
مستشفى حلوان العام
أحالت جهات التحقيق المختصة ممرضة شابة إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد أن أقدمت عمدًا على إشعال النيران داخل 7 غرف رعاية مركزة بمستشفى حلوان العام، في واحدة من أغرب القضايا التي هزت الوسط الطبي خلال الفترة الأخيرة، وكشفت التحقيقات تفاصيلها الصادمة.
وتحمل القضية رقم 33 لسنة 2025 حصر تحقيق حلوان الكلية، والمقيدة برقم 1893 لسنة 2025 كلي حلوان، وأُجريت التحقيقات فيها تحت إشراف المستشار هشام رأفت، المحامي العام الأول لنيابة حلوان الكلية.
بدأت الواقعة حين تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة بلاغًا من إدارة مستشفى حلوان العام يفيد باندلاع حريق محدود داخل قسم العناية المركزة. وعلى الفور، هرعت قوات الإطفاء والإنقاذ إلى موقع البلاغ مدعومة بعدة سيارات إطفاء، وجرى فرض طوق أمني واسع حول المستشفى وتخصيص مسارات إخلاء آمنة لنقل المرضى.
وخلال الفحص، تبين أن الحريق بدأ في غرفة مخصصة للأجهزة الطبية وامتد جزئيًا إلى المحاليل والأسلاك الكهربائية المتصلة بالأجهزة الحساسة، قبل أن يتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على النيران في وقت قياسي، مما حال دون وقوع كارثة أكبر.
وبالتعاون بين الطواقم الطبية وقوات الأمن، تم إخلاء 16 مريضًا من غرف العناية المركزة، ونقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى لضمان استمرار تلقي العلاج بأمان.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت بعد انتهاء التحريات، إذ كشفت الأدلة الجنائية أن الفاعل هو عنصر من داخل المستشفى نفسه — ممرضة تُدعى شروق ع. أ. (23 عامًا)، تعمل ضمن طاقم الرعاية.
وأظهرت مراجعة كاميرات المراقبة وشهادات العاملين أنها كانت في موقع الحريق قبل اندلاعه بدقائق، وأنها استخدمت قفازًا طبيًا مبللًا بالكحول وأشعلته بواسطة قداحة صغيرة كانت بحوزتها، ثم ألقت القفاز المشتعل داخل الغرف تباعًا.
وأكد تقرير مصلحة الأدلة الجنائية أن النيران اشتعلت بفعل مادة كحولية سريعة الاشتعال، وأدت إلى تلف كامل لسبع غرف عناية مركزة وعدد من الأجهزة الطبية الحيوية.
وخلال استجوابها، أدلت المتهمة باعتراف صادم بقولها: “ما كنتش ناوية أحرق المستشفى، بس كنت عايزة أشوف النار وهي مولعة والناس بتخاف... دي متلازمة عندي، بحب أشوف النار مولعة.”
وبعد اكتمال التحقيقات، قررت نيابة حلوان الكلية حبس المتهمة على ذمة القضية، ثم إحالتها رسميًا إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد ثبوت مسؤوليتها الكاملة بالأدلة المادية والفنية عن إشعال الحريق عمدًا داخل المستشفى.