تفتتح مؤسسة الشارقة للفنون اليوم خمسة معارض تضيء على أبرز التجارب الفنية على المستويين الإقليمي والدولي، وتعاين من خلالها تجليات الفن المعاصر ومقترحاته الجمالية المستجدة على صعيد اللوحة والمنحوتة والوسائط المتعددة، ومقارباته للمفاهيم التاريخية والجغرافية والسياسية.
وتأتي هذه المعارض ضمن برنامج ربيع 2018 وهي لكل من الفنانين محمد أحمد إبراهيم، وزينب سديرة، ولطيف العاني، وآنا بوغيغيان، إضافة إلى معرض «تدابير مجدية: أعمال من مقتنيات المؤسسة». وتطلق المؤسسة غداً الدورة الحادية من «لقاء مارس» السنوي، بعنوان: «لقاء مارس 2018: تدابير مجدية»، بمشاركة أكثر من 30 متحدثاً، ويستمر ثلاثة أيام متضمناً جلسات حوارية وعروض أداء متنوعة. يتناول معرض «زينب سديرة: شؤون جوية... هراء بحري» عدداً من المفاهيم التي اشتغلت عليها الفنانة منذ أكثر من 17 سنة مثل مفهوم الأسرة، والتقاليد، والتاريخ الشفوي، والهجرة، ولهذا أن يتجسد في الفيديو ثلاثي الأبعاد «اللغة الأم» الذي تسعى من خلاله إلى إيجاد لغة مشتركة لنقل المعلومات والخبرات عبر الزمان والمكان.
العمل الفني الفوتوغرافي «حارسات الصور» يدور حول أحاديث سديرة مع صفية كواسي، وهي أرملة المصور المعروف محمد كواسي الذي كرس حياته لتوثيق الثورة الجزائرية واستقلال البلاد عام 1962 وما تلى ذلك. ويقدّم معرضها فيلماً بعنوان «شؤون جوية» تعيد سديرة فيه رسم المسار التاريخي للخطوط الجوية الإمبريالية البريطانية وإنتاج رحلة مصورة باستخدام وثائقيات رحلتها، متضمناً الصور الفوتوغرافية والملاحظات والخرائط والمواد الأرشيفية الأخرى التي جمعت من متحف مطار كرويدون في لندن ومتحف المحطة في الشارقة. ويرصد معرض «لطيف العاني: عبر العدسة (1979-1953)» تطور حياته وعمله منذ فترة الخمسينات حتى السبعينات، ويقدم مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها في العراق، شملت مواضيع واسعة بدءاً من صور الأصدقاء والعائلة، وصولاً إلى المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، والآثار القديمة، والهندسة المعمارية.
كما وثّق المعرض الذي قيّمته الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، انطباعاته عن الأماكن التي زارها خلال رحلاته إلى ألمانيا والولايات المتحدة. ويستضيف بيت السركال التراثي أعمال الفنانة آنّا بوغيغيان في استعادة كبرى لنتاجها الإبداعي البارز، عبر مسيرة فنية تمتد أكثر من أربعة عقود. ويضم المعرض ستة من المكونات الرئيسة لأعمال بوغيغيان، بما فيها أعمالها التركيبية ذات الوسائط المتعددة، وسلسلة رسوم، ومجموعة كبيرة من الكراسات المصورة، وإعادة تركيب لإستوديو الفنانة الكائن في القاهرة.
وقد استلهمت بوغيغيان الكثير من أعمالها خلال تجوالها عبر القارات، واستمدت بعض لوحاتها من جولات القطار بين الهند ونيبال، وثمة كراسات صاغتها أثناء إقامتها في كندا ومصر. إضافة إلى سلسلة من الرسوم الأخرى التي استلهمتها من حياة وأسفار الشخصيات التاريخية البارزة، من الشعراء والمثقفين أمثال قسطنطين كفافيس، وأحمد شوقي، وفريدريك نيتشه. وقد قيّمت المعرض الشيخة حور بنت سلطان القاسمي وكارولين باكارغيف.
وتقدّم المؤسسة في معرض «محمد أحمد إبراهيم: عناصر» الذي يقام في رواق 3 في ساحة المريجة أعمال الفنان الإماراتي التي نفذها على مدى ثلاثة عقود. ويشمل هذا المسح الواسع اللوحات، والرسوم، والمنحوتات، والأعمال التركيبية. ويتضمن المعرض تنويعات إبراهيم الفنية، ويتتبع القضايا الجمالية والمفاهيمية المتداخلة مع ممارسته الفنية، مثل استخدامه التكرار والتبادل ومشاغله المتعلقة بملمّات الطبيعة وزوالها نتيجة التنمية الحضرية، وليتجلى ذلك في مختلف مشاريعه الفنية الأرضية والأدوات التي ينتجها.
ويقدم هذا المعرض كذلك رؤية في تفاعلات إبراهيم مع الرموز البدائية وعلاقته المديدة مع بيئة مدينة خورفكان. وتضمنت فقرات الافتتاح قراءة بعنوان «إشكال لغوي» للفنانة كلوديا بيغز بالتعاون مع الموسيقار أليكس كلافيرا والمؤديين أمين مطوّع ونويلا كوفيلو، والذي انقسم إلى ثلاثة فصول ركزت على اللغة وعنصر التشارك الجماعي. وفي سياق متصل، تقدم مؤسسة الشارقة للفنون معرضاً من مقتنياتها بعنوان «تدابير مجدية» بتقييم ريم شديد نائب رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ويهدف إلى التوسع في الأفكار الرئيسة التي يقدمها برنامج «لقاء مارس 2018» الذي يحمل الاسم نفسه.
ويقدم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية لكلٍّ من جون أكومفرا وبسمة الشريف وشريف واكد وهليل التندير وبحر بهباني وسيمون فتال وحازم حرب وغولنارا كاسماليفا وموراتبيك دجوماليف ومها مأمون وألماغول منليباييفا ونعيم مهيمن ومجدي مصطفى ورائدة سعادة وعبد الحي مسلم زرارة. وستثري هذه الأعمال المحادثات التي ستجرى في «لقاء مارس» في رشأن قضايا «المقاومة» والتنظيم والشكل وتوسيع الحوار والتفاعل بما يتجاوز أيام اللقاءات الثلاثة.