أعلنت كل من المملكة العربية السعودية وبريطانيا، الاتفاق على خطة تنفيذ لتحقيق الشراكة الاستراتيجية وإنشاء مجلس مشترك بين البلدين ومتابعتها في اجتماعات أخرى خلال العام الجارى.
كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وأعضاء حكومتها، قد التقت، أمس، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ودشن معها «مجلس الشراكة الاستراتيجية» البريطاني- السعودي، الذي يهدف إلى ترسيخ التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والأمن والسياسة. ووقع الجانبان اتفاقات اقتصادية بـ10 مليارات جنيه إسترليني، وقالت ماي إن زيارة الأمير محمد بن سلمان «تفتتح فصلاً جديدًا مع أحد أقدم الأصدقاء سيجعل المملكتين أكثر أمنًا وازدهارًا».
وقال ناطق باسم ماي إن اللقاء تطرق إلى العلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا، والشراكة في محاربة الإرهاب، والتعاون الأمني. وأشادت رئيسة الوزراء بالعلاقات بين البلدين في مجالي الدفاع والأمن، وقالت إن هذه العلاقات «التي تربطنا تاريخية. وأنقذت أرواح مئات الأشخاص». وأضافت: «هناك إصلاحات في السعودية ونحن نشجعها».
يشار إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية كانت قد أصدرت بيانًا جاء فيه أن الزيارة هي الأولى لولي العهد السعودي منذ توليه منصبه عام 2017، أي السنة التي وضع خلالها برنامجه للإصلاحات الكبيرة في المملكة «القوة الأكبر سياسيًا وديبلوماسيًا واقتصاديًا في الشرق الأوسط». وشدد البيان على أن الزيارة ستنطلق من الأرضية التي وضعت أسسها ماي خلال زيارتها الرياض في نوفمبر الماضي، و«ستساهم في تنسيق التعاون لمواجهة تحديات دولية مثل الإرهاب والتطرف والصراع الدائر في اليمن، علاوة على ملفات إقليمية أخرى مثل العراق وسوريا.
وكان للجانب الاقتصادي نصيب كبير في محادثات ماي مع الأمير محمد بن سلمان. ويشكل إدراج شركة «أرامكو» السعودية في بورصة لندن أولوية بالنسبة إلى بريطانيا، إذ يقدر الجزء المعروض 100 مليار دولار. ويمثل الطرح العام الأول لـ «أرامكو» إحدى الركائز الأساسية التي تستند إليها «رؤية المملكة 2030» التي يقودها ولي العهد السعودي لتنويع موارد الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط.