بين وقف الاستيراد.. ومافيا الأسواق.. وتكاليف نهاية الموسم الدراسي.. كساد في سوق اللحوم في رمضان

شهد استهلاك الأسرة المصرية من اللحوم في شهر رمضان الكريم انخفاضا ملحوظا، رغم أن اللحوم كانت تحل كل عام على رأس قائمة المُنتجات الأكثر استهلاكًا، ولكن رمضان هذا العام يأتى بالعكس.
مصطفى العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، قال إن الظروف الاقتصادية السيئة لكثير من الأُسر، تجبرها على التخلى عن عاداتها الغذائية، إضافة إلى ارتباط رمضان بالامتحانات لجميع المراحل الدراسية وتكاليفها، وهو الأمر الذى سينتج عنه استقرار أسعار اللحوم وعدم ارتفاع أسعارها، خاصة فى ظل وجود كميات كبيرة من اللحمة مُنتشرة داخل السوق
كما أن قرار وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، الأخير بوقف جميع أذون الاستيراد للمنتجات الزراعية من جنوب إفريقيا، بعد اكتشاف ظهور بكتيريا "ليستريا" القاتلة على منتجات زراعية صدرتها جنوب إفريقيا إلى عدد من الدول، كان قد أثر بالسلب أيضا على إقبال المواطنين على شراء اللحوم بأسعار مناسبة.
مصادر رسمية بالوزارة، قالت إنه إجراء احترازى حتى يتضح الموقف النهائى بعد مراجعة المنظمات الدولية المعنية بذلك، وخاصة منظمة الصحة العالمية، كما قررت حظر استيراد مصنعات اللحوم من جنوب إفريقيا.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إنه تقرر حظر استيراد مصنعات اللحوم من جنوب إفريقيا، وخضوع جميع منتجات اللحوم الواردة إلى مصر لإختبارات تؤكد خلوها من هذه البكتيريا للحفاظ على الصحة العامة، على أن تتم مراجعة الموقف أولاً بأول، وفقا للمعايير التي تقرها منظمة الصحة العالمية والصحة الحيوانية.
وقال الدكتور فهيم شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية وتغذية الحيوان، إن ميكروب «الليستيريا» يُشكل خطورة كبيرة على صحة المُستهلك عند تناول لحوم أو مُنتجات حيوانية ملوثة به، مُشيرًا إلى أن المشاكل الصحية التى يُعانى منها كثير من المصريين تعود فى الأساس إلى استيراد لحوم ملوثة بميكروبات مُمرضة، تتسبب فى التسمم الغذائي، كالسالمونيلا والليستيريا.
ووفقًا لتقرير صادر مؤخرًا عن الغرفة التجارية العربية البرازيلية، فإن حجم استيراد مصر من منتجات اللحوم البرازيلية بلغ نحو 138.5 مليون دولار، خلال الثلاثة أشهُر الأولى من 2018، بزيادة قدرها 193 ? مُقارنة بنفس الفترة من العام 2017، لتتصدر مصر بذلك قائمة الدول العربية المستوردة لمنتجات اللحوم البرازيلية.
يُعد المواطن المصرى الأقل استهلاكًا للحوم فى العالم، حيث لا يتعدى استهلاكه السنوى 15 كيلو جراما، فى حين أن المواطن الأمريكي؛ يستهلك ما يُقارب 100 كيلو سنويًا.
بينما تؤكد تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن إجمالى إنتاج مصر من اللحوم يصل إلى 650 ألف طن لحوم سنويا، فيما بلغ إجمالى إنتاج الألبان 5.4 مليون طن، كما انخفض نصيب الفرد فى مصر من اللحوم إلى 7 كيلوجرامات فى 2017، حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من اللحوم حوالى 18 جراما فى اليوم الواحد، فى حين؛ أن متوسط نصيب الفرد عالميًا حوالى 24 جراما يوميًا.
وقال عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن معدل استهلاك الفرد من اللحوم فى مصر مُنخفض جدًا نتيجة لانخفاض مستوى الدخول. وأوضح: 65? من المصريين دخلهم أقل من المتوسط و15 فوق المتوسط و10? من طبقة الأغنياء، مما يجعل اللحوم أغلى شريحة من الأطعمة، ومظهر من مظاهر الغنى وسلعة ترفيهية لكثير من المصريين، حيث إن سعر 10 كيلو لحمة يساوى مُرتب موظف مؤهل عالى فى بداية تعيينه.
ومن جانبها كثفت الهيئة العامة للخدمات البيطرى بوزارة الزراعة، ممثلة فى 27 مديرية للطب البيطرية من حملاتها الرقابية المفاجئة على أسواق ومحلات ومنافذ بيع اللحوم، لضمان وصول غذاء آمن وصحى للمواطنين واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين ومتابعة تنفيذ القوانين والقرارات المنظمة لعمليات تداول اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجاتها خاصة المفروم، مع الالتزام بالمواصفات القياسية المصرية لهذه المنتجات، بالتنسيق مع المحليات وجهاز الشرطة والصحة والتموين.
وبدأت مافيا تجارة اللحوم باستغلال المواطنين، إذ تشهد أسعار اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن بمختلف أنواعها في مصر، ارتفاعاً حاداً، ما أحدث حالاً من الغضب والتذمر بين المستهلكين.

ولم تسلم اللحوم الحمراء ولحوم الفراخ المجمدة من ارتفاع الأسعار على رغم انخفاضها الأسبوع الماضي، فيما تسري توقعات باشتعال أسعار اللحوم أكثر خلال الأيام المقبلة مع قرب بداية شهر الصوم، على رغم تأكيد وزير التموين علي المصيلحي تثبيت الأسعار.
وأشار إلى أن الأسواق شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء من دون مبرر، على رغم ثباتها الشهر الماضي، مضيفاً أن الأسعار في ازدياد حتى انتهاء إجازة عيد الفطر، نتيجة عدم إحكام السيطرة من جانب الحكومة على الأسواق، مطالباً بوضع معايير انضباط للسوق وفقاً لقواعد ثابتة، ومن يتجاوزها يواجه العقاب المناسب.
ولفت إلى أنه نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ولحوم والدواجن، حدث نوع من انكفاء المواطنين عن الشراء، نتيجة الزيادات الكبيرة والمتكررة في الأسعار، ما أدى إلى تآكل قدرتهم الشرائية، على أمل عودة الأسعار إلى الانخفاض.