دار الإفتاء
ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم ما يُعرف بـ«طلعة رجب»، حيث اعتاد بعض المسلمين في بدايات شهر رجب زيارة المقابر وتوزيع الطعام والصدقات على المحتاجين، وتساؤل السائل عن مدى جواز هذا الفعل شرعًا.
وأوضحت الدار عبر موقعها الرسمي أن الصدقة عن الميت مشروعة ومستحبة، ويصل ثوابها إليه، سواء تمت في شهر رجب أو في غيره من الشهور، لكن القيام بها في الأزمنة الفاضلة ـ ومنها شهر رجب ـ يُرجى فيه زيادة الثواب.
وأشارت إلى أنه لا مانع من توزيع الصدقات عند القبور أو في أي مكان يتواجد فيه المحتاجون، طالما رُوعيت الضوابط الشرعية والآداب العامة، ومنها عدم رفع الصوت خلال الزيارة والالتزام بالمعايير الصحية عند تقديم الطعام والشراب.
وأضافت دار الإفتاء أنه لا حرج شرعًا في تخصيص بعض الناس إخراج الصدقات في وقت معين أو مكان محدد، كزيارة المقابر في شهر رجب على نية إيصال الثواب للأموات، لأن النصوص الشرعية الواردة بشأن الصدقة عن الميت جاءت بصيغة عامة، فلا يجوز تقييدها دون دليل وأي تضييق على ما وسّعه الشرع يعد من أبواب البدع.
واختتمت الإفتاء موضحة أن الصدقة من الأعمال التي يُستحب الإكثار منها في الأيام والشهور الفاضلة، واستشهدت بقول النبي ﷺ: «إنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا»، لافتة إلى أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي تتضاعف فيها الأعمال، خاصة ما يعود نفعه على الآخرين كإطعام الطعام والصدقات.




