من التراث العالمي لليونسكو، بل لأنه يجسد عراقة العاصمة المصرية، ويستوعب أعدادًا غفيرة من المحتفلين.
بينما كانت وزارة السياحة والآثار تعد المكان وتجهزه لاستقبال الآلاف من الزوار، كانت وزارة الثقافة تضع لمستها الفنية، باختيارها للشيخ محمود ياسين التهامي، الذي أطرب الحضور بصوته الملائكي في الإنشاد الديني هذا التنسيق المثمر أظهر كيف يمكن للمؤسسات الحكومية أن تعمل معًا لإثراء الحياة الثقافية للمواطنين.
ولم يقتصر الحدث على المسلمين فقط، بل كان مناسبة وطنية مفتوحة للجميع، تعكس روح التسامح والتآخي التي يتسم بها المجتمع المصري. لقد كان الاحتفال برسالة قوية: أن تراثنا الحضاري بكل أبعاده، الإسلامية والمسيحية، هو ملك للجميع، ويستحق أن يتم الاحتفاء به في قلب الأماكن التاريخية التي شهدت على عظمته.