رمضانيات الحصاد 8.. قدماء المصريين تناولوا "ياميش رمضان".. وعجائب صحية لـ"طبق الخشاف".. وتاريخ "الياميش" في كل عصور المائدة المصرية
يتهافت المصريون في بداية شهر رمضان من كل عام على شراء ما بعرف بـ"الياميش" بكل أنواعه المعروفة، فتجد الزحام في الأسواق، على شرائه، رغم ارتفاع أسعاره في السنوات الأخيرة، غلا أن الجميع يحرص كل الحرص على أن يكون الياميش جزءا من مائدته في رمضان.
روايات كثيرة تم رصدها في كتب التاريخ عن أول من تناول الياميش، ولكن يرجع كثير من المؤرخين بداية تناوله إلى القدماء المصريين حيث كان القدماء المصريون يصنعون الحلوى على شكل الإله "بس" إله الضحك ، ومن هنا بدأت فكرة تجفيف الفواكه وصناعة ياميش رمضان.
أما عن كلمة ياميش فقد دخلت القاموس منذ أيام الدولة الفاطمية ومعناها فواكه مجففة حيث كان الفاطميين حريصين على جلب الياميش كل رمضان وكان الخلفاء الفاطميين يوزعون الياميش على الفقراء.
ولا أحد ينكر أن للياميش فوائد عديدة، كما ارتبط قدوم رمضان لدينا بطعم الياميش، الذي يضفي على الشهر مذاقة الخاص فيتنوع استخدام الأسرة للياميش سواء في العصائر او في أطباق الحلويات من الكنافة وغيره.
كما أن معظم ربات البيوت فى مصر يقتنين "طقم الخشاف" الذي يستخدم خصيصا فى شهر رمضان ، حيث يصنعن عصير الخشاف المكون من منقوع الفواكه المجففة مثل المشمش والزبيب والتين مع البلح والقراصيا والمكسرات ثم يقدمونه بعد الإفطار فى الأوانى المخصصة له أو قبل الإفطار.
"الياميش" تلك الكلمة ذات الأصل التركي كانت تعبر عن عن الأصناف المختلفة مثل عين الجمل، القراصيا، المشمش والتين المجفف وقمر الدين، الذي كان يطلق عليه "القيس"، ومن بعد الدولة الفاطمية اصبح الياميش عادة اصيلة عند الناس فى رمضان وكان الناس ايام الدولة العثمانية يذهبون إلى سوق الحلويات لشراء الياميش.
وكانت وكالة قوصون بشارع باب النصر أشهر أسواق بيع الياميش فى مصر خلال القرن الثامن الهجرى، ويأتى إليها التجارمن الشام ومعهم بضاعتهم ، لبيعها قبل حلول الشهر الكريم.
ثم انتقل سوق الياميش فى القرن التاسع الهجرى إلى الجمالية ثم وكالة البلح ببولاق أبو العلا ، ثم ساحل روض الفرج.
يقول الجبرتي، المؤرخ الذى عاش فى الفترة "1167 -1237هـ "، فى كتابه عجائب كتاب تاريخ الجبرتى المعنون " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار إن المصريين اعتادوا عمل الكعك و الرقائق المعروفة بالسحير فى رمضان.
فمن المكسرات يشمل الياميش الجوز (عين الجمل) والبندق واللوز والفستق وهي كلها مواد مغذية غنية بالبروتينات والدهون والزيوت، ومن الفواكه المجففه الزبيب والمشمش (العنب المجفف الخالي من البذور) والمشمش المجفف (القيسي) وقمر الدين والتين المجفف والأراصيا الغنية بالسكريات والفيتامينات والمعادن والألياف.
وأصناف الياميش فيها فائدة كبيرة لصحة الإنسان، فالزبيب مثلا مفيد لمرضى السكر لأنه لا يتطلب الكثير من الإنسولين عند تناوله، يقلل من الكوليسترول الضار وضغط الدم، يحتوي على مركبات تحارب الميكروبات في الفم، كما يحتوي على الكثير من المعادن والفتامينات.كما أن الفول السوداني غني بالدهون الأحادية غير المشبعة، وحمض الفوليك، وفيتامين ب3، وبعض مضادات الأكسدة المكافحة لآثار الشيخوخة.